اختتمت منظمة الصحة العالمية اليوم قمة الصحة لهذا العام والتي انعقدت في الفترة من 16 إلى 18 أكتوبر في مدينة برلين الألمانية لأول مرة بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية، وهي تجمع الحكومات والجهات المانحة والمجتمع المدني والناشطين.وخلال القمة، جددت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية دعواتهما لاتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي أوبئة الحصبة وشلل الأطفال ولإعادة التأكيد على الالتزامات بالقضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وتسلمت الأستاذة الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة والسكان المصرية السابقة وأستاذة الصحة العامة بجامعة القاهرة، جائزة بطلات الصحة في قمة الصحة العالمي، حيث سلط حفل توزيع جوائز الصحة العالمية الذي تم على هامش القمة، الضوء على القيادات النسائية في مجال الصحة العالمية.
وعلى هامش القمة، وقعت منظمة الصحة العالمية واليونيسف اتفاق تمويل مع مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي لتعزيز برامج شلل الأطفال والحصبة في ثماني دول.جاء ذلك على هامش قمة الصحة العالمية 2022 في برلين، رحبت الوكالتان الأمميتان بالتمويل الجديد الذي سيوفر خمسة ملايين دولار أمريكي لكل منهما استجابة للدعوة الطارئة من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسف لاتخاذ إجراءات لتفادي أوبئة شلل الأطفال والحصبة كبيرة.
وحثت منظمة الصحة العالمية واليونيسف الدول على إعطاء الأولوية لتطعيم الأطفال أثناء قيامها بإعادة بناء أنظمة التحصين الوطنية بعد الاضطرابات الضخمة في التطعيم التي نجمت عن أزمة كوفيد-19. وكانت الجائحة قد أدت إلى جعل ملايين الأطفال الضعفاء أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها.
بمساهمة مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية، ستدعم منظمة الصحة العالمية برامج شلل الأطفال والحصبة في الصومال والعراق والسودان من خلال شراء معدات المختبرات، وتعزيز المراقبة، ورقمنة البرنامج الموسع للتحصين، وتقوية سلسلة التبريد، وتدريب القائمين بالتحصين أثناء الحملات.
وستدعم اليونيسف البلدان الخمسة التي تعد فيها نسبة إصابة الأطفال بهذه الأمراض عالية. وهي أفغانستان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا، وباكستان، وذلك من خلال شراء وتوزيع لقاحات شلل الأطفال والحصبة والإمدادات مثل معدات سلسلة التبريد والمحاقن، وتوظيف وتدريب القائمين على التحصين، وتعزيز أنظمة التحصين بشكل مستدام.
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، أنه كان لجائحة كوفيد -19 آثار مدمرة على خدمات التطعيم على مستوى العالم، وأضاف: “إن الدعم السخي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سيساعد منظمة الصحة العالمية على إنقاذ حياة الأطفال، وسيستفاد منه ما يقدر بنحو 50 مليون شخص وسيجنب تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال والحصبة في الصومال والعراق والسودان.”
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل: “لا يمكننا أن ندع كوفيد-19 يتسبب في انتشار أوبئة جديدة لأمراض الطفولة. عطّلت الجائحة خدمات التحصين الروتينية في جميع أنحاء العالم، مما جعل ملايين الأطفال الضعفاء أكثر عرضة للإصابة بشلل الأطفال والحصبة وأمراض الطفولة الأخرى التي يمكن الوقاية منها. سيترجم هذا الاتفاق الجديد إلى إنقاذ أرواح وأنظمة تحصين أقوى ستفيد ملايين الأطفال.”
وقال الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إن اتفاق التعاون سيعزز العمل العالمي لحماية الأطفال المعرضين لخطر متزايد من أمراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها، وأضاف أنه يؤكد “حرص المملكة العربية السعودية على إنقاذ الأرواح والحفاظ على المستقبل.” وقال السيد الربيعة إن الاتفاق جاء “نتيجة التزام المملكة بالعمل مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف لمواجهة التحديات الصحية العالمية بشكل مشترك.”