برعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا ميخائيل الأسقف العام ووكيل الكلية الإكليريكية وتحت رعاية الأستاذ الدكتور سعيد حكيم يعقوب، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا، حصل القمص يوأنس كمال سيدهم, كاهن كنيسة رؤساء الملائكة ميخائيل وغبريال بأم المصريين بالجيزة، على درجة الدكتوراه بتقدير جيد جدا، وذلك عقب مناقشة رسالة تقدم بها بعنوان “علم الوعظ والليتورجيا فى كنيسة الإسكندرية القبطية الارثوذكسية.
وحضر مناقشة رسالة الدكتوراة صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا مكاري,أسقف عام شبرا الجنوبية, كما حضر مجموعة من الباحثين والمهتمين بالبحث العلمى،وذلك في مبنى الكلية الإكليريكية, بالأنبا رويس- القاهرة.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من : أ.د.رشدي واصف بهمان, رئيسا,ا.د.سعيد حكيم يعقوب مشرفا ثانيا أ.د. جورج عوض ابراهيم,عضوا د.القمص بنيامين المحرقي, عضوا.
فى البداية، استعرض الـقـمـص يـؤانـس كمال , ملخص للدراسة , مؤكدا إن الوعظ ليس مهارة ولا صنعة أو مهنة لكنه نعمة ومنحة يعطيها الروح القدس, في الوعظ هو عمل الروح القدس نعمة خاصة يعطيها الله للكنيسة مستشهدا بالقديس بطرس الرسول الصياد – القديس بولس الرسول.
وأشار إلى أن الوعظ والتعليم الشفاهي يهدف الى تعزية النفس, وبعث السلام فيها من خلال كلمة الله ويشمل إعلان الاخبار السارة,كما يعنى الحث والتوبيخ والإرشاد كذلك يشمل معنى التعليم,فعلم الوعظ يساعد على التعلم ( تى 2: 15).
ونوه إلى أن الهدف الأساسي منه هو الارتقاء بالمستوى الروحي وتحقيق خدمة الخلاص, مشيرا إلى إن علم الوعظ فى علاقته بالعلوم اللاهوتية الآخرى هو العلم الذي تصب فيه حصيلة العلوم اللاهوتية الاخرى , فهو علم ليس قائم بذاته.
وأكد أن الوعظ موهبة من مواهب الروح القدس ( اف4: 11, 12) يكملها وتنميها القراءة والدراسة والاطلاع مع الصلاة ( 1تى 4: 13 – 16) وهو أيضا فن لأن حسن الإصغاء يتطلب حسن الإلقاء والوعظ لابد ان يحقق فى عظته أمور فنية لجذب انتباه المستمعين وقوة , قائلا: أن الهدف يتمثل في ارتباط العظة بالآباء والمذبح والإفخارستيا ..”فالعظة تخدم العصر ولا تفرغ من مضمونها” اقناعهم وتأثيره فيهم.
ونوه القمص يؤانس كمال , إلى خلط الوعاظ بين الوعظ العام والوعظ الليتورجى, لذلك تتحدد مشكلة الدراسة فى تساؤل محوري هو الفرق بين الوعظ الليتورجى والوعظ العام, ويتفرع من هذا السؤال المحوري عدد من التساؤلات الفرعية التالية: تعريف علم الوعظ – الفرق بين الوعظ والتعليم والوعظ الليتورجى , وما الأسلوب الذي ينتهجه كل منهم؟ وتاريخ علم الوعظ ( العهد القديم – العهد الجديد – الوعظ والإباء حتى القرن العشرين) – تقسيم آحاد السنة التوتية – صفات الواعظ الناجح – ليتورجية القراءات – الموعوظون – الأمبل – العظة بعد الإنجيل – القطمارس , قراءات الآحاد والأيام – نظرة عميقة للقراءات الكنسية.
وأوضح أن مصادر علم الوعظ اعتمدت على الكتاب المقدس مصدر الحياة, مؤكدًا على ضرورة إعادة هيبة المنبر وكرامته الابائية.
وأكد أن “الدين خادم للوطن والمواطن وليس تابع لمدرسة سياسية”، منوها أن “العظة المعاصرة لا يمكن ان تتغير فيها كلمة الله وتكون عالمية , وهنا يحدث توفيق وليس تلفيق لمعاملات الله مع البشر”.
وتنقسم الدراسة إلى قسمين:: الأول: يشمل الفصل الاول:علم الوعظ ويستعرض هذا القسم الفرق بين الوعظ والتعليم والوعظ والخطابة – أما الفصل الثانى: تاريخ الوعظ , حيث يستعرض تاريخ علم الوعظ فى الكتاب المقدس وتلقي الدراسة الضوء على تاريخ الوعظ واشهر الوعاظ .
