صدر عن لجنة التحقيق المكلفة من قبل منظمة الصحة العاليمة، تقريراً مؤلفاً من 35 صفحة، يشير الى صحة المزاعم الواردة للمنظمة بتورط موظفيها في الاعتداء الجنسي على النساء، واستغلالهن في تقديم خدمات جنسية مقابل المال، وساهم ذلك في زيادة ضعف الضحايا المزعومين، الذين لم يحصلوا على الدعم والمساعدة اللازمين لمثل هذه التجارب المهينة،فبدلا من تقديم موظفي المنظمة العون لهن تم استغلالهن، في تسع مدن أو قرى منفصلة في المنطقة.
وحدد فريق الاستعراض الذي حددته اللجنة المستقلة المكلفة من قبل الصحة العالمية، 83 من الجناة المزعومين، من مواطنين كونغوليين وأجانب.واستطاع في 21 حالة أن يثبت على وجه اليقين أن الجناة المزعومين كانوا موظفين في منظمة الصحة العالمية. وقت وقوع حوادث، الاعتداء و الاستغلال الجنسي، أثناء تفشي مرض ايبولا في البلاد وكانت غالبية المعتدين المزعومين موظفين كونغوليين تم تعيينهم على أساس مؤقت.،وقال التقرير إنهم متهمون باستغلال سلطتهم للحصول على خدمات جنسية.
ولفتت اللجنة الى ان تدريب الموظفين الذي جاء لمنع الاعتداء الجنسي أو الاستغلال الجنسي كان متأخراً، كما رفض المديرون النظر في التقارير الشفوية وغيرها من “الإخفاقات الهيكلية”.
قال تيدروس ادهانوم مدير منظمة الصحة العالمية، إن إصدار النتائج يمثل “يوما أسودا للمنظمة، أنه خيانة لـ زملائنا الذين يعرضون أنفسهم للأذى في سبيل خدمة الآخرين”.ان الاعتداء والاستغلال الجنسيان اللذان ارتكبا من قبل موظفي منظمة الصحة العالمية أثناء استجابة الوكالة الأممية لتفشي فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية ستكون هناك “عواقب وخيمة” على الجناة وسيُحاسب جميع القادة على عدم اتخاذ أي إجراء.
وكان التحقيق في الحوادث التي وقعت خلال التفشي العاشر لفيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في مقاطعتي شمال كيفو وإيتوري، قد بدأ في أكتوبر 2020.وتم الإعلان عن انتهاء الوباء في 25 يونيو من ذلك العام، بعد استمراره لمدة عامين تقريبا في منطقة نزاع نشطة. وقد أدى ذلك إلى وفاة 2300 شخص، وتم إعلانه ثاني أكبر انتشار للفيروس القاتل وسريع الانتشار في العالم.
من جانبه قال مالك كوليبالي، عضو اللجنة، خلال إحاطة عن التقرير إن اللجنة أجرت مقابلات مع عشرات النساء اللاتي عُرض عليهن العمل مقابل ممارسة الجنس.كما أجرت مقابلات مع بعض اللواتي زُعم أنهن ضحايا اغتصاب، مع تحديد تسع حالات من هذا القبيل.وقالت النساء اللواتي تمت مقابلتهن إن الجناة لم يستخدموا وسائل منع الحمل، مما أدى إلى بعض حالات الحمل. وأضاف كوليبالي أن بعض الضحايا النساء ذكرن أن الرجال الذين أساءوا إليهن أجبروهن على الإجهاض.
وقال ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، إن المنظمة سُحقت وذُعرت من نتائج التحقيق. وأكد المحققون، ان السيدات اللواتي تعرضن للاغتصاب والاستغلال، يتصورن ان الجناة سيفلتون من العقاب لانهم موظفي المؤسسة.
واعتبر مويتي عن “المعاناة المستمرة” للضحايا، وقال إنه كان يدرك تماما “الحاجة إلى إعادة بناء الثقة”. وأضاف: “من خلال تسليط الضوء على إخفاقات الأفراد والمنظمة، نأمل أن يشعر الضحايا أن أصواتهن قد تم سماعها والعمل على أساسها”.