توقعت إليان بطرس، الباحثة بقسم العلاقات الدولية بمركز جسور للدراسات الاستراتيجية، في حوار خاص لوطني، أن تخلق الخطوة الروسية بضم خيرسون وزابوروجي ودونيتسك ولوجانسك مزيد من التصعيد على أرض المعركة الروسية الأوكرانية وتزول معها فرص التفاوض من أجل حل، لافتة إلى أن تلك الخطوة ستطيل من أمد الحرب، وقالت: “من المتوقع أن يترتب عليها مزيد من العقوبات الأمريكية على روسيا ومزيد من الدعم بالأسلحة بعد تداول معلومات عن حزمة أسلحة بقيمة 1.1 مليار دولار لأوكرانيا.”
وأشارت الباحثة أنه مثل رفض المجتمع الدولي بضم القرم، فأنه يرفض الآن أيضا ضم تلك المناطق الأربع. موضحة أن الولايات المتحدة ترى أن هذا الاستفتاء زائف وتم إقامته تحت التهديد ومخالف للقانون الدولي. كما رفضته كييف وحلفاءها الأوروبيون.
وأضافت أن بعد تصويت تلك المناطق بالموافقة على الضم يوافق مجلس الدوما على المعاهدة التي تجعل المناطق الأربعة رسميا جزء من الأراضي الروسية ملمحة إلى ذلك قد يتم بشكل عاجل في بداية أكتوبر، ومن المعتاد أن يخرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تلك الحالة ليعلن احتفاله بضم المناطق الأربعة كما حدث في 2014 حين احتفلت روسيا بضم شبه جزيرة القرم حتى قبل ان يوافق البرلمان على المعاهدة الموقعة إذا هي إجراءات صورية تقوم بها الدولة الروسية لإضفاء الطابع الرسمي على تلك المعاهدة.
واستطردت قائلة: “وتدفعنا المؤشرات نحو انتظار مزيد من التضييق من قبل مجموعة السبع وحلف الناتو لمزيد من للضغط على روسيا وفرض عقوبات على روسيا وزيادة في الدعم العسكري لأوكرانيا بما فيها من دبابات وطائرات ومضادات طائرات ودفاع صاروخي قوي، وهو ما يزيد من حدة المعركة العسكرية في أوكرانيا ولهذا السبب أعلن بوتين قبل الاستفتاء بايام عن استدعاء مزيد من الجنود للتعبئة العامة وهى أول تعبئة منذ الحرب العالمية الثانية، وخروج مسولين عسكريين روسيين للتلميح بإمكانية استخدام سلاح نووي يفسر حجم التصعيد والاشتباك بعد تلك الاستفتاء ولكن مازال خيار استخدام السلاح النووي بعيد في الوقت الحالي وهذه التصريحات ما هي إلا رد روسي على الهزيمة التي وقعت فيها الأسابيع الماضية بعد استعادة أوكرانيا جزء من الأراضي.”
وأكملت: “وليست مصادفة ان يحدث انفجار خط غاز نورد ستريم في بحر البلطيق وسط تكهنات أوروبية بأن هذا الانفجار هو عمل تخريبي لتعطيل وصول الغاز والوقود الى أوروبا خاصة بعد رصد طائرات بدون طيار فى المنطقة وهو ما يثير المخاوف الأمنية من تصاعد الأحداث الفترة القادمة في منطقة البلطيق، وبعد هذا الانفجار صرحت شركة الغاز الروسية عن انخفاض في معدل ضخ أنابيب الغاز نورد ستريم نتيجة هذا الحدث وبالتالي ستتأثر أوروبا بخفض هذه الإمدادات خاصة مع قدوم الشتاء.”