عزيزي آدم..
إنني أعلم جيدا أن هذه الصفحة تكاد تخص حواء, ولكن يقيني لا يتزعزع في أنك تقرأها قبلها, لذلك سأقول لك كلمتين بصراحة أملي أن تقبلها بصدر رحب وتعمل بها.
إنك قطعا تهتم بأناقتك. لذلك تختار دائما الألوان المتناسقة.
فرباط العنق مثلا يكون من نفس قماش المنديل, ولون الجورب كلون البدلة, إلخ
ولكنك ياعزيزي لا تهتم بما هو أهم من ذلك, بل بما يميز الأناقة ويحافظ علي مستواها الاجتماعي. فعنوان الأناقة عند الرجل هي النظافة.. نعم.. لا تتعجب!! فإن كثيرا من الرجال لا يعلمون أن القميص الأبيض هو مستلزمات الرجل الأنيق.. القميص الناصع البياض الذي يضاهي بياض الثلج.
فلا تخش أن تلقي بقميصك في سلة الغسيل وتستبدله بآخر.. وإذا غضبت زوجتك فعليك أن تشرح لها بلباقة أنه من الأيسر غسل القميص النظيف كل يوم علي أن يصفر لونه وتتمزق يداها في غسله بعد ذلك.
وعندما تعود من عملك لا تلقي بجوربك وبحذائك يمينا ويسارا, ثم عندما لا تجده في اليوم التالي, تتهم زوجتك بالإهمال وعدم النظام. فيجب ألا تحملها أكثر مما تحتمل فالتعاون في كل شيء من مستلزمات البيت السعيد.
ولا ننس أن الحذاء اللامع ولا سيما الأسود في الشتاء, والأبيض في الصيف, من الدلائل المميزة للأناقة عند الرجل.
وشيء آخر, لا تهمل تهذيب شاربك وحلاقة ذقنك في أيام العمل وفي عطلتك, اليوم الذي تمضيه في البيت. فجدير بك أن يراك أهل منزلك بمنظر لائق ومحترم كما يراك في المكتب مديرك وزملاؤك.
وأخيرا لا تدس أنفك في كل شيء في المنزل, فكل صغيرة وكبيرة فيه تخص حواء فقط. فهي دون غيرها الآمرة الناهية في شئونه.
وحذار من الشجار مع زوجتك أمام أطفالك بل حذار من إبداء الملاحظات التي تحط من كرامتها أو التي تنطوي علي الهزء بها. فقد يتحطم أمام أطفالك تمثال الكمال الذي صنعوه لكما بأعماقهم, فيتلاشي احترامهم لوالدتهم, ثم لن تلبث أن ينالك من المحظور نصيب. فيقل احترامهم لك.
ويجب ألا تثور وترفع صوتك في نبرات غاضية, بل عالج الأمور بالهدوء لا بالعنف. فالهدوء هو ناقوس يدق بجلاء في ارجاء المنزل معلنا السلم والمحبة.
فإذا أردت إبداء أية ملاحظة فعليك أن تهمس بها في أذن زوجتك دون أن يسمعك أحد وعليها أن نعيها ونستجيب لها, فأنت آدم رأس العائلة. لك كرامتك ومكانتك, ولكن لا تنس أن حواء من ضلعك, وقطعة منك..