افتتح نيافة الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد ووفضيلة الشيخ عاشور مبروك عبدالمنعم، مدير عام بالأزهر الشريف، الجزء الثاني من معرض الآثار المؤقت ” مسرجة ومشكاه“، والذي ينظمه المتحف القبطى بالتعاون مع متحف الفن الاسلامى في إطار التعاون المستمر بينهما بحضور الأستاذة جيهان عاطف مدير عام المتحف القبطي، والدكتور ممدوح عثمان مدير عام متحف الفن الإسلامي، والقمص يعقوب سليمان نائبا عن الأنبا يوليوس أسقف كنائس مصر القديمة والمنيل وفم الخليج ، والدكتور محمد سيد ليلة رئيس حى مصر القديمة , والاستاذة تريز سكرتيرة حى مصر القديمة , والقس اباكير منير، والقمص صليب جمال كاهن كنيسة ابو سيفين بمصر القديمة وهبة حمدى المشرف على الادارة المركزية للمتاحف الكبرى بقطاع المتاحف والدكتور احمد صيام وكيل متحف الفن الاسلامى ، والدكتورة شذى إسماعيل أستاذ الآثار القبطية بقسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان.
وفى كلمتها الافتتاحية، قالت الدكتورة جيهان عاطف مدير عام المتحف القبطى: تحت رعاية وزارة السياحة والآثار برئاسة الدكتور خالد العنانى وقطاع المتاحف برئاسة الدكتور مؤمن عثمان أهلا بكم فى رحاب المتحف القبطى هذا الصرح العظيم بمنطقة مجمع الاديان بمصر القديمة.
فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا.
فالنور بمفهومة المقدس يشير إلى اللة نور العالم وفكر الإنسان منذ أقدم العصور فى طرق عديدة للقضاء على الظلام الذى تجسدت فية كل أنواع المخاوف المجهولة ومن هنا تجسدت لة فكرة عمل الشموع والمسارج والمشكاوات لتنير ليلة وتنير لة طريقة المعتم فتعددت وتنوعت اشكال الإضاءة ومن هذا االمنطلق جاءت فكرة المعرض المشترك بين متحف الفن الإسلامي والمتحف القبطى استكمالا لسلسلة المعارض المشتركة بيننا وتأكيدا على رابطة المحبة والاخوة بيننا ولاظهار دور المتاحف القوى وتأثيرها على المجتمع المحيط بها لجزب فئاتة المختلفة للتعريف بأهمية ودور المتاحف القومى.
وأوضحت الأستاذة جيهان عاطف، أن المعرض يضم مجموعة من ٢٧ قطعة أثرية من مقتنيات متحف الفن الإسلامي، منها مشكاوات ومسارج ومخطوطات من مختلف العصور للتعبير عن فكرة النور روحيًا وفلسفيًا. ومن المقرر أن يستمر المعرض لمدة شهر.
وأضاف الدكتور ممدوح عثمان مدير عام متحف الفن الإسلامي، أن المجموعة المختارة من القطع المعروضة تلقي الضوء على موضوع الإضاءة من مختلف العصور الإسلامية، ومن أبرزها مشط مصنوع من العظم كتب على أحد وجهيه ( الله نور السموات والأرض) وعلى الوجه الآخر ( مثل نوره كمشكاة فيها)، ومشكاة تنسب للسلطان حسن، وشمعدان مصنوع من النحاس المكفت بالفضة ينسب للسلطان سليمان، ومصحف شريف كتب بخط ياقوت المستعصمي.
ومشكتان من الخزف المصرى بطلاء بالمينا البيضاء وعليهما زخارف زرقاء شملت رسوم نباتية وايات قرانية
وايضا تنور من الخشب الخرط المطعم بالنحاس والتنور من منتجات الاضاءة الكبيرة المعلقة المعروفة والمصنعة بمصر ودانت حتى القرن السادس عشرووصلت فى الكثير من الاحيان الى سبعة ادوار لوضع قناديل الاضاءة بها.
وأيضا مجموعة من القرايات وقد تنوعت أشكال واحجام القرايات التى يوضع بها الفتيل والزيت لحدوث عملية الأفعال.
وقد تضمن برنامج افتتاح المعرض تقديم عروض فنية للتنورة التراثية، وباقة من الألحان والترانيم القبطية لكورال راشى بكنيسة السيدة العذراء بروض الفرج.
كما قدمت هيام رشدي مسؤول القسم العلمي بالمتحف القبطي عرضا وشرحا شيقا مصحوب بالصور التوضيحية عن تطور الأضاءة الصناعية في مصر قالت فيه: يعد الضوء الاصطناعي أحد أقدم الأدوات التي استخدمها البشر، والذي أثر بدوره على العديد من مجالات الحياة. المصري القديم استخدم بعض أشكال من الشعلة اليدوية، والتي يمكن وصفها بأنها مجموعات من القصب أو العصي المنقوعة في الإنارة.
وكانت أقدم المصابيح الفخارية أو الحجرية عبارة عن أوعية ضحلة يطفو فيها الفتيل في حوض من الزيت، أما الاصدارات اللاحقة فقد تم طيها يدوياً لإنشاء فوهة يستقر فيها الفتيل.
وقد صنع المصريين الفتيل من الكتان, وكان لديهم عدد من الزيوت النباتية المتاحة لاستخدامها كوقود أهمهم الخروع وبذر الكتان، كما أعتمدوا على مصادر الدهون الحيوانية.
وظهرت المصابيح المصبوبة في القوالب خلال العصر الهلنستي، والتي تصنع من الفخار والمعادن، مما سمح بالإنتاج الضخم للتصاميم المعقدة وبحلول العصر الروماني المبكر، كانت المصابيح تصنع عادة من مواد مختلفة منها (الطين والحجر والبرونز و الفضة والذهب).
وأيا كانت المادة المستخدمة فغالباً ما تتكون من نفس العناصر.
ويتكون المصباح من
الخزان: غالباً ما يكون يكون مسطحاً في الخلف، ويستخدم لأحتواء الزيت
الفوهة: وهي فتحة يوضع بها الفتيل
المقبض: له عدة أشكال منها المثلثة والمستديرة
القرص: عنصر يستخدم في الغالب للزينة، ويحتوي على ثقب لتزويد الزيت
القاعدة: مسطحة او مقعرة وتساعد على التوازن
القناة: تستخدم لتمرير الفتيل من خلاله
ويتم تشكيل الجزء العلوي والسفلي من المصابيح في قوالب منفصلة تم ربطهما معاً قبل حرقها
ومن بداية العصر البيزنطي ، أصبحت زخرفة المصابيح أكثر تجريداً حيث ظهرت الخطوط والصلبان ومونوجرام السيدالمسيح وتصوير للقديسين بالاضافة الى الزخارف النباتية والهندسية
وعلى هامش المعرض الأثري تم تنظم معرضًا فنيًا بعنوان ” لامباس” يضم منتجات مصنوعة من الألباستر والشموع تحتوي على زخارف ورموز قبطية، بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات الفنية للفنان بيشوى رفعت كما سيتم خلال فترة اقامة المعرض تنظيم مجموعة من المحاضرات العلمية تحت عنوان ” وسائل الإنارة في الفنون والآثار القبطية“، وورش فنية لصب الشمع.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض يهدف إلى تعريف زائري المتحفين بالمقتنيات التي يحتويها كل متحف بمجرد زيارة أي متحف منهما؛ حيث تم افتتاح الجزء الأول منه نهاية الأسبوع الماضي، بمتحف الفن الإسلامي حيث تم عرض مجموعة من المقتنيات الأثرية الخاصة بالمتحف القبطي.