دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، إلى إجراء تحقيق سريع وشامل وفعال في مقتل محب الله، رئيس جمعية أراكان روهينجا للسلام وحقوق الإنسان (ARSPH)، برصاص مجهولين يوم الأربعاء في مخيم كوتوبالونج/ كوكس بازار للاجئين الواقع في جنوب البلاد. ومحب الله ناشط لاجئ من الروهينجا في مخيم للاجئين في بنجلاديش.
وقالت باشيليت: “أياً كان المسؤول عن مقتله، فإن موت محب الله هو مثال واضح على انعدام الأمن في المخيم، والمحاولات الواضحة لإسكات أصوات المجتمع المدني المعتدلة”.
“يجب إجراء تحقيق سريع وشامل ومستقل ليس فقط لتحديد القتلة والقبض عليهم وكشف دوافعهم، ولكن أيضا لتحديد التدابير اللازمة لحماية قادة المجتمع المدني الضعفاء بشكل أفضل،” مع تجنب إضفاء طابع أمني مشدد في المخيمات.
واضافت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة: “إنه لأمر مفجع أن شخصا أمضى حياته يناضل لضمان أن تصبح الانتهاكات التي ارتكبت ضد الروهينجا معروفة في جميع أنحاء العالم، قد قُتل بهذه الطريقة، ويجب أن يكون مقتل محب الله دعوة واضحة للمجتمع الدولي لمضاعفة ضغطه على ميانمار للاعتراف بالروهينجا وقبول عودتهم، ومتابعة المساءلة عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت ضدهم”.
ووصفت باشيليت محب الله بأنه “مدافع استثنائي عن حقوق الإنسان، الذي رغم من المخاطر التي ينطوي عليها عمله، استمر في الدفاع عن حقوق شعبه لسنوات، كان محب الله يجمع بشكل منهجي معلومات حول الانتهاكات ضد الروهينجا في ولايتهم الأصلية في راخين، شمال غرب ميانمار، ويسعى إلى تحفيز العمل الدولي.
سافر محب الله إلى جنيف في مارس 2019 لإلقاء كلمة أمام الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة شخصيا، موضحا كيف عانى شعب الروهينجا من التمييز لعقود، مثل حرمانه من حقوقه الأساسية، بما في ذلك الجنسية والأرض والصحة والتعليم.، واسترسلت متساءلة: تخيل لو لم يكن لديك هوية ولا عرق ولا بلد. لا أحد يريدك. كيف سيكون شعورك؟ هذا ما نشعر به اليوم كروهينجا،” كما قال لمجلس حقوق الإنسان في تلك السنة. “نحن مواطنون في ميانمار، نحن من الروهينجا”.
ووصفت باتشيليت كلمات محب الله بانها “كانت قوية للغاية وسلطت الضوء على الوضع الرهيب للروهينجا. واليوم، بعد أربع سنوات، تُذكّر بأن الروهينجا لا يزالون ينتظرون العدالة وينتظرون العودة إلى ديارهم ،مضيفة، أن وفاته تسلط الضوء على الوضع غير المستقر للروهينجا في كلا البلدين، مؤكدة “أننا بحاجة إلى بذل المزيد لمساعدة هذا المجتمع المضطهد، في كل من بنغلاديش وميانمار”.
و وفقا لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، تزايد انعدام الأمن بشكل مثير للقلق في مخيم كوتوبالونج كوكس بازار، ، مع تزايد الإجرام، وتزايد التوترات بين المجموعات المختلفة، فضلاً عن الحملات الأمنية القاسية أثناء عمليات مكافحة المخدرات. كما تتزايد المشاعر المعادية للروهينجا داخل المجتمعات البنغالية.
وفي حين اوضحت باتشيليت إنها تتفهم تماما التحديات الضخمة التي واجهتها بنجلاديش في استضافة لاجئي الروهينغا، والحاجة إلى دعم دولي أكبر، شددت على ضرورة احترام حقوقهم الأساسية.ففي الوقت نفسه، لا يزال وضع ما يقرب من 600 ألف من الروهينجا في ولاية راخين في ميانمار مروعا، حيث لا يزال العديد منهم محاصرين في المخيمات، وفي ظل تقارير عن الانتهاكات المزعومة بما في ذلك القتل غير القانوني والاعتقال والاحتجاز التعسفيين، ومستويات عالية من الابتزاز.
الجدير بالذكر انه تم تشييد المخيم الذي قتل فيه محب الله، في أغسطس 2017 ويضم أكثر من 750 ألفا من الروهينجا، وهم أقلية مسلمة من ميانمار المجاورة، فروا من عمليات القتل الجماعي والاغتصاب والاضطهاد على أيدي الجيش وقوات الأمن.
ويستم اضطهاد الروهينجيا في ميانمار ما بين عامي2016، 2017 إحينما شن جيش وشرطة ميانمار حملة العسكرية على مسلمي شعب الروهينجا في ولاية راخين في المنطقة الشمالية الغربية للبلاد. كان القمع ردا على الاشتباكات في ولاية راخين الشمالية والهجمات على المراكز الحدودية البورمية في أكتوبر 2016 بواسطة متمردي الروهينجا. وقد اتُهم الجيش البورمي بانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات القتل خارج نطاق القانون، والاغتصاب الجماعي، وقتل الأطفال، ولكن الحكومة البورمية ترفض “المبالغة”.
واجهت الحملة العسكرية ضد شعب الروهينجا انتقادات من الأمم المتحدة (التي أشارت إلى “جرائم محتملة ضد الإنسانية”)، وجماعة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، و وزارة الخارجية، وحكومة بنجلاديش، وحكومة ماليزيا (حيث فر العديد من لاجئين الروهينجا إليها). ووجهت انتقادات خاصة إلى رئيسة الحكومة في ميانمار، أون سان سو تشي بسبب تقاعسها عن العمل والسكوت على هذه المسألة وعدم القيام بأي شيء لمنع الانتهاكات العسكرية.
أدت الحملة العسكرية إلى نزوح أعداد كبيرة من الروهينجا، مما تسبب في أزمة اللاجئين. وفقا لتقارير الأمم المتحدة، في سبتمبر 2018، فر أكثر من سمعمائة الف من الروهينجا أو طردوا من ولاية راخين، نازحين نحو بنجلاديش والبلدان المجاورة كلاجئين. في ديسمبر 2017.