طلوع الروح.. كلمة نعتاد على نطقها، دون بذل مجهود في أي شيء نريده.. كلمة ننطقها دون أن ندرك معاناتها الفعلية، كلمة نرثها عن أجدادنا دون أن نعلم أو نعي لماذا قيلت؟ ولأي مدلول تشير؟!
كلمة لا يعيها إلا من عاش معاناتها الحقيقية، وها أنا قد عشتها الأيام الماضية عندما استقيظت على آآهات أبي، وتكبلت أذناي عند سماع حشرجة صوته وعدم قدرته على التنفس.
كم أنها معاناة طلوع الروح، ومفارقتها للجسد، كم هي معاناة أن يفارق الإنسان دنيته وعالمه وأولاده.. كم أنها معاناة أن يفارق الإنسان وروحه وهي متعلقة حبًا بأرواح الآخرين -الأحياء- وتصعد الروح وهي لا تريد توديعهم وفراقهم، تلك اللحظة الحاسمة بين الدنيا والآخرة، ولكن دقائقها مؤلمة.
فبعد اليأس والأمل، لا محالة من أن يقف القلم عاجزًا عن وصف كسرة القلب، ولكن منكم الكثير من عاش ذلك الوجع الذي عانته الكثير من البيوت.