اشترطت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، مساء أمس الجمعة، بتوقيت نيويورك، ضمان تعليم جميع الفتيات الأفغانيات، قبل الاعتراف الدولي بسلطة طالبان كأمر واقع في أفغانستان. مشيرة إلى أن القضية “لا تزال في صلب المناقشات الجارية مع السلطات هناك”.جاء ذلك خلال حلقة نقاش حول دعم مستقبل تعليم الفتيات في أفغانستان، على هامش أعمال الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.، شاركت فيها مناصرات بارزات من أفغانستان والمجتمع الدولي في المناقشة، وإدارتها مراسلة بي بي سي لورا تريفيليان من مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقالت: الاعتراف الأممي بأية سلطة يأتي مع قدرتها على أن تكون جزءاً من العائلة العالمية. هذا يخضع لمجموعة معينة من القيم والحقوق التي يجب الالتزام بها. والتعليم في الصدارة، خاصة بالنسبة للفتيات والنساء”.وحثت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي على الاستفادة من خبرة المرأة الأفغانية ودعمها في منع تراجع عقدين من المكاسب في تعليم الفتيات.
وأكدت امينة: “يمكنكن أن تَطْمَأْنِنَّ إلى أننا سنواصل إعلاء أصواتكن وجعل وجوب حصول الفتيات على التعليم شرطا أساسياً قبل الاعتراف بأي حكومة تأتي”.
وكانت طالبان قد استولت طالبان على السلطة في أفغانستان أغسطس الماضي، وأكدت مؤخرا أنه مع إعادة فتح المدارس الثانوية، سيعود الأولاد فقط إلى الفصول الدراسية. كما أن المعلمات لن يستطعن العودة إلى العمل!! وصرح المتحدث باسم حركة طالبان إنه يجب إنشاء “بيئة تعليمية آمنة” قبل أن تتمكن الفتيات من العودة إلى المدرسة الثانوية،
وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن التعليم حق واستثمار في مستقبل أي بلد، قبل استيلاء طالبان على السلطة، كانت “يونيسيف” تعمل في مناطق أفغانستان الخاضعة لسيطرة حركة طالبان. وقالت إن الوكالة علمت أن العديد من عناصر طالبان يعتقدون أن التعليم مهم للبنين والبنات.وعلى الرغم من أن اليونيسف ضاعفت عدد المدارس المفتوحة في أفغانستان ثلاث مرات، حيث التحق بها 10 ملايين طفل، أربعة ملايين منهم من الفتيات، إلا أن البلاد كانت بالفعل متأخرة في توفير التعليم. وقد أثر كوفيد-19 بشكل أكبر على التقدم.
قالت فور: “بدأت الفتيات والفتيان في العديد من المقاطعات بالعودة إلى المدرسة، لكننا لا نرى عودة الفتيات إلى المدارس الثانوية.لذلك فهذه لحظة مهمة حقيقية بالنسبة لسلطات الأمر الواقع للتفكير بها في كل منطقة، وفي كل قرية ريفية،كيفية إيصال الأطفال – جميع الأطفال والفتيات والفتيان إلى المدرسة.”
الجدير بالذكر ان نائب وزير الإعلام والثقافة في الحكومة الأفغانية المؤقتة، ذبيح الله مجاهد، كان قد اعلن الاسبوع الماضي، أن حركة طالبان تخطط لعودة البنات إلى المدارس، بعد الوصول لكيفية فصل الذكور عن الإناث، وتوزيع المعلمين، والمعلمات طبقا للنوع في مدارس للبنات”، وهو ما وصفه المراقبون أن المسؤولين في إمارة أفغانستان الإسلامية يعملون على فصل النوعين استنادا إلى المرأة والفتاة عورة.
وفي الفترة ما بين عام 1996 وعام 2001 عندما كانت حركة طالبان تسيطر على معظم الأراضي الأفغانية كانت جميع مدارس البنات في البلاد مغلقة، ولذلك بقيت البنات في ذلك الوقت دون التعليم. وخلال السنوات العشرين الماضية أي بعد فقدان حركة طالبان للسلطة في أفغانستان ازداد التحاق البنات بالمدارس، وفق معلومات الأمم المتحدة، من 0% إلى أكثر من 80%. كما فتح في البلاد عدد كبير من المؤسسات التعليمية النسائية المتخصصة.كل هذا الان يهن التراجع المرعب بعد وصول حركة طالبان للحكم.