لم أسع لمنصب وزير،البيئة يوما.. وسرقة الإفكار تقوض الابداع
“حياة كريمة” مشروع عملاق يرتبط بالعمل المناخي بشدة.. وتحية ل “نيفين القباج” الوزيرة المناضلة
على المعجبين بالمبادرة المجتمعية التي أطلقتها مساعدتنا للتحليق بها بدلا من إنشاء كيان موازي
لماذا يجور الفقراء على البيئة أحياناً؟ لماذا يظل المهمشين هم الحلقة الأضعف في مواجهة آثار تغير المناخ؟ لماذا يجني أولئك المحرومين آثاراً كارثية تتعلق بسبب العيش والتهجير القسري، ويصبح البعض منهم جانياً على موارد الطبيعة بفعل ظروفه؟ هذا ليس تبريراً لكنه تفسيراً في ضوء المعطيات العلمية، والمجتمعية والاقتصادية، التي أوضحها
الدكتور عماد عدلي، مهندس الحوار المجتمعي لمواجهة الآثار الكارثية لتغير المناخ ،في حواره ل” وطني”
كشف الدكتور عماد عدلي، مهندس الحوار المجتمعي لمواجهة تغير المناخ، ورئيس المكتب العربي للشباب والبيئة، ورائد مبادرة “بلدنا تستضيف قمة المناخ 27″، عن أسباب اعتداء الفقراء أحياناً على موارد الطبيعة، والبيئة، موضحاً أن الأمر لا يخضع للتعميم، ولكن الفقير غالباً ما يعتدي على البيئة، وربما يكون الغني أيضاً معتدياً بسبب طمعه في الموارد الطبيعية مثل أطماع التجار في أخشاب الأمازون مثلاً.
لكن للفقير وضع مختلف، فحينما لا يجد احتياجه، يلجأ للاعتداء على الموادر، فالفقراء من الأسر الريفية التي تستخدم الأفران البيتية مثلاً، سيضطر لاستخدام مواد للحرق، فيعتدي على الأشجار، وبالتالي فهو يصنع اعتداء مزدوجاً، اعتداء على الموارد الطبيعية، وحرق ملوث للهواء، ومسبب للساحابة السوداء، وبذلك يقع المجتمع في التلويث والاستخدام الجائر، وبالتالي فإن احتياجه هو سبب الإعتداء، فالفقير إذا ما وجد البدائل التي توفر له احتياجه لن يعتدي على البيئة.
ويتابع “عدلي”: لذلك علينا الالتزام بشعار الدولي الذي اطلقته الأمم المتحدة” لن نترك أحداً خلف الركب” حتى لا يصبح عدواً للبيئة، فالفقير الذي لا يجد البديل سوف يتحول لعدو للبيئة، وكما تقول انديرا غاندي “الفقر هو العدو الأول للبيئة” ، لذلك علينا مساعدته لمواجهة متطلبات الحياة بعيداً عن تلك الاعتداءات، ومشروع حياة كريمة يمثل فرصة ذهبية، لمساعدة المواطن على الالتزام بالسلوك الداعم لاستدامة البيئة.
ويوضح “عدلي”, إطار ارتباط العمل البيئي بالعمل السياسي، فيقول:” العمل البيئي مرتبط بالعمل السياسي، في إطار رسم السياسات وصناعتها، تلك السياسات التي ترسم حاضرنا ومستقبلنا وحياتنا، فالعمل في الأمن المائي والغذائي، وأمن الطاقة، يشتبك بقوة مع الأبعاد الحياتية اليومية، كل هذه الأبعاد تدخل ضمن صناعة السياسات، هذه الصناعة التي تشمل التقييم والتنفيذ والتعديل اذا هو عمل مرتبط بالسياسة لكن بالمفهوم الذي يبتعد عن مفهوم الدارج لها والذي ينحصر في مسألة الانتخابات لدى بعض الناس.
على صعيدٍ آخر، صرح “عدلي”، ل”وطني”، أنه لم يسع يوماً لمنصب وزير البيئة، ولم يرسل سيرته الشخصية لأي من الجهات الداعمة للترشح لمثل هذه المناصب، ولم يكن يوماً جزءً من هذه الدوائر، هو فقط يعمل بحب لوطنه، حتى إنه – حسب قوله – ترك مهنة الطب، وهي مجال دراسته الأكاديمية الأساسي ليتفرغ لخدمة العمل البيئى، منذ عام 1978، متمثلاً في نضال المكتب العربي للشباب والبيئة. ومن يعرفني عن قرب يندهش ويتساءل لماذا لم اكون علاقات تدعمني في هذا الإطار، جاء هذا رداً على الإتهامات الموجهة لدكتور عماد عدلي بأنه مشتاق لمنصب وزاري.
ويردف عماد قائلاً: والاتهامات الموجهة لي ليس لها أساس من الصحة، ولو بلدي طلب مني أي حاجة هاعملها فوراً، وكل ما له علاقة بعملي اسعى جاهداً لتذليل العقبات التي يواجهها عملي.
ويؤكد عماد: سعيد بوصول الدكتورة ياسمين فؤاد لموقعها كوزيرة للبيئة، وشعرت أن وجودها في المنصب يحقق الهدف الذي نرغبه، فلديها روح واستعداد لعمل الكثير.
صرح الدكتور عماد عدلي، مهندس الحوار المجتمعي المصري، لمواجهة تغير المناخ, ورائد مبادرة “بلدنا تستضيف قمة المناخ ال27″، ورئيس المكتب العربي للشباب و البيئة، خلال حواره لجريدة “وطني” بأن الأفكار المسروقة معرضة للانهيار دائماً ، وذلك في إطار سؤال لوطني حول التخوفات التي تحيق بالمبادرة من القفز عليها، أو سرقة فكرتها، قائلا:
لا أخشى على المبادرة من السرقة، فالأفكار المسروقة دائما معرضة للانهيار، لأن الفكرة المبدعة مثل الطفل لا يرعاه سوى من أنجبه، كما أن سرقة الأفكار تُقوض عقول المبدعين والإبداع. لأن المبدع الذي يتم استهداف ابداعاته بضربها او سرقتها تبث رسائل الخوف في نفسه وبالتالي تقوض ابداعه، ولا يمكن ان تكون علاقة الأب و الام الطبيعين بطفلهما مثل علاقته بمن اختطفه، لذلك لا يمكن استدامة أي فكرة إلا برعاية صاحبها.
وناشد عدلي، المعجبين، والذين وجدوا عملا جيداً في المبادرة، أن يتقدموا لمساعدتها على التحليق في سماء الإبداع من أجل مصر، وليس إنشاء كيانات موازية لها، أو عمل مماثل لأن الإبداع الحقيقي يقوم على ثقافة المشاركة و المساهمة وليس الاحتكار.
ويتوقع عدلي تطوراً جذرياً للمبادرة في ظل كل المعطيات الحالية سواء التنافسية أو الداعمة.