اتّهم رئيس وزراء مالي شوجل كوكالا مايجا، فرنسا بأنها “تخلّت” عن بلاده “في منتصف الطريق” بقرارها الصادر في يوليو الماضي بسحب قوة “برخان”، وهي قوات عسكرية فرنسية تعمل منذ 8 أعوام متواصلة، على مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا، واتخذ كوكالا ذلك مبرراً لبحث بلاده عن “شركاء آخرين”، بينهم “شركات خاصة روسية”.
وقال رئيس الوزراء المالي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعينأن : “الوضع الجديد الذي نشأ بسبب انتهاء مهمة “برخان” والذي يضع مالي أمام أمر واقع ويُعرّضها لما يشبه التخلّي في منتصف الطريق، يقودنا إلى استكشاف السبل والوسائل لكي نضمن على نحو أفضل الأمن مع شركاء آخرين”.
وتابع “تأسف مالي لأن مبدأ التشاور الذي يجب أن يكون القاعدة بين الشركاء المميزين لم يُحترم قبل اتخاذ القرار” معتبراً أنه يجب على بعثة “مينوسما” للسلام التابعة للأمم المتحدة وقواتها البالغ عددها 15 ألفا اعتماد “موقف أكثر هجومية” في مواجهة تزايد الخطر الجهادي في الساحل. وأضاف أن المطلوب هو “ملء الفراغ الذي سينشأ حتما عن إغلاق بعض مواقع برخان في شمال مالي”، مندداً بـ”قلة تشاور” باريس وإعلان “أحادي” صادر من دون تنسيق ثلاثي مع الأمم المتحدة والحكومة المالية.
وكانت فرنسا التي تتدخل منذ يناير 2013 في منطقة الساحل” خمس دول غرب افريقيا تعج بخطر الارهاب، هي موريتانيا، النيجر، مالي، التشاد بوركينا فاسو” ، خسرت فرنسا 52 عسكرياً فيها آخرهم يوم الجمعة الماضي، وقررت في يوليو تقليص وجودها العسكري في المنطقة وتركيز الجهود على عمليات مكافحة الإرهاب ومؤازرة الجيوش المحلية في المعارك في إطار تحالف دولي يضم دولاً أوروبية.
ويُفترض أن يغادر الجنود الفرنسيون بحلول ديسمبر القواعد الواقعة في كيدال وتيساليت وتمبكتو في شمال مالي، على أن يتمّ تخفيض عديد القوات الفرنسية في منطقة الساحل من أكثر من خمسة آلاف عنصر حالياً إلى 2500 أو ثلاثة آلاف عنصر بحلول 2023.