منذ عشرات القرون، وربما أكثر من ذلك، عرف قدماء المصريون حرفة صناعة الفخار واجادوا وتمكنوا منها لدرجة كبيرة، فقاموا بصنع العديد من ادوات الزينة وأواني الطهي، حتى توابيت دفن الموتى صنعوها ايضا من الفخار ، لذا وضعوا الفخراني (صانع الفخار) فى اعلى مرتبة يمكن ان يصل اليها عامل بسيط ، حتى انهم قاموا بتصوير إله الخلق (الإله خنوم) وهو جالس على دولاب طين الفخار لكى يشكل الإنسان، وخلال تلك العصور التاريخية إزدهرت صناعة الفخار، وخلفت وراءها تراثًا يزخر بالعديد من الادوات و الاوانى والتحف الفنية التى صنعت من الطين والتى اخرجت روائع جمالية تقدم شهادة حية على ارتقاء الثقافة، ورقى الحضارة، وجمال الفن فى تلك العصور والتى استمرت على امتداد المكان ومر الزمان، فأصبحت صناعة تتوارثها الأجيال وتفخر بها الدول وتزخر بها أكبر وأعرق المتاحف الأثرية حول العالم.
– تاريخ قرية الفواخير بالفسطاط:
وفي منطقة مصر القديمة، وتحديدًا بمدينة الفسطاط، خلف مجمع الأديان، ضمن بقعة فسيحة من أرض الحضارة والتاريخ، كانت تقع قرية الفواخير المصرية، تلك القرية التي ورثت واحدة من أقدم وأهم الحرف اليدوية التي خلدت حضارة المصري القديم، وربما حضارة الإنسانية كلها، حينما استخدموا ما يقدمه النيل من الطمي الأسواني في صناعة الفخار بانواعه.
وتعتبر مدينة الفسطاط من المدن التاريخية، وقد بناها عمرو بن العاص عقب فتح مصر عام 641م، وهي العاصمة القديمة لمصر الإسلامية، وتقع بالقرب من حصن بابليون الشهير على ساحل النيل في طرفه الشمالي الشرقي بالقاهرة، حيث كان النيل آنذاك ينقسم إلى قسمين، وكانت الفسطاط عبارة عن منطقة فضاء ومزارعَ تقع بين النيل والجبل الشرقي، ليس فيها من المبانى سوى حصن بابليون .
وقد عرفت مدينة الفسطاط واشتهرت بصناعة الفخار والتي تعود إلى عام 2000 قبل الميلاد خاصة في العصور البدائية، حيث شكل منها الإنسان القديم احتياجاته من الأواني والقدور والجرار والمسارج وغيرها و التي مثلت احتياجات الحياة اليومية حتى وقت قريب. وفي العصر الإسلامي شهدت صناعة الفخار تطورا كبير، سواء في تقنيات الصناعة أو في ابتكار أشكال جديدة من المنتجات الفخارية وكان انتاج الفسطاط ، من الفخار امتدادا للفخار المصري القديم والمعروف منذ عصر الفراعنة، كما أنتجت الفسطاط في العصرين الطولوني والفاطمي العديد من أنواع الفخار كذلك أنها اشتهرت بصناعة الفخار (الخزفي) ذي البريق المعدني.
– ورش الفخار محطات عديدة من خلف جامع عمرو بن العاص الى بطن البقرة واخيرا قرية الفواخير:
وقد كانت ورش الفخار في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي تقع خلف جامع عمرو بن العاص، وقامت محافظة القاهرة في1962 بنقل300 ورشة بعقود إيجار، إلي منطقة بطن البقرة في مصر القديمة ليحولوها من زرائب للخنازير إلي فواخير لإنتاج العديد من الاعمال الفنية الرائعة والتى اكتسبت شهرة عالمية ويجري تصديرها للعديد من بلدان العالم وبمرور الوقت وانخراط أبناء أصحاب الورش في التعليم، تقلصت حتي وصلت إلي70 ورشة، وقام البعض بتأجير ورشهم لأعمال الجير والكسارة.
