عقدت المنصة المحلية لمبادرة «بلدنا تستضيف القمة 27 للمناخ»، بمحافظة الإسماعيلية، حلقة نقاشية بجامعة قناة السويس، بحضور أعضاء المنصة، لمناقشة تأثيرات التغيرات المناخية على قطاعات الزراعة والصناعة والثروة السمكية والتشجير، بالإضافة إلى بحث إعادة الوجه الجمالي لمدينة الاسماعيلية، بالتوسع في المساحات الخضراء، والحفاظ على الحدائق العامة وما تحتويه من أشجار تاريخية
.
تطرق الاجتماع إلى مناقشة تشجير جوانب الترع، وإنشاء مصدات هوائية على جوانب الطرق الزراعية، باستخدام مجموعات من الأشجار المختلفة، والتي يكون لها فوائد كبيرة على البيئة، مثل الأشجار المثمرة، وأشجار الكافور، وكذلك أشجار “النيم” للمكافحة البيولوجية، وشجرة النيم هي أشجار دائمة الخضرة وسريعة النمو، وتبقى أوراقها موجودةً طوال الفصول إلّا عندما يحصل جفاف شديد تسقط تلك الأوراق فتصبح قصيرة، وطبقاً للمنشور على الصفحة الرسمية لجمعية اصدقاء الشجرة، فان الاسم العلمي لشجرة النيم هو (Azadirachta indica) وهي شجرة يطلق عليها في الهند اسم (صيدلية القرية) تتميز بقدرتها على تنقية التربة من الأملاح.و هي شجرة معمرة يصل عمرها إلى مائة وثمانين عاماً، وقد يمتد عمرها في الغابة إلى المائتين سنة.
وتنتشر شجرة النِّيم كذلك في المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية مثل إندونيسيا والسودان. وأدخلها المستوطنون الهنود إلى إفريقيا في أواخر القرن 19، ولقد ذكر عالم النبات الألماني د.”شموترر” في كتابه عن نبات النِّيم أن هذه الأشجار تُزرع في السودان منذ عام 1921؛ حيث تنتشر حول مجري نهر النيل الأزرق والنيل الأبيض. ،وفي الفترة الأخيرة تمت زراعة ما يقرب من 4000 شجرة نيم في مصر، وخاصة في منطقة الدلتا.وتنمو بنجاح في المناطق الحارة. وهو ما يعني انها تكافح الاحترار والاجهاد الحراري المتوقع بسبب تغيرالمناخ، حيث تتحمل الجفاف ودرجات الحراراة العالية.
وطبقاً للباحثة إلكه كروجر وزوجها ستيفان كروجر مؤسسا جمعية بلان فيرد Plan Verde، المهتمة بشجر النيم في بيرو، فإن السر وراء تسمية الشجرة بالنيم في التقاليد الهندية لانها “مداوية من جميع الأمراض” أو “الشجرة المباركة”.
تناولت المناقشة ايضاً استخدام الأسمدة الكيماوية، وتأثيرها المباشر في الزراعة، خاصةً وأن الدراسات أثبتت أن بعض الحشرات أصبح لديها مناعة أكبر عن ذي قبل، بسبب الإفراط في استخدام الكيماويات في الزراعة. كما تمت الاشارة الى ان الأسمدة الخضراء على أنواعها تمثل بديلاً أخضر للأسمدة الكيميائية يسمح بإعادة تدوير المخلفات العضوية وتحسين خصائص التربة مع تقليل تلوث التربة والمياه الجوفية وتكاليف الإنتاج على المُزارع.
بحوث واوراق
هذا وقد استعرض الحضور عدداً من الأثار السلبية للتغيرات المناخية، من خلال أوراق عمل لباحثين في مركز البحوث البيئية بجامعة قناة السويس، وجمعيات البيئة.، حيث قدمت دكتورة منى قيصر، عضو المنصة المحلية لمبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ» بمحافظة الإسماعيلية، ورقة بحثية حول تأثيرات التغيرات المناخية على مخزون المياه الجوفية، بما يؤثر على قطاع الزراعة وأعمال التنمية المختلفة في محافظات القناة، كما تمت مناقشة الطرق الآمنة للتخلص من المخلفات، سواء الناجمة عن المصانع أو الشركات أو الأفراد، وتحسين شبكات الصرف الزراعي، وحماية بحيرة التمساح من التلوث، والتوسع في إنشاء الغابات الخشبية باستخدام مياه الصرف المعالجة.
وتناولت ورقة العمل المقدمة من دكتورة دينا ياقوت، رئيس الغرفة التجارية، الدعوة لزراعة أنواع نادرة من الأشجار العريقة في حدائق الملاحة، على ترعة الإسماعيلية، بهدف تحويلها إلى مزار سياحي عالمي، فيما تقدم الدكتور عاطف كامل، خبير الحياة البرية، مقترحاً بتخصيص مرصد للطيور المهاجرة على البحيرات المرة بالإسماعيلية.
واستضافت المنصة الباحث الشاب عبدالله حلمي، الحاصل على ماجستير لبرنامج دولي للإدارة الذكية للتغيرات المناخية، من كلية العلوم، قسم علوم البحار، بجامعة قناة السويس، الذي قدم شرحاً عن مبادرة «جيل مستدام»، لتبسيط مفاهيم التنمية المستدامة، ورفع الوعي بمخاطر التغيرات المناخية في مرحلة التعليم الأساسي، خاصةً في السنوات الستة الأولى.
جرت فعاليات الحلقة النقاشية بحضور دكتور كمال شاروبيم، الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة قناة السويس، نائب رئيس الجامعة السابق لشؤون البيئة، ومحافظ الدقهلية السابق، ودكتور محمد أحمد محمدين، رئيس جامعة قناة السويس السابق، ودكتورة منى قيصر، أستاذ الجيولوجيا والاستشعار عن بعد، ودكتور عمرو فوزي، كبير مذيعين بالقناة الرابعة، ودكتورة سهير قاسم، مدير الإرشاد البيطري، ودكتورة هبة عبدالمولى، من معهد بحوث الحيوان بالإسماعيلية، ودكتورة ماجدة عطا، مسؤولة منصة مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ» بالإسماعيلية، وريهام طلعت، مسؤولة النشر الإلكتروني للمنصة المحلية بالإسماعيلية.