طالبت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة، بإنشاء آلية مستقلة للتحقيق في الجرائم التي تعد الأشد خطورة بموجب القانون الدولى، ومنها قتل النساء، وذلك على اثر مقتل الإيرانية مهسا اميني 22 سنة، على يد الشرطة الإيرانية، ووقع على طلب منظمة العفو 74 الف شخص، حيث أشعلت وفاة مهسا (جينا) أميني في الحجز شرارة احتجاجات واسعة في شتى أنحاء إيران، حيث عبَّر الناس عن غضبهم من القوانين الإيرانية المتعلقة بالحجاب الإلزامي. وسرعان ما اتسع نطاق الاحتجاجات لتشمل مجموعة أوسع من المظالم المناهضة للمؤسسة السياسية، وتتبنى مطالب بإنهاء نظام الجمهورية الإسلامية. وردَّت قوات الأمن على الاحتجاجات باستخدام القوة بشكل غير مشروع، بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحية وعيارات الخرطوش من مسافة قريبة، وضرب الناس ضربًا مبرِّحًا بالهراوات، مما أسفر عن مصرع عشرات الرجال والنساء والأطفال، وإصابة مئات آخرين. في هذا الصدد قالت منظمة العفو الدولية أن أعداد القتلى أعلى من ذلك، وهي تواصل جهودها للتعرُّف على الضحايا.
وصرحت ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، ان ذلك على اثر وفاة الفتاة مهسا اميني بعد ان الفت شرطة الاداب القبض عليها بسبب عدم التزامها بالحجاب،
ويتصدى الناس في إيران ببسالة لقوات الأمن، بالرغم من قيام السلطات الإيرانية بحشد آليتها القمعية من أجل قمع الاحتجاجات بلا رحمة، في محاولة لإحباط أي محاولة لتحدي النظام القائم، مُستعينةً في تغطية أفعالها بالتعطيل المتعمَّد والمستمر لخدمات الإنترنت. وهناك حاجة ماسة الآن لتحويل موجة مشاعر الغضب والتعاطف في مختلف أنحاء العالم إلى تحركات ملموسة. فلنستفد من إرادة الناس في جميع أرجاء العالم، ولنتكاتف معًا من أجل وضع حد لإراقة الدماء بسبب الاحتجاجات في إيران.
وتعود الاحداث الى قبل اسبوعين حينما ألقت شرطة “الآداب” الإيرانية القبض بعنف على مهسا (جينا) أميني في طهران، بتهمة عدم الالتزام بقوانين الحجاب الإلزامي السارية في البلاد، وهي قوانين مُسيئة ومُهينة وتنطوي على التمييز. وبعد ساعات من القبض على مهسا (جينا) أميني، دخلت في غيبوبة وتُوفيت بعد ثلاثة أيام في المستشفى، يوم 16 سبتمبر 2022. وقالت منظمة العفو الدولية ان شهود عيان موثوقين ذكروا أنها تعرضت للتعذيب على أيدي أفراد شرطة “الآداب” داخل سيارة الشرطة، بما في ذلك تعرُّضها لضربات قوية على الرأس.
من جانبها قالت المفوضة السامية لحقوق الانسان ندى الناشف إنه “يجب إجراء تحقيق فوري ومحايد وفعّال في وفاة مهسا أميني المأساوية، وفي دعاوى التعذيب وسوء المعاملة”.وأضافت الناشف أن هذا التحقيق يجب أن تضطلع به “جهة مستقلة وذات اختصاص، بما يضمن حصول عائلة المتوفاة على العدالة ووقوفهم على الحقيقة”.، وتابعت المسؤولة الأممية أنه “يجب على السلطات (الإيرانية) التوقف عن استهداف، ومضايقة، واحتجاز النساء اللواتي لا يلتزمن بقواعد الحجاب”.
بدأت القصة حينما اعتقلت مهسا أميني، 22 عاما، في 13 سبتمبر الماضي.بعد ان جاءت مع عائلتها من سقز إلى مدينة طهران، وألقت ما دعي بشرطة الأخلاق و الاداب، القبض عليها في محطة مترو الشهيد “حقاني”. متحججة بكون مهيسا أميني لم تكن ترتدي الحجاب بصورة لائقة. وزعمت الشرطة أنهم قد احتجزوها لتلقينها جلسة أخلاقية، إلا أنه بعد مرور ساعتين فقط نقلت مهيسا إلى المستشفى بحالة خطرة، وذكر الصحفي سجاد خداكرمي أن أحد المعتقلين الذين كانوا موجودين في سيارة دورية “شرطة الأخلاق” أن ضرب مهسا أميني قد تم في السيارة. وعند الصول إلى المعتقل كانت حالتها سيئة للغاية.
وقال والد مهسا إن ابنته لم تكن تعاني من أي مشاكل صحية، مضيفا أنها عانت كدمات في ساقيها، محمّلاً الشرطة مسؤولية وفاتها.