في عام1999 قامت الدكتورة نادية مكرم عبيد وزيرة الدولة لشئون البيئة آنذاك بإغلاق كل ورش الفخار في منطقة بطن البقرة بدعوي تلويثها للبيئة، إذ كان البعض يقوم بحرق مخلفات المستشفيات في أفران الفواخير لحرق الفخار، مما تسبب في هجر الكثير من العاملين في صناعة الفخار لهذه المهنة.
وأعقب ذلك الإعلان عن مشروع لتطوير منطقة بطن البقرة بهدم ورش الفخار ونقلها إلي قرية الفخار التي تم إنشاؤها عام 2005 م بمعونة أمريكية إيطالية، لوزارة التعاون الدولى بقيمة 65 مليون جنيه، فى عهد الدكتورة فايزة ابو النجا قدمت كمنحة لدعم الحرفة لأنها حرفة تاريخية وتراثية منذ بداية الإنسانية، حيث كان من ضمن أعمال التطوير بالمشروع إحلال وتجديد الفواخير، وذلك لإنقاذ صناعة الفخار والخزف من الانقراض والحفاظ على البيئة بسبب الأدخنة المنبعثة من حرق الفخار بالطريقة التقليدية باستخدام الأخشاب، وقام المحافظ الدكتور عبدالعظيم وزير وقتها بوضع حجر الأساس فى هذا المكان بمصر القديمة فى شهر يوليو 2006 بالتعاون مع وزارات البيئة والتعاون الدولى والانتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع ، وتم تحديد ميعاد افتتاح المشروع فى يوليو 2007.
على ان تضم قرية الفواخير بالفسطاط 152 فاخورة على مساحة 13 فدان، ولكن المشروع تعثر لمدة 15 عام بسبب عدم كفاية التمويل حتى تدخلت الدولة ووفرت الدعم اللازم لاستكمال المشروع, ويوجد فى قرية الفواخير بمصر القديمة ثلاثة نماذج لورش الفخار وهي ورش مساحتها200 متر ويبلغ عددها20 ورشة وأخري مساحتها300 متر ويبلغ عددها10 ورش, وورش مساحتها100 متر يبلغ عددها71 ورشة، بالإضافة إلي36 أتيليه مساحة الواحد منها36 مترا و15 أتيليه مساحتها72 مترا.
– افتتاح قرية الفواخير:
ومؤخرا افتتح اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتورخالد العناني وزير السياحة والآثار، والاستاذة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، ونواب المحافظ للمناطق الأربعة وسفراء عدد من الدول العربية والأجنبية وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ ورجال السياحة
أعمال تطوير قرية صناعة الفخار “الفواخير” بالفسطاط؛ لإحياء إحدى أقدم الحرف التراثية بمصر منذ عهد قدماء المصريين.
وأكد محافظ القاهرة على أن أعمال تطوير القرية والتي تضم 152 فاخورة على مساحة 13 فدان تأتي في اطار تنفيذ استيراتجية القيادة السياسية بشأن دعم وتشجيع الحرف اليدوية ، مشيرا إلى أن هناك اهتمام متواصل بقرية الفواخير بالفسطاط خاصة وأن حرفة صناعة الفخار من أقدم الحرف على مستوى العالم وكانت من المهن التى عمل بها المصريون القدماء.
وأشار محافظ القاهرة أن أعمال التطوير التى جرت بالقرية شملت إستكمال توصيل جميع المرافق «مياه – غاز – كهرباء – صرف- وخطوط تليفونات » إلى جانب الاستمرار فى تركيب افران الغاز صديقة البيئة والبديلة عن الافران البدائية وتركيب الولاعات الذاتية لباقى الوحدات بقرية الفواخير، وإجراءات التشغيل الفعلى لباقى الافران ومتابعة اعمال الانارة والنظافة وغيرها، كما تم رفع كفاءة المبانى وتركيب لاند سكيب زراعى إلى جانب تركيب أرفف جانبية على حوائط كل فاخورة لعرض المنتجات عليها بشكل جمالى، بالإضافة إلى طلاء واجهات الفواخير، و تنفيذ نظام للإنارة لكى تظهر المنتجات بشكل واضح على مدار 24 ساعة وعمل منظومة حديثة للاطفاء وكذلك تقنين أوضاع العاملين بها.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن المحافظة تسعى لوضع قرية الفخار على خريطة المزارات السياحية وبرامج تنشيط بيع منتجات الفخار على المستوى المحلى والعالمى، خاصة وأن هذا النوع من الأنشطة سيكون لها دور كبير وفعال فى تنشيط الساحة بالمنطقة التى تضم مجع الأديان ومتحف الحضارة المصرية ومنطقة حديقة تلال الفسطاط الجارى التجهيز لإقامتها.
