بعد الانتهاء من صلوات قداس عيد دخول العائلة المقدسة مصر في كنيسة العذراء بسخا، في كفر الشيخ، بدأ الحفل الرسمي بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني ونيافة الأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانة، واللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ ولفيف من الأساقفة والكهنة والحضور من قيادات المحافظة وشعب كفر الشيخ.
كلمة ترحيب من القمص بطرس بسطوروس، وكيل مطرانية دمياط وكفر الشيخ ودير القديسة دميانة، كانت أولى فقرات الحفل، حيث رحب بالإنابة عن نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاريوس بجميع الحضور على رأسهم اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ، وشكر كل من قام بعمل ليخرج هذا اليوم بشكل مشرف.
ثم استمع قداسة البابا تواضروس الثاني ونيافة الأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانة، واللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ والحضور إلى باقة من الترانيم الفرح بصوت كورال السمائيين.
وتخلل الحفل فيلم تسجيلي يتكلم عن مدينة سخا وتاريخها العامر، وحريق الكنيسة وإعادة بنائها.
إصدارعملة تذكارية
من ضمن فرحة هذا اليوم، خرج من وسط الحضور السيد الأستاذ صلاح رمضان ممثلا عن وزارة المالية ليعلن لقداسة البابا تواضروس الثاني والسيد المحافظ عن عزم وزارة المالية لإصدار عملة تذكارية لهذه المناسبة الطيبة.
وقال الأستاذ صلاح، في كلمة بالنيابة عن الوزارة:
تتقدم وزارة المالية الممثلة في مصلحة الخزانة العامة وسك العملة المصرية بخالص الشكر والتقدير لقداسة البابا وجميع القائمين على هذا الاحتفال والسادة الحضور.
أقدم الكلمة بالنيابة عن اللواء حسام خضر مدير مصلحة سك العملة
منذ فجر التاريخ مصر تحمل على عاتقها بحكم النشأة والإرث الحضاري تقديم رؤى حضارية واجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية تمثل نموذج يؤرخ لمسيرة مصر الحضاري ودورها في المنطقة والعالم.
وفي ظل حرص وزير المالية الدكتور محمد معيط، وسيادة اللواء رئيس مصلحة الخزانة العامة ومصلحة العملة على ذلك، نتشرف أن نكتب تصديراتنا الخاصة بعدة مسكوكات للكنيسة القبطية في مصر أبرزها عام 2015 تم اصدار ميداليات تمثل حياة السيد المسيح بالفضة والذهب وفي عام 2018 تم اصدار ميداليات تحاكي مسار العائلة المقدسة في مصر أما في عام 2021 تم اصدارنا التاريخي للميداليات الخاصة ببطاركة العصر الحديث – البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث وقداسة البابا تواضروس الثاني. وفي هذا اليوم نعلن اصدارنا الجديد وهو طقم من العملات التذكارية من الذهب والفضة تحمل أيقونة دخول العائلة المقدس أرض مصر وذلك بعد موافقة البابا تواضروس الثاني ورئاسة مجلس الوزراء والإعلان الرسمي في الجريدة، سوف تقوم مصلحة الخزانة العامة وسك العملة بزيارة قداسة البابا لتقديم أول إصدار لهذه العملات وأخيرا لا يفوتنا لنتقدم بخالص الشكر لكل من ساهم في اخراج هذا العمل الهام من فريق عمل المصلحة ومعهم معهد الدراسات القبطية بالقاهرة وقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والأثار.
ثم استمع الحضور الى كلمات من كبار الحضور:
كلمة الأنبا ماركوس:
باسم الإيبارشية نرحب بقداسة البابا تواضروس الثاني ونشكر قداسته على تواجده معنا وفكرة تواجده في كل عام في محطة من محطات نقاط العائلة المقدسة المختلفة. ونشرف هذا العام بزيارته إلى مدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ.
وباسم قداسة البابا نرحب بالسادة الضيوف وعلى رأسهم اللواء جمال عبد النور محافظ كفر الشيخ.
وألقى نيافته نبذة عن تاريخ مدينة سخا العظيم من العصر الفرعوني والعصر الروماني ثم القبطي، واسماءها عبر التاريخ، وذكرها المقريزي ضمن بلاد مصر فقال عنها: إن سخا – بلفظ السخاء. أما عن التاريخ الكنسي والديني فاحتلت الكنيسة سخا مكانة عالية ومرموقة بين كنائس مصر وذلك بسبب زيارة العائلة المقدسة لها.
ووصف كيف وصلت العائلة المقدسة إلى سخا وروى قصة تواجد العائلة المقدسة بمدينة سخا وتكلم عن الحجر الذي وضع السيد المسيح قدمه عليه وتفجر منه الماء.
وقال المقريزي أيضا: أن الأقباط في مصر كانوا يحجون إلى سخا في عيد مجئ العائلة المقدسة إلى مصر كما يحجون إلى القدس عيد القيامة المجيد.
وتكلم عن دير المغطس حيث كان عامرا بالرهبان في القرن ال12 وبمرور السنين تناقص وتهدم وبقيت كنيسة العذراء الأثرية فقط، أثناء هذا الوقت خاف الرهبان على حجر قدم المسيح فدفنوه في أرض الدير عند مدخل الدير.
وذكر نيافة الأنبا مكاريوس أن سخا خرج منها ستة من البطاركة للكنيسة الأرثوذكسية، وتحدث عن الأراخنة والقديسين الذين خرجوا من أرضها.