الباب الثانى: الفصل الأول:مصادر علم الوعظ ,كما استعرض مصادر الوعظ , كالكتاب المقدس والليتورجيا – أما الفصل الثاني: الواعظ .. خصص عن الواعظ وصفاته وعرض الأسلوب الأمثل للعظة وقدم الباحث شخصية يوحنا المعمدان والسيد المسيح واعظا نموذجا.
أما الباب الثالث: الفصل الأول: العظة والليتورجيا – الفصل الثاني :العظمة والقراءات الكنسية ويضم القسم الثاني .. العظة والليتورجيا:تطبيق ونموذج عمليص من خلال كتاب المنجلية القبطية البابا الأنبا تواضروس الثانى. وتناولت الدراسة عدد من المحاور: كــ تعريف الوعظ – الفرق بين الوعظ العام والتعليم والوعظ الليتورجى , وما الأسلوب الذى ينتهجه كل منهم؟ كما تطرقت الرسالة الى تاريخ علم الوعظ ( العهد القديم – العهد الجديد – الوعظ والآباء حتى القرن العشرين ).
بالإضافة إلى تقسيم آحاد السنة التوتية – صفات الواعظ الناجح – ليتورجيا القراءات – الموعوظين- الامبل – العظة بعد الانجيل – القطمارس قراءات الآحاد والأيام- نظرة للقراءات الكنسية.
وتهدف الدراسة , إلى تحقيق الوسائل التى تخدم الخلاص بصورة صحيحة والوعظ الليتورجي أحد الوسائل الأساسية هي تقديم المنهج الذى رسمه الآباء فى توزيع القراءات ومضمون الرسالة لكى يساعد الواعظ فى تقديم العظة الليتورجية بصورة سليمة.
وتطرقت الدراسة إلى عدة مفاهيم ومصطلحات منها: الوعظ والذى عرف بالمناداة بتعاليم الإنجيل في مواضيع تهدف إلى قبول الإيمان والسلوك في طريق الفضيلة وقبول عمل النعمة لحث الناس على التوبة وتعزيتهم , فكلمة الوعظ عربية أصيلة يستعملها جميع الناطقين بلغة الضاد واستعمل العرب لفظ الوعظ منذ قديم الزمان وحيث إن للكلمة دلالة أخلاقية قد دخلت بيسر كمصطلح ديني وتستعمل في العصر الحديث جميع الكنائس في العالم العربي,بل ويبدو إن استعمالها التقني كاسم لكلام الوعظ مثل العظة والموعظة قد أضحى مقتصرا على المسيحيين.
– الليتورجيات: هي نصوص مقدسة بها يتم سر الافخارستيا ( أو اى من الإسرار) في الكنيسة الأرثوذكسية , ترجع ذواتها الأولى إلى الرسل الأطهار الذين تسلموها من السيد المسيح وسلموها إلى خلفائهم من إباء الكنيسة كتقليد غير مكتوب وكلمة ليتورجيا يونانية وتعنى عمل الشعب وقديما كانت تطلق على اى عمل شعبي عام وليس بالضرورة إن يكون دينيا ولكن في ترجمة التوراة إلى اللغة اليونانية ( الترجمة السبعينية) استخدمت الكلمة بمعنى ديني كمصطلح يدل على خدمات الهيكل, وعلم الليتورجيا: هو العلم الذي يدرس هذه النصوص الليتورجية على مر العصور, وما اقتبلته من إضافات أو حذف,كما يدرس مصادرها ونظمها وعائلاتها.
وأشارت الدراسة إلى كلمة انافورا:هي يونانية الأصل دخلت إلى العربية وهى من الفعل اليوناني يرفع و يقدم في الخولاجيات القبطية المخطوطة والمطبوعة فنجد كلمة انافورا كاسم خاص للقسم الثاني من القداس الذي يبدأ بقول الكاهن:”الرب مع جميعكم …ارفعوا قلوبكم..الخ وكل الصلوات التي تليه.
استخارة: باليونانية هي التونية والقبطية ( الثوب) وردت في تكريس الأساقفة الثوب الأبيض وهى مثل قميص الفلاح المصري من القماش القطن أو الكتان الأبيض ومزينة بأربعة صلبان من الأمام والخلف وعلى الاكمام, ومشقوق من الجانبين إشارة إلى قميص المسيح المشقوق.
