كلما كبرت… اكتشفت أن أصعب الوصايا الإلهية لم تكن في لا تسرق أو لا تغضب.. ولا في حتي لا تزن..
بل كانت في ولا تكن إلا فرحا… افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا فالجوع يسده الرضا بكسرة خبز… والغضب يوقفه الثقة في عدل الله والخوف منه… حتي سيف الشهوة.. يوقفها الصيام والصلاة.. إلا الحزن والألم.. يتملك القلب من الداخل.. يتسلل كدودة صغيرة من فتجة لا تري إلي داخل الثمرة.. يأكل في خلايا قلبك ببطء… مرة تلو الأخري وقطمة بعد الأخري..
فبين كسر قلب بفقدان حبيب.. وجرح من صديق… وضياع الخير الذي صنعته لرفيق… وبكاء علي انتقال قريب.. وفقدان الأمل في الطريق, تستيقظ ذات يوم لتكتشف أن ملامحك قد تغيرت وأن الفرحة قد ضاعت وتوقفت شفتاك عن الابتسام وضاع من عينك بريق الطفولة…. وأن قلبك أصبح أجوف من كرة فرغ منها الهواء فتركها أصحابها مرمية في العراء..
عزائي دائما أننا نعلم أن الله أعطي كل إنسان شوكة في الجسد.. مشكلة ما.. مرض ما.. تعكنن عليه حياته وتجعله في ألم..
والذي أصبحنا نثق فيه هو أن الله إما أنه قد جمع تلك الآلام في فترة معينة… مثل مرض السرطان.. أو وزعها أجزاء صغير علي كل سنين عمر الإنسان…
حكمه غريبة وعجيبة وغير مفهومة ولا أحد يعرف أن يفسرها.. مهما كان عالما أو فقيها دينيا…. أيوب مثلا.. عاش حياة كانت سعيدة وعلي قمة الهرم الاجتماعي وفجأة سبع سنين من أصعب السنوات علي مدي تاريخه كله..
بولس الرسول.. الخادم الأوسع انتشارا في رفع كلمة الإنجيل.. يصرخ من الألم لمرض استحي أن يتحدث عنه فقال أعطيت شوكة في الجسد, ملاك الشيطان ليطمني لئلا أرتفع (2كو 12:7).
كان الألم من الشدة حتي أنه طلب من الله أن يرفعه ثلاث مرات..
نعلم أن الحزن موجود.. والألم ضريبة بشرية علي كل من حمل روحا في هذه الأرض.. ولكننا نتعزي بأننا نعلم أنه مهما طال الألم فله نهاية.. وأنه علي مقدار الشوكة تصير عظم المكافأة..
افرحوا..
ما أصعبه من أمر إلهي… وما أعظمها من عطية…