– منتجات قرية الفواخير:
وداخل قرية الفواخير ستجد كل شيء يستحق اقتناءه، و يمكن استخدامه في حياتنا الشخصية، منتجات رائعة، دقيقة الصنع بديعة الالوان رفيعة الزوق منها ما يشكل تحفًا واعمالًا فنية تحكي قصة التاريخ ، ومنها ما يمكن استخدامه للأغراض الحياتية، فهناك أوانى لحفظ السوائل كالقدرة والزير والجرة، وأوانى الطهى كالأبرمة، والطواجن، والصوانى وأوانى تخزين الغلال كالصوامع، وأوانى الشرب كالقلل والأباريق والازيار ، وأوانى الطعام كلأطباق والسلاطين والزبدية، وغيرها من الأشكال الفنية،والعديد من القطع التى تستخدم لاعمال الديكور من مزهريات ونوافير ومجسمات طيور وحيوانات وشمعدانات واحجار الواجهات والتى توضع فى الفنادق والقرى السياحية والمنتجعات والقرى السياحية وبالطبع تختلف تلك الاشكال طبقًا لإختلاف الطين المصنع منه.
-صناعة الفخار:
ومن المعلوم ان المصريون من أوائل الشعوب التي اهتمت بصناعة الفخار منذ عصور ما قبل التاريخ، ووصلوا فيه إلى درجة كبيرة من الإتقان، ويري المؤرخون أن صناعة الفخار اليدوي لم تختلف كثيرًا بإختلاف العصور، أو بتطور الحضارة نفسها، وأنها مازالت تحتفظ بالكثير من طرق الصناعة، من تجهيزات للخامة الطينية، لمراحل التشكيل المختلفة، مرورًا لمراحل التجفيف، وصولًا إلي الحرق، ويستخدم في ذلك نفس الأدوات أو ما يشبهها عبر العصور المختلفة، من الدولاب اليدوى أو العجلة، والقوالب، وغيرها من الأدوات اليدوية.
كذلك المواد الخام “الطينات المستخدمة” اختلفت فى كل عصر بين طينة جيدة تتمثل فى طمى النيل، والطين الأسوانى الذى يجلب من محاجر أسوان، وطين التبين من محاجر حلوان، وطينة رديئة “، وهى عبارة عت تجريف الأرض الزراعية”.
وهناك نوعان من الطينة المصرية، نوع يأتى من رواسب نهرالنيل، وهو موجود فى أغلب أرض الصعيد والدلتا، بجور مجرى النهر وهناك نوع آخر شديد النعومة تزداد فيه نسبة كربونات الكالسيوم وهى التى جرفتها السيول من الهضبات الجيرية ويتم خلطها مع المياه فى احواض التصفية، وهو حوض مبطن لمنع تسرب المياه، ثم ينقل الخليط بعد تنقيته من الشوائب إلى حوض التنشير، وهو حوض يسمح بتسرب المياه، ويترك الخليط لفترة تقدر باسبوع فى الصيفً وأسبوعين فى الشتاء حتى يجف، بعدها يتم تقطيع الطين إلى قطع كبيرة، ثم يتم نقله إلى ما يسمى «بيت الطين», وبعد انتهاء الصانع من تشكيل الاوانى والمنتجات بواسطة الدولاب .