الامبل:يسمى الامبون في اللغة الليتورجية من الفعل اليوناني يصعد , وهو منبر عال في الجزء الشمالي من صحن الكنيسة يصعد إليه الدياكون لكي يقرأ الإنجيل ( إنجيل القداس ) أو يصعد إليه الكاهن الواعظ لكي يعظ بكلمة الله, فقديما كان للأمبون سلم من الشرق وسلم آخر من الغرب أما حاليا فيوجد سلم واحد وهي التي تبدأ من الغرب ويصنع الأميون غالبا من الحجر او الرخام او الخشب وينقش عليه رسوم وزخارف من الصلبان والأشكال الرمزية , وأحيانا يكون الامبون محمولة على أعمدة يغلب أن تكون اثني عشر عدد تلاميذ المسيح.
ومن جانبه أثنى الأستاذ الدكتور القمص بنيامين المحرقي , عضو لجنة المناقشة على الرسالة قائلا:يتميز البحث بالسلامة العلمية من اتباع مناهج علمية وسلامة المعالجة المنهجية , فضلا عن ملاءمة المراجع والمصادر لهذا البحث , مشيدة,بإصرار الباحث القمص يؤانس كمال على استكمال مسيرته العلمية رغم كبر سنه وظروفه الصحية , موضحا ان , الرسالة تحتوى على 223 صفحة 27 مصدر ابائى و106 مجلة ودورية علمية 42 مرجع باللغة الانجليزية و20 مرجع باللغة اليونانية , بالاضافة الى المخطوطات.
وفى الختام هنأ أ.د. رشدي واصف بهمان دوس , رئيس قسم العبادة والليتورجيا والمشرف الاول على الرسالة,الباحث على البحث , مؤكدا أنه سوف يضيف الكثير من المعلومات للدراسات اللاهوتية ولاسيما في مجال ” علم الوعظ”، كما سيكون هذا البحث مرجعًا هامًا لمن يخدمون الكلمة , منوها الى اهمية البحث فى معرفة ماهية العظة الليتورجية واسلوبها – أهدافها وبالتالي يستطيع الواعظ تحقيق الهدف المرجو منها.
الـقـمـص يـوأنـس كـمـال سيــدهـم فى سطور..
– الباحث: القمص يوأنس كمال سيدهم بالميلاد سامح كمال سيدهم، كاهن كنيسة رؤساء الملائكة بالجيزة التحق الاكليريكية فى سبتمبر 1966م وتخرج في القسم المتوسط (خمسة سنوات بعد شهادة الاعدادية ) .
– وفي مايو 1971م، حصل على دبلوم الكلية فى العلوم اللاهوتية , ثم أكمل دراساته في الكلية وحصل على بكالوريوس في العلوم اللاهوتية في مايو 1981 بتقدير عام جيد جدا.
– ثم التحق بقسم الكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية أيضًا حصل على دبلومة دراسات عليا من معهد الكتاب المقدس 1991م .
– ثم على درجة الماجستير من نفس القسم عام 2014م , كما الباحث حاصل على كورسات في اللغات اليونانية والعبرية وإلانجليزية، كما يجيد اللغة القبطية إجادة كاملة.
– كما حصل الباحث على دراسات عليا عن ” المياه عنصر حياة “، من معهد أبحاث المياه عام 2020م , ثم دراسات عليا في التاريخ 2021م وفي الفلسفة 2022م من أنتيـجـــوا–ميريلاند-أمريكا بنظام Online .
– أما على صعيد خدمة الباحث العملية: عينه قداسة البابا شنودة الثالث شماسا مكرسا بكنيسة مارجرجس جزيرة بدران .
– بعد أن أدي الخدمة الوطنية،عمل مدرسًا للدين المسيحى بمدارس الايمان الثانوية بشبرا – ثم مدرسًا للدين ووكيلًا مدرسة هليوبوليس مودرن سكول مصر الجديدة عام 1977 حتى 1991 .
– الباحث خدم واعظًا ومكرسًا بكنيسة مارجرجس بالظاهر (المنسى) عام 1980 – 1989 . – ثم تم شرطيته قسًا فى 10 سبتمبر 1989م (عيد النيروز على كنيسة رؤساء الملائكة بالجيزة بيد نيافة الحبر الجليل الأنبا دوماديوس وحضور الحبر الجليل الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي .
– تم ترقيته إلى درجة القمصية فى 10 يوليو 2007م بيد نيافة الحبر الجليل الأنبا دوماديوس. – الباحث له مجال كبير في خدمة الوعظ حيث جال فى الكرازة واعظًا فى النهضات والمناسبات – زار معظم محافظات مصرواعظًا وخادًما،بالاضافة إلى خدمة الوعظ التي دعِيَ لها خارج مصر مثل السودان وكندا .
– كما أن للباحث مؤلفات كثيرة وكتابات دورية في المجلات المتخصصة وبعض الصحف.