أولا: نماذج سلبية للتبعية:
* هناك ثلاثة مشاهد لثلاثة أشخاص تقابلوا مع السيد المسيح في أوقات متفاوتة لا يوجد بينهم رابط زمني أو مكاني, ولكن القديس لوقا حدثنا عن هذه الثلاثة مشاهد, لكي يقدم لنا إجابة علي إخلاص الإنسان في تلمذته وتبعيته لربنا يسوع. قدم لنا ثلاثة مشاهد بثلاثة أسئلة.
ونقدم لك الثلاثة أشخاص
* الأول: إنسان له مشاعر ولكنه لم يفكر جيدا.
* الثاني: إنسان له فكر ولكن بلا مشاعر.
* الثالث: عنده فكر ومشاعر, ولكنه سقط في التردد أو التأجيل.
الصديق الأول: مشاعر بدون فكر
* شخص مندفع, وكل ما يقوم علي العاطفة يكون مؤقتا, وأجابه المسيح: للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار, وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه (مت8:20).
وكانت إجابة المسيح أن تبعيته فيها متاعب وفيها حمل للصليب, ليست المسيحية مجرد معجزات, المسيحية أيضا فيها طريق للآلام, وربنا يسوع قال لنا: في العالم سيكون لكم ضيق (يو16:33), ومع الآلامات توجد تعزيات, فهل أنت مستعد؟
إذا عندما تأخذ قرارا اعتمد:
أولا: علي ربنا.
ثانيا: علي عقلك.
ثالثا: علي عاطفتك (التي هي ممكن أن تكون متغيرة).
فتأخذ قرارك بطريقة صحيحة.
الصديق الأول كان صاحب مشاعر ولم يكن صاحب فكر, لذلك يبدو أن انصرف ولم يتبع المسيح.
الصديق الثاني: فكر بدون مشاعر
* المسيح قال له اتبعني, وكان شرط هذا الشخص أن يأذن له المسيح أن يذهب أولا ويدفن أباه.
* عندما تأتي دعوة المسيح لك فهي لحظة فارقة وفرصة ذهبية في حياتك.
الشخص الثالث: مشاعر وفكر
* تقدم للمسيح قال له: أتبعك يا سيد ولكن ائذن لي أولا أن أودع الذين في بيتي. هذا الشخص ربما تنكسر عاطفته, أو ينكسر فكره بخطية اسمها خطية التردد, وقد تمتد خطية التردد إلي التأجيل, وكما تعرفون أن التأجيل لص الزمان, حتي في التوبة. ويظل التأجيل يضيع الحرارة الروحية في داخلك, وهذا ما نسميه في تحليل نصف الليل تسويف العمر باطلا, وكانت إجابة السيد المسيح عليه: ليس أحد يضع يده علي المحراث وينظر إلي الوراء يصلح لملكوت الله (لو9:62).
بولس الرسول في محاكمته أمام أغريباس الملك وقف يدافع عن إيمانه بقوة حتي أن أغريباس قال له: بقليل تقنعني أن أصير مسيحيا (أع26:28). ولكننا للأسف لم نسمع أن أغريباس قد صار مسيحيا, مشكلة التردد.
ثانيا: نماذج إيجابية للتبعية
1- متي الرسول:
نقرأ في (متي9:9) عبارة اتبعني وهذه العبارة قالها ربنا يسوع المسيح للاوي العشار الذي كان يجلس في مكان الجباية, فقام وتبعه وصار متي الرسول..
2- بولس الرسول
وهو كان بعيدا عن المسيح تماما ويهوديا, حتي أنه قال عن نفسه: كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها (غل1:13), وكنت قبلا مجدفا ومضطهدا ومفتريا (1تي1:13). ومجرد رؤية المسيح وحديثه معه قال له: يارب ماذا تريد أن أفعل.
3- بطرس الرسول
(لو5:1-11) كان سمعان بطرس صيادا, وفي مرة قضي الليل كله ولم يصطد شيئا, وبعد أن أرسوا علي الشاطئ دخل السيد المسيح سفينته وصار يعلم الجموع, ثم قال المسيح لسمعان: ابعد إلي العمق وألقوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له: يا معلم, قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا. ولكن علي كلمتك ألقي الشبكة.
4- الأنبا باخوميوس أب الشركة
كان جنديا وثنيا, ولكن عندما شاهد أهل إسنا وهم يقدمون فضيلة إضافة الغرباء وعرف أنهم مسيحيون, قال: إن رجعت من الحرب سالما سأصير مسيحيا, ورجع وبدأ طريقه الروحي, وبدأ يتبع المسيح ويتكرس وصار راهبا بل وأسس حياة الشركة في الحياة الرهبانية, وصار قديسا في الكنيسة.
* أحيانا يفتقد الله الإنسان بنعمته ويدعوه في قلبه, وعندما يستجيب بفكره وعقله ومشاعره وإيمانه ويتخذ القرار يعرف أن طريقه طريق جيد وناجح, ويعرف أن الذي يتبع المسيح لا ينظر إلي الوراء بل يأخذ طريقا ينظر فيه للأمام ويتقدم وينمو.