تأتى أهم المراحل فى صناعة الفخار وهي تجفيف الأواني، وإذا فشلت هذه العملية بالتعرض للحرارة، أو الهواء وهو مازال ليناً رطباً، فينتج عن ذلك أن تتشقق وتتلف الأواني الطينية، خاصة إذا تم صنعهم باستخدام الطمي دقيق المسام، لذا يضطر صناع الفخار إلى التجفيف بالتدريج بطريقة طبيعية، ليصبح مستعداً للحرق، حيث تعرض المنتجات لفترات تنشيف فى الشمس ثم تنقل إلى الفرن, لكى ما يتم حرق المنتجات و يتكون الفرن عادة من ثلاثة أجزاء رئيسية وهى: بيت النار، وغرفة الرص، والمدخنة، حيث يتأثر لون الفخار بمدى تعرضه للنار مثلما يتأثر تماما بنوع الطينة المصنوع منها وتختلف أسماء الفرن من منطقة إلى أخرى ففى أسوان اسمه التنور، وفى المنيا الكوشة، وفى القاهرة القمينة، وفى قنا الفاخورة ثم ياتى الطلاء بالبطانة، وهى المرحلة الأخيرة من صناعة الفخار، والبطانة هى المادة الخام التى يطلى بها الإناء قبل حرقه أو بعد حرقه فتلتصق به تماما، ولا تنفصل عنه باى حال.
– لقاءات بقرية الفواخير مع الحرفيين والقائمين على الفواخير للاستماع لآرائهم ومقترحاتهم:
وفى زيارة على الطبيعة لقرية الفواخير بمصر القديمة والتى شاهدنا ولمسنا فيها اهتمام الدولة بتلك الحرفة التراثية والتاريخية فى كل شئ حولنا من مبانى وتنثيق موقع ومرافق وورش وحدائق فقد طالب عدد من الخبراء والفنانين فى مجال الخزف والفخار، بتنمية المهنة وتخريج جيل جديد يتشرب قيمها الجمالية، وحل مشاكل العاملين بها وتزليل الصعاب امامهم مشددين على ضرورة تطوير المنتجات الفخارية بما يتماشى مع تطورات وأذواق العصر إلى جانب التسويق الجيد للمنتجات محليا ودوليا، إلى جانب تنظيم ورش عمل لتعليم الحرفة وترسيخ وتدريس قيمها الجمالية لصغار السن.
واستطلعنا رأي العاملين بالقرية من عمال وفنيين واصحاب ورش واتيلات فنية، حيث اصطحبنا فى الزيارة والتجول بكل شبر بالقرية.
الفنان التشكيلى ايهاب شاكر قال هناك تطور كبير حدث بالقرية غير من شكل المهنة فالتجارب التى تمت هنا ممكن ان تساعد الدولة فى ان يكون هناك تقدم كبير فى المجال الفنى فعندنا هنا مايقرب من 135 مكان يعمل وهذا يعنى 135 انطلاقة فنية جديدة داخل مصر تقوم باخراج امكانيات وطاقات عديدة سواء كانت ابداع فنى او تدر دخل مادى .
صناعة الفخار والخزف صناعة غير مكلفة فى خاماتها ومستلزماتها مثل باقى الصناعات الاخر التى تحتاج لرأس مال كبير فممكن لمصنع خزف صغير ان يعمل وينتج ويصدر ويكون مصدر لجلب عملة صعبة للبلد، فنحن لا نستطيع ان ننافس فى مجال مثل التكنولوجيا فسوف نحتاج مابين 30 او40 عام من التجهيزات والتجارب وعندما نصل سيكون من سبقونا فى منطقة اخرى يصعب اللحاق بهم فصعب علينا جدا ان نكون مصدرين للتكنولوجيا ولكننا نستطيع ان نبدع فى صناعة الخزف والفخار بدون تكلفة عالية فنحن نمتاز عن اى دولة اخرى فى العالم فى هذا المجال عندنا الخامات ومستلزمات الصناعة والصنيعى الماهرالفنان والمدرب وعندنا الشخصية المصرية خفيفة الظل المجتهدة والمتفوقة فنستطيع ان نعمل نقلة كبيرة فى هذة الصناعة بحيث تكون قادرة على المنافسة والريادة وتشكل ركن هام من اركان التصدير وتكون مصدر هام لجلب العملة الصعبة للبلد.
وأضاف ايهاب شاكر اعتقد ان هذا المكان يمكن ان يعمل نقلة كبيرة ويخرج افكار جديدة فى كل مصر ، ومن خلال حديثى هذا اطالب عمل قرى للفخار والخزف فى كل محافظات مصر وناخذ الفنانين والصنيعية ونضعهم مع بعض فى مكان واحد ومع الوقت سيكون عندنا الصنايعى الذى لة رؤية الفنان والفنان الذى لة مهارة الصنايعى.
