زادت في السنوات الأخيرة أعمال العنف والجريمة, في المجتمع فنسمع عن أب يمارس العنف ضد أولاده أو أبناء يمارسون العنف ضد والديهم وطلاب يمارسون العنف ضد بعضهم البعض.
ويظل السؤال ماهي الأسباب وراء زيادة حالات العنف, ومن المسئول عن تفشي العنف في المجتمع؟ هل الأسرة هي المسئولة نتيجة ممارسة الآباء للقهر علي أبنائهم كما ذكر يعقوب الشاروني في قصتهزارع الريح كيف تحول الطفل بطل القصة إلي ممارسة العدوانية مع أصدقائه نتيجة قسوة والده وضربه المستمر له.
فنشأة الأبناء في أسرة لايسودها الاحترام والمحبة تنتج طفلا عدوانيا مع نفسه ومع مجتمعه.
كذلك غياب الدور الرقابي للأسرة في توجيه الأبناء وتعليمهم الصح والخطأ.فهل لاتزال الأسرة تقوم بدورها أم أنها تركت هذا الدور لوسائل الإعلام واليوتيوب فأصبحت العلاقة جافة بين الأبناء وأسرهم وتفضيل الأبناء قضاء أوقاتهم مع الموبيل والميديا وفيديوهات لا تناسب أعمارهم وهذا ما وصلت إليه التحريات في قضية (ندا) الطفلة التي خطفها طفلان للاعتداء عليها لتقليد الفيديوهات التي يشاهدونها, وكانت النتيجة قتل الطفلة ذات العامين وذلك لغياب دور الأسرة في المراقبة والتوعية لخطورة مثل هذه الفيديوهات.
هناك عامل آخر مسئول عن زيادة العنف بين فئات المجتمع وهو دور الدراما في تشكيل الذوق العام وتجسيد البطل القدوة الذي ينجح في الحصول علي حقه بالقوة والعنف فيصبح قدوة للشباب في الحصول علي حقوقهم بالقوة وزيادة الجريمة مع بعضهم البعض.
إننا نحتاج لأن نقف وقفة حاسمة لنراجع دور الأسرة في توجيه أبنائها ونراجع دور المدرسة في غرس القيم والتعاليم بين الطلبة.
يجب علي الدولة مراجعة دور الإعلام والفن فيما يقدمانه للمشاهد حتي لو كان تجسيد الواقع, فلابد أن نعيد النظر في تغيير هذا المحتوي إذا كان الواقع مليئا بالعنف ونستبدله بتقديم التوعية والقدوة السليمة لنغير من هذا الواقع.نحن بحاجة أن نقف جميعا لنراجع أنفسنا ونعرف من المسئول ونحاسبه لنقضي علي مسلسل العنف والجريمة حتي لا نكون زارعين لعنف, وأبناؤنا من يحصدون ثمار هذا الزرع.