واختتم كلامه، بأن سخا فرحانة بوجود قداسة البابا تواضروس وسطهم، والاحتفال بهذه الذكرى التي تعتبر احتفالا وطني وليس احتفال ديني فقط، ويخص بشعب مصر كلها.
كلمة محافظ كفر الشيخ
ومن أهم ما قال اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ، يسعدني وباسم كل مواطني كفر الشيخ وجميع الحضور الكريم من القيادات الدينية والشعبية والمحلية والأمنية والعسكرية والرقابية أجهزة الخدمات والتعليمية والصحفية، أن نرحب بالزيارة التاريخية لقداسة البابا تواضروس الثاني في زيارة كنا ننتظرها منذ زمن. وأخر زيارة كانت في الستينيات منذ 70 عاماً.
وتواجدنا أيضا في هذه الكنيسة التاريخية الأثرية التي لها عبق في نفوس كل أبناء المحافظة، وكانت المحافظة في الأشهر الماضية قد حظيت بثلاث أحداث مسيحية تاريخية. أولها افتتاح فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمتحف كفر الشيخ والذي يضم بين جنباته آثاراً مسيحية وإسلامية وفرعونية مما يؤكد أن تلك المحافظة لها عراقة منذ النشأة. أيضا الحدث الثاني كان افتتاح مسار العائلة المقدسة بحضور وزيري التنمية المحلية والسياحة والآثار لإفتتاح نقطة سخا بعد الترميم والتطوير كإحدى نقاط على المسار. وثالث حدث مهم هو زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني لنا اليوم.
أتمنى أيضا نتعاون جميعا في بداية الجمهورية الثانية لفخامة الرئيس السيسي لإحداث الخير والتنمية لكافة أبناء الشعب المصري.
وفي نهاية الحفل اختتم قداسة البابا بكلمة جاء فيها
أنا سعيد اليوم لأكون معكم اليوم، وفرحت جدا برؤيتي لجامعة كفر الشيخ وأنا داخل على مدينة سخا وعرفت بمكانتها كمنبر علم وقت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لها.
وافتخر بصفحة من صفحات التاريخ المصري بافتتاح السادة الوزراء لنقطة سخا ضمن نقاط مسار العائلة المقدسة.
بلدنا مصر يسميها الدكتور جمال حمدان – أحد علماء الجغرافيا – “فلتة الطبيعة” وبيقول على هذا الوطن أيضا “لا ينقسم ولا يندمج وهذا الوطن أبوه التاريخ وأمه الجغرافيا” ولذلك هذا الوطن فريد بكل الحضارة التي يحملها.
مصر تضم 7 طبقات من الحضارة ولذلك يقولون أن الحضارة تحت جلود المصريين، وبالترتيب الزمني لدينا الحضارة الفرعونية والحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية والحضارة الأفريقية والحضارة العربية وحضارة بحر الأبيض المتوسط والحضارة اليونانية والرومانية. فنحن شعب نحمل كل مؤثرات هذه الحضارات ولا يضاهينا شعب في العالم يملك هذه النعم الكثيرة التي أعطانا الله.
في التاريخ المصري توجد صفحات كثيرة لنا جميعاً أن نفتخر بها ونحن في هذا الصباح وهذا اليوم نفتخر بصفحة من صفحات التاريخ المصري الرائع ونحن كشعب مصري كلنا من أيام الفراعنة والأقباط والمسلمين وهذا التمازج الجميل نحتفل اليوم بمحطة وبرحلة عائلة المقدسة إلى أرضنا مصر.
أود أن تعلموا جميعاً أن الكنيسة القبطية المصرية هي أقدم كيان شعبي على أرض مصر. زهرة الكنائس.. أنت كمصري لك أن تفتخر بأن كنيسة مصر واحدة من أقدم كنائس العالم وأكثرهم امتلاء بالجذور المصرية.
عندما جاءت العائلة المقدسة إلى مصر، جاءت بحسب أمر الله لها وليس لأي دولة أخرى، فصار السيد المسيح أول سائح جاء إلى مصر وأول لاجئ إلى مصر باعتبارها دار آمان. ولم تمكث العائلة لكنها امتدت في ربوع مصر إلى أكثر من ألف يوم.
وكان تاريخ دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر هو نهاية عصر الوثنية حيث سقطت الأصنام التي كانت موجودة.
والكنيسة القبطية احتفظت بهذه المناسبة رغم أن العائلة المقدسة ذكرت في الكتاب المقدس لكن الكنيسة القبطية هي الكنيسة الوحيدة التي تحتفل بهذه المناسبة. ونحتفل بها على أرض الواقع في كل نقاط المسار.
في السنوات الأخيرة وبحكمة القيادة السياسية، فخامة الرئيس والحكومة المصرية والسادة الوزراء والمحافظين الذين في مواقع محافظهم نقاط لهذا المسار، سار اهتمام وطني أصيل تشترك فيه كل القيادات المسئولة.
اخترت الاحتفال بهذه المناسبة في مختلف النقاط كل عام لتأكيد الاهتمام الكبير بكل النقاط.
هذا الاحتفال ليس احتفال ديني ولكنه احتفال وطني بالدرجة الأولى واحتفال كل انسان مصري أن بلادنا تشرفت بزيارة السيد المسيح واعطاها بركة وعطاها غنى وأمان وعطاها انطلاقة.
بهذا المسار تباهي بلادنا كل بلاد العالم، وهذا المسار له مردود اقتصادي وسياحي ومردود إيجابي على مصر أمام كل العالم.