كذلك اطالب بتزليل العقبات التى تواجة اصحاب الورش بالقرية من التكلفة العالية لكى مايستطيع الحصول على مكان بالقرية كذلك تكلفة الغاز المبالغ بها والتى تصل فى بعض الاحيان الى من 36 وحتى 40 الف جنيها للورشة وهذا مبلغ كبير يصعب على الورش والفواخير تدبيرة.
وايضا اطالب بأن تقوم الدولة بإنشاء مدرسة رسمية لتعليم شغل الفخار والخزف مدرسة حرافية صناعية على نهج المدارس الفنية “الصنايع – التجارة – الزراعة ” ، حيث يقوم فيها الطالب من الابتدائى او الاعدادى بدراسة المنهج العادى بجانب تعلم وممارسة مهنة الخزف وعند انهاء مراحلة الدراسية سيكون لدينا صنايعى ماهر متعلم ومدرب ويمكن ان ينتج من اول يوم شغل لانة بالفعل هو بيعمل فى المهنة ومدرسة الخزف هذة لن تكلف الدولة ربع او عشر تكلفة اى مدرسة اخرى من المدارس الصناعية او التكنولوجية .
ويقول أحمد زكى، رئيس الجمعية الإنتاجية لصناعة الفخار والخزف سابقا وحاليا نائب رئيس الجمعية ، وأحد أصحاب الورش المنتجة للخزف ،الموضوع بدء من 30/10/1999م حيث كانت المهنة ملوثة للبيئة والحمد للة استطعنا عمل منظومة حريق صديقة للبيئة بالتعاون مع مركز الطاقة والتكنولوجيا بكلية الهندسة جامعة القاهرة وبدعم من الدكتورة فايزة ابو النجا وزيرة التعاون الدولى وقتها والدكتور هانى الصعيدى وزير الصناعة السابق الذين قدمو كل الدعم لانشاء قرية للفخار صديقة للبيئة ووضعنا حجر الاساس فى 2006 ، وكان مقرر ان نفتح فى 2007 وجاءت الثورة وتوقف كل شئ وفى الفترة الماضية جلست معنا المهندسة جيهان عبد المنعم نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية لتزليل الصعاب والعقبات نحو تجهيز القرية وافتتاحها، وعندما قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بافتتاح معرض تراثنا الأول وشاهد اعمال الفخار المعروضة اعجب به واعطى توجيهات بدعم تلك الصناعة والاهتمام بالحرف اليدوية وتزليل العقبات امامها وكانت وقتها القرية شبة ميته “لا هى شغالة ولا هى متوقفة” وتم التواصل بيننا وبين الدكتورة جيهان و شهادة حق هى تعمل ومساعديها 24 ساعة فى اليوم بدون كلل او تقصير حيث ساهمت بشكل كبير وفعال فى تزليل العقبات نحو توصيل المرافق للورش، حيث قامت بتوصيل المياة والكهرباء وتقسيط الغاز وبرعاية محافظ القاهرة قامت بدعوة العديد من السفراء والوزراء لحضور افتتاح القرية وتسليط الضوء علي القرية، من خلال رجال الصحافة والاعلام وكان ذلك اكبر دعاية لنا وصلت لخارج حدود مصر لدرجة ان العديد من الصحف الاجنبية كتبت عنا وعن صناعة الفخار وتجديد القرية، وحضر الافتتاح محافظ القاهرة ووزير التنمية المحلية و وزير السياحة والاثار والذى وعد بوضع القرية على خريطة السياحة.
واضاف احمد زكى بانة يسعى ويتمنى ان يرى اليوم الذى يكون فية صنايعى الفخار لة تامين صحى ولة نادى اجتماعى يقضى فية يوم اجازتة مع اسرتة مثل اعضاء النقابات الاخرى وتوفير مظلة تحمي الحرفة اليدوية.
ويؤكد احمد زكي على وجود العديد من العوامل التى ادت لعزوف الشباب عن العمل في الفخَّار، وبعض المهن اليدوية التقليدية الأخرى منها التقليل من شأن وقيمة الحرفي، وعدم توفير سبل الدعم لتسهّل عملية الإنتاج، إضافة إلى تشتت الكيانات المعنية بتطويرصناعة الفخار هذا بالاضافة لعدم وجود أجيال جديدة تدخل المهنة، الأمر الذي سبَّب أزمة في نقل الخبرة من الأجيال الحالية.
واضاف بانة من الاشياء الجديرة بالاشادة هنا فى القرية ستجد طلبة من كليات فنون جميلة وفنون تطبيقية واعلام واثار ياتون لعمل ابحاث ومشاريع تخرج، كذلك اولاد الصنايعية والحرفين من حبهم فى المهنة التحقوا بكليات الفنون وممكن ان نأتى بطلبة هذة الكليات ونعطيهم سنة تدريب فى الورش وهذا سينتج لنا فنان صنايعى او صنايعى فنان يكون قادرا على المساهمة فى بناء بلدة بعلمة وفنة.
وأشار محمد بهاء صاحب دولاب بالقرية “نحن نعمل فى الفيبر جلاس بنستعين بالشغل المستورد وبنعمل زية ويمكن احسن منة ولكن بتكلف اقل ممكن ان تصل الى النصف بنشتغل ايضا فى شغل المواسم بنجهز لها قبل الموسم بثلاثة اشهر ففى رمضان بنعمل فانوس رمضان وفانوس ام بى سى وفى عيد الاضحى بنعمل الخروف والخروف الطفاية وفى اعياد الميلاد بنعمل شجرة الكريسماس وبابا نويل، كذلك بنعمل جميع المجسمات وشغل التحف المضيئة والصوانى والبنبونيرات والبجع واباليك الاضاءة واسعارها فى متناول الجميع وكلها من الفيبر جيلاس وهو مادة شبيهة بالبروسلين تتكون من شعيرات بالإضافة الى مادة البولستر”.
واضاف محمد بهاء بان شغلنا لم يكن ظاهر او معروف ولكن بعد تجديد القرية وافتتاحها اصبحنا معروفين والناس تأتى الينا بالاسم , لم يكن لدينا افران بل كنا بنحرق شغلنا عن طريق الخشب او مولاس القصب وهذا كان ينتج عنه ادخنة وتلوث، اما الآن فقد قامت الحكومة بتوصيل المرافق لدينا واصبح عندنا غاز وكهرباء ومياة وصرف صحى.
كذلك قاموا بعمل ديكورات لنا واماكن لعرض منتاجتنا وواجهات للورش ومعارض وحدائق ،وحاليا نحن بنطور من انفسنا وبنعمل تشغيلات جديدة تتواكب مع احتياجات السوق.
وشرح لنا مصطفى صابر طريقة تصنيع الفخار حيث قال الخامة او الطين يأتى من اسوان عبارة عن حجر نقوم بارسالة الى المطاحن ليرجع الينا عبارة عن بودرة او دقيق يوضع فى (الفاخورة) التي نهيئ فيها العجين حيث يتم عجنه فى احواض بإضافة المياه ليصبح رطباً، ونتركه ليخمر ثم تقطع العجينة إلى كتل حسب حجم الإناء المراد تصنيعه، و تُنقل بواسطة الصبي إلى الفخاري المسؤول عن تشكيلها على الحجر الدائري، حيث توضع قطعة العجين على الدولاب لتشكيلها حسب الشكل المراد تصنيعه سواء كانت أواني أو أطباقا أو أشكال حيوانات أو طيور، أو تحفا.و تدورالعجينة أمام الفخارى على قرص الدولاب بينما أصابعه تشكلها كما يشاء، وبعد ذلك ينقلها الصبي إلى غرفة أو ساحة فارغة حتى تتصلَّب نسبيًا بتعرضها لفترة فى الهواء والشمس على أن ترصّ القطع بجوار بعضها بمسافات محسوبة ومتساوية، على ألَّا تخدش حتى لا تصير قطعة مرفوضة فيما بعد ، ثم يتم دخولها الافران.
اول حرقة حرقة الفخار وثانى حرقة الجليز والذى تكون بعدة قطعة الفخار او الخزف جاهزة للعرض او البيع والجليز هو مادة زجاجية شفافة لامعة و يوجد منه المستورد ومنه المحلى وهذا طبعا يفرق فى سعر المنتج ودرجة حرارة الجليز التى ممكن ان يتعرض لها فى الفرن 1100 درجة، كذلك الاكاسيد يوجد منها انواع اغلاها الأحمر سعرة يصل الي الف ونصف للكيلو وهناك اكاسيد سعرها يصل الى مائة جنيها فقط .
وقال ملاك سمير صاحب ورشة لانتاج الفخار قديما كنا بنحرق بواسطة قش الرز ومولاس القصب والخشب، وبالطبع كمية الدخان التى كانت تنبعث نتيجة الحرق كبيرة جدا لدرجة انك لاتستطيع رؤية اى شخص امامك من شدة وكثافة الدخان، علاوة على تلوث البيئة اما بعد التطوير اصبح المكان امن من اى مخاطر بة مرافق وخدمات وتاتى الية افواج من السياح والزائرين نتعشم استمرار الاهتمام بالقرية من نظافة ونظام وآمن، كما وجة ملاك سمير الشكر للمسئولين وكل من له تعب فى اخراج القرية بعد التطوير بهذة الصورة الحضارية والمشرفة .
وقال اسماعيل بخيت انا اعمل على الدولاب منذ كان عمرى ستة سنوات و حاليا بشتغل فى صنع الزير الطفاية، وهو عبارة عن زير مفتوح عن اعلاة يستخدم فى القرى السياحية والفنادق يوضع بة كمية من الرمل واى مدخن اونزيل داخل او خارج من الفندق او القرية يمكنة اطفاء سيجارتة فى الرمل الموجود ببطن الزير، كذلك بنعمل فوانيس الإضاءة منة المربع والمدور والاسطوانى والمستطيل ويكون العمل حسب توجيهات صاحب الورشة وقديما كان الذى لايستطيع الاستمرار فى الدراسة بالمدارس يتم توجيهة الى قرية الفخارين لكى ما يكتسب صنعة تعينة على متطلبات الحياة، واستكمل بالطبع فرق كثيرا تطوير القرية، فنحن سعداء بذلك ولكننا “نطالب الدولة بمعاشات وتأمين صحى فالذى يقع وينكسر لا يجد احد بجانبة شغلنا بالقطعة واصابة واحد لا تفرق مع صاحب الورشة صاحب الورشة عاوز الصنايعى بصحتة واذا تعب او انكسر لايلزمة فمشاكل المهنة كثيرة، والصنيعية والحرفيون يهربون منها ويهجروها، فالعاملون في الفواخير يعانون من أمراض المهنة، مثل الأمراض الصدرية والحساسية، التي تصيب العمال جراء استنشاق دخان أفران الفخار، والأمراض الجلدية بسبب التعرض بشكل مستمر للطين والمواد الكيميائية، وأمراض العظام والعمود الفقري”.
ويطالب محمد صابر صنايعى فخار بتنظيم معارض للتسويق المنتجات من الخزف والفخار باسعار مناسبة فى المحافظات والمدن الكبرى ويعمل محمد صابر فى انتاج ادوات المائدة والفازة والابجورة.
واوضح فليب عبدو جرجس فنان تشكيلى حائز على جائزة التفرغ الفنى من وزارة الثقافة شارك فى اكثر من معرض فنى وشارك فى سيمبوزبوم أسوان الدولى للجرانيت وله اعمال معروضة فى المتحف المفتوح باسوان وله تجربة خاص عن تحويل الخطوط الهندسية الغير مألوفة لتشكيل مألوف، ويضيف فليب جرجس انا وبعض اصدقائى كان قد تم حصرنا فى منطقة بطن البقرة فى عام 2005 والمفروض ان يكون لنا اماكن تعويضية فى القرية ولكن حتى الان لم نحصل على مكان ومنتظرين قرار المحافظة والحى فى المرحلة الثانية للتسكين، ونرجوا سرعة العمل على نقلنا للقرية اسوة بالزملاء لاننا متعطلين ونحتاج ان نعمل وننتج.
واضاف محسن عبد المسيح نحات وفنان تشكيلى أعمل فى فن النحت منذ عشرون عام تقريبا، عملت فى هذا الاتيلية قبل عملية تطوير القرية تحديت الصعاب، حيث اصبت بجلطة وكان العمل هو اكبر علاج لى فوضعت كل تعبى وهمى فى الفن واخرج اعمال فنية عظيمة ويعمل حاليا فى نحت تمثال للاعب المشهور محمد صلاح، ولى ايضا العديد من اللوحات والبورتريهات.
ويشاركة العمل فى الاتيلية الفنان ممتاز شاكر والذى له العديد من الأعمال الفنية مثل البورترية وايقونات عديدة من الفن القبطى باسلوب التمبرا والاكليرك وله كثير من نمازج البيوت والسفن .
وتقول ميرنا وائل خريجة فنون تطبيقية دفعة 2020 قسم خزف قبل تخرجى كانت مشاريعى كلها فى الخزف ومشروع تخرجى كانت لة علاقة بادوات المائدة، ولذلك اختارت ان انفذة بتكنيك المصنع عملت الطينة بنفسى وشكلتها وحرقتها ودخلت بها معارض وبعتها بنفسى، وقررت عندما انتهى من درستى النظرية ان اعمل بنفس المكان بقرية الفخار، وعندما اتيت للقرية عملت بورشة ابراهيم صابر لمدة ستة اشهر تعلمت فيها الكثير تعلمت الحرق وتعلمت تركيبات الجليز والالوان واخذت خبرة كبيرة ثم قررت انى اشتغل لحساب نفسى وتعرفت على بعض الشخصيات التى تريد ان تعمل فى هذا المجال واشتركنا مع بعض واخذنا المكان وانتاجنا ونزلنا السوق بعنا الإنتاج.
ولكن قابلتنا بعض الصعوبات منها الكهرباء محتاجين تسهيلات اكثر، الفرن يستهلك كهرباء كثيرة جدا وحرق الكهرباء افضل بكثير من حرق الغاز حيث ان طريقة توزيع الحرارة داخل افران الغاز تكون غير منتظمة بعكس افران الكهرباء والتى تعطى نتائج افضل ونحن دائما نتطلع للنتائج الأفضل، فنرجو تخفيض قيمة وشريحة الاستهلاك للكهرباء كذلك يوجد ورش حتى الان لم يدخل فيها الغاز لارتفاع قيمة التقديم علية والتى تصل مابين 36 الى 38 الف جنيها فنرجو النظر اليها وخفض قيمة التقديم على الغاز، كذلك نحتاج لإقامة المعارض وفتح اسواق لبيع المنتاجات من الفخار والخزف لاننا حتى الان نعتمد فى البيع على التسويق الذاتى والنت ووسائل التواصل الاجتماعة مثل الفيس والواتس .
ويقول عيد ابراهيم فرق معانا كاصحاب فواخير او صنيعية ما حدث بالقرية من تطوير والناس عرفتنا فى البيوت من التغطيات الصحفية والبرامج التليفزيونية والقنوات الفضائية بنشتغل فى ادوات المائدة الطاجن والحلة والسيرفيس، بنرسم المنتج بأكسيد الوان الأحمر والأصفر والأزرق ونقوم بالترويج للصناعات الفخارية من خلال تنظيم الرحلات وورش العمل للأطفال والشباب خاصة أن القرية تقع بجوار منطقة سياحية هى مجمع الأديان، وهو ما يستلزم إعداد برامج تنشيط سياحى فى هذه المنطقة لخدمة السائح والقرية.
ويضيف محمود عبد الهادى انا اعمل فى صناعة الفخار والخزف منذ ثلاثون عام وهى مهنة توارثناها عن ابائنا واجدادنا بنشتغل ادوات مائدة بتقنية حديثة شغالين مع الفنادق والمطاعم الكبيرة، نحن هنا مجموعة من الصنيعية المحترفين جمعنا بعض وبنشتغل تحت اسم ابراهيم صابر او الـ صابر كلنا جيل واحد قرايب واصحاب واخدنها مهنة، والحمد لله قدرنا ننافس ونعمل اسم يشار الية فى اى مكان ومع تطوير القرية الحال بقى احسن وشغلنا كتر حيث قمنا بالعمل على تطوير انفسنا وبالتالى تطوير المنتج.