حالة من الحزن الشديد تعيشها أسرة “رضا محمد ياقوت” الممرضة التي دهستها سيارة أمام مستشفي الصدر بدمنهور أثناء ذهابها لعملها بالمستشفي، مؤكدين أنهم لن يتركوا حقها وكلهم ثقة في الشرطة المصرية والقضاء العادل لمعاقبة الشاب المتسبب في الحادث والذي لم يتجاوز عمره الـ17 عاما، وكان يقود سيارة والده بدون رخصة قيادة.
فالبداية تقول “مني” شقيقة الممرضة رضا، “أختي كانت رايحة شغلها في مستشفي الصدر بدمنهور وأثناء عبورها الطريق جاءت سيارة بسرعة جنونية وطيرتها وتم نقلها للمستشفي العام، وفوجئنا أن قائد السيارة هو شاب طائش لا يتجاوز عمره 17 عاما وبدون رخصة، وقمنا بتحرير محضر ضده حتى جاء والده الذي اكتشفنا أنه شخصية هامة وعرض علينا مبلغ للتنازل لكننا رفضنا التصالح.
وأضافت “منى” قائله: بعد وصول رضا للمستشفي دخلت قسم الطوارئ وتم عمل فحوصات واشاعات أظهرت وجود كسر في الحوض، ونزيف داخلي، وظلت 4 أيام في تعب مستمر حتى دخلت في حالة اغماء وقام أصدقائها من العاملين بالتمريض في مستشفي الصدر بإفاقتها، حيث واجهنا إهمالا جسيما داخل مستشفي دمنهور العام من عدم وجود أطباء أو ممرضين، فهذا جزائها بعد خدمتها طيلة هذه السنوات وبالأخص وقت ذروة جائحة كورونا.
وأكملت “منى” قائله: أختى طلبت منا مصحف وقالت لنا انا تريد أن تختم القرآن قبل ما أموت، ثم جائنا اتصال من المستشفي بسرعة الحضور لأن حالتها خطيرة، وعندما وصلنا فوجئنا بأن عضلات قلبها توقفت ووضعوا لها أجهزة تنفس لكننا تأكدنا أنها توفت ولم يبلغونا إلا صباح يوم السبت بأنها توفت وأحضرونا لاستلام جثتها ومتعلقاتها.
وفي ذات السياق روت “سماح” شقيقتها الثانية، تفاصيل اللحظات الأولى بعد وقوع الحادث، قائله: أول ماوصلت مستشفي دمنهور العام لقيت أختي في قسم الاستقبال والشاب المتهور اللي خبطها واقف منتظر والده.
وعن الحوار الذي دار بينها وبين الشاب سائق السيارة، قالت “سماح”: قولتله ليه كده يابني يا حبيبي مش تمشي بالراحه، انت سيبت كل الناس ومالقتش غير أختى، دي بتربي بنت يتيمه وشقيانه عليها طول حياتها، قالي معلش أنا آسف وهعملك كل اللي انتي عايزاه، وبعدها وصل والده واختفي الشاب من أمامنا، وفوجئنا أن أمين الشرطة لا يرد عمل محضر داخل المستشفي علي الرغم من أنها جاءت في سيارة إسعاف، ولكننا تمسكنا بعمل محضر، بعد أن علمنا بأن نفس الشاب كان قد اصطم في سيارة أجرة قبل أسبوعين وتم مراضاة السائق.
وأضافت “سماح” قائله: بعد كده أخدوا أختي وركبولها محاليل وقسطرة لنتفاجئ بأن القسطرة تمتلئ بالدماء، وقالت لنا أحدى الممرضات أن هذا الدم نتيجة للكسر الداخلي لها، وأول مافتحت عينيها وشافتني قالتلي بصوت خافت سماح انتى جيتي، وطلبت اني أقرب منها وقامت بوضع يديها علي وجهي وكأنها تودعني، وعقب ذلك غادرنا المستشفي.
وأكملت “سماح حديثها قائله: أحد الممرضين بالمستشفي اتصل بنا وقال لنا البقية في حياتكم، فطلبت أن أرى أختى وأودعها داخل المشرحة، ووعدتها وهمست لها في أذنها وقولتلها مش هسيب حقك يا رضا، ومن يومها وأنا أسأل نفسي كل دا حصل ليه، بسبب شاب طائش أهله مدلعينه ومركبينه عربية عشان يمشي يدوس عالناس، وانا أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والسيد النائب العام، بالوقوف بجانبنا لأخذ حق رضا أختى ومحاسبة هذا الشاب المتهور ليكون عبرة لأي حد.
كما انتابت “سما” نجلة الممرضة رضا محمود ياقوت، حالة من الإنهيار والبكاء، قائله: عايزه حق ماما .. حرموني منك يا ماما .. ذنبي ايه أكمل باقي حياتي بدون أب وأم.
وأوضحت “أمل” شقيقة الممرضة، قائله: بنتها عندها 15 سنة ومن يوم ماتولدت وهيا يمتيمة الأب وأصبحت الآن يتيمة الأب والأم، ذنبها ايه تعيش تكمل باقي حياتها بالشكل ده، ودا كان اللي يهم أختى قبل وفاتها بيوم، فقامت بتوصيتي وأخواتي علي بنتها، وطلبت منا أن نخرجها من المستشفي لأنها حاسه ان أحدا ما يريد إيذائها وقتلها.
وأضافت “أمل” قائله: يوم وفاة رضا طلبت أن تري بنتها، ولكنها لم تلحق أن تودعها، وعندما دخلنا عليها بعد وفاتها فوجئنا بشكلها وتغير ملامحها، حيث أصبح وجها منتفخا وبداخل فمها أجهزة التنفس، وعينها لونها أحمر قاتم، وأصروا أن يسلمونا جثتها وهيا في تلك الحالة حتى تخلي المستشفي مسئوليتها.
كانت ممرضة لفظت أنفاسها الأخيرة صباح يوم السبت الماضي، داخل غرفة العناية المركزة بمستشفي دمنهور العام، متأثرة بإصابتها كسر بالحوض وهبوط حاد في الدورة الدموية وفشل بعضلة القلب ووظائف التنفس، اثر اصطدام سياره بها أثناء توجهها لعملها بمستشفي الصدر بدمنهور، وتم إيداع الجثة بثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة العامة.
تلقي مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة، إخطارا من قسم شرطة دمنهور، يفيد وصول السيدة “رضا محمود ياقوت” فني تمريض بمستشفي الصدر بدمنهور، إلى مستشفي دمنهور العام، ادعاء حادث سير أمام مقر عملها، والانتقال والفحص تبين قيام “محمد س.ب” 17 عاما، سائق السيارة، باصطدام السيدة المذكورة، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة.