نظمت شعبة الهندسة الميكانيكية التابعة لنقابة المهندسين ندوة حول (العزل المائي والحراري وتطبيقات المباني الخضراء والنانو تكنولوجي في صناعة البناء والتشييد) برئاسة المهندس عادل درويش محاضرتها الـ 17 عبر تطبيق زووم، وهي إحدي سلسلة المحاضرات التي تنظمها الشعبة عن بعد منذ جائحة كورونا ويشرف على تنظيمها المهندس محمد عبد المجيد- وكيل الشعبة، حاضر فيها المهندس محمد شحاتة- المدير التنفيذي لشركة نسكو بالإسكندرية وخبير المباني الخضراء .
سلط المهندس محمد شحاتة الضوء في محاضرته على عدة نقاط من بينها الجودة ودلالاتها، أهمية العزل المائي والحراري للمباني والمنشآت، ومنتجات العزل المائي والحراري، وأنظمة العزل للمباني والمنشآت، ونقاط ضعف العزل وكيفية معالجتها، وطرق اختبار العزل، والتقديرات الفنية والمالية لأنظمة العزل، وتطبيقات النانو في المجالات المختلفة، ومواد وتطبيقات النانو في العمارة.
وأشار شحاتة أن الفراعنة هم أول من استخدم العزل وأول من بنى مباني ذو بيئة مستدامة، مضيفًا أن البيتومين أول المواد المستخدمة في العزل المائي، وأن عام 1970 شهد تأسيس هيئة مقاول العزل العالمية ((NRCA، كما شهد عام 1980 لفات البيتومين المعدلة واللفات البلاستيكية واللفات المطاطية، تبعها بعد ذلك الدهانات المختلفة “الأكريليك- والأسمنتي- والإيبوكسي”، وشهد عام 1993 المباني الخضراء LEED، وأن أغلب الدول العربية دخلت منظومة المباني الخضراء بدءً من عام 2007 إلى أن أدخلت حديثًا النانو تكنولوجي في العمارة.
وأكد المحاضر أن على المهندس دور هام في تحديد المعايير أو المقاييس للمواد المطلوب استخدامها بالمشروع، وكذلك مراعاة التغيرات المناخية المتوقعة خلال العام والمستقبلية، ومراعاة الخصائص الرئيسية الفيزيائية والميكانيكية للمواد ومعدلات التغيرات الزمنية لها، ومراجعة التحديثات العالمية في مجال صناعة البناء والتشييد.
وأوضح شحاتة الفرق بين عازل الرطوبة وعازل الماء حيث يعتمد الاختلاف بشكل أساسي على وجود أو عدم وجود ضغط هيدروستاتيكي، مضيفًا أن مواد العزل المائي هي (البيتومين والأغشية، ولفات البيتومين المعدل، واللفات البلاستيكية، واللفات المطاطية، والبولي يوريثان فوم، والبولي يوريا، والدهانات البيتومين، والدهانات الكيماوية الغير بيتومين “أكريليك- أسمنتي- كيماويات”).
كما تطرق شحاتة إلى مواد العزل الحراري وهي (الصوف الزجاجي، والصوف الصخري، والألياف الزجاجية، والبير لايت، والخرسانة الرغوية، والبولي يوريثان، والبولسترين المبثوق “الفوم الأزرق”، والبولسترين الممدود “الفوم الأبيض”.
وتناولت المحاضرة العوامل المؤثرة في تصميم العزل الحراري حيث شملت الموقع والظروف الجوية، واتجاه المبنى، والرياح، وارتفاع السقف، ونسبة المناطق الزجاجية من أبواب وشبابيك وفتحات تهوية.
وفيما يتعلق بطرق اختبار العزل فقد أشار مهندس محمد شحاتة أنه هناك ثلاث طرق لاختبار العزل، الطريقة الأولى تتمثل في اختبار الخزق العشوائي ، والثانية ملأ السطح بالماء وتركه لمدة 48 ساعة ، أما الطريقة الثالثة اختبار الضغط العشوائي.
وعن الأسلوب الأمثل لعزل الأسقف أوضح شحاتة أنها تتمثل في عدة خطوات، تبدأ بصب ميول على كامل المسطح ويحدد الصرف كل 20-30 متر مربع ، ثم تركيب العزل المائي ، يلى ذلك طبقة من البولي اثيلين وزن 150 ميكرون كطبقة فاصلة ثم تركيب العزل الحراري ، ثم تركيب طبقة من الجيوتكستيل غير المنسوج بوزن 120جم/م2 ، ثم عمل التشطيب النهائي سواء بتركيب البلاط أو السيراميك .
شدد شحاتة على ضرورة مراعاة أصول الصنعة فى التركيب لنقط العزل مثل الداير على السطح وكذا الزوايا الركنية الداخلية والخارجية بالإضافة إلى نقاط الصرف والمواسير، وفى النهاية يتم اختبار العزل المائي بالطرق المتبعة.
وانتقد المهندس محمد شحاتة النظام المتبع فى العزل بمصر حيث يتم عمل طبقة العزل على السطح الخرسانى وأعلى منه طبقة الميول ، منوها إلى أن العزل لابد أن يكون على طبقة ميول وليس العكس. مشددا على ضرورة مراعاة طبيعة الموقع وألا يتم تقديم أنظمة العزل إلا بعد معاينة الموقع .
وعن التقديرات المالية لعزل المنشآت أشار شحاتة إلى أنها تتوقف على عاملين أساسيين وهما المواد والأيدي العاملة ، وأنه لابد أن تتضمن التقديرات المالية عمليات نقل المواد والتخزين ونسب الفقد للمواد بالإضافة إلى مدة الضمان والصيانة.
وأشار شحاتة إلى أنه هناك العديد من الأخطاء ترتكب عند عزل المنشآت ، من أهمها تطبيق العزل المائي تحت طبقة الميول، وكذا تطبيق دهان البيتومين ذات المذيب على الخرسانة قبل جفافها جفاف تام، وتطبيق الدهانات الكيماوية كالايبوكسى أو غيره ذات المذيب على الخرسانة قبل جفافها جفاف تام ، بالإضافة إلى عدم مراعاة الأصول الهندسية الحديثة فى التطبيقات .
وتطرق المهندس محمد شحاتة خلال محاضرته إلى الحديث عن المباني الخضراء، مشيرا إلى أن من أهم الأسباب الرئيسية للاتجاه نحو المباني الخضراء هو النمو الصناعي وما نتج عنه من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى سامة وكذا زيادة استهلاك الطاقة وظهور ظاهرة الاحتباس الحراري وتكوين بيئة مؤثرة صحيا ونفسيا على كافة الكائنات الحية ومنها الإنسان، بالإضافة إلى زيادة التلوث من خلال استهلاك المصادر الطبيعية سواء المياه أو الطاقة والكهرباء وغيرهما مما أدى إلى زيادة تكلفة المواد وأصبحت هناك مواد غير ملائمة مما يؤثر بدوره على الكائنات الحية سواء من ناحية البيئة أو المعيشة، لذا تأسست هيئة البيوت الخضراء.
وأوضح ” شحاتة ” من فوائد تطبيق البيوت الخضراء والتي تتمثل في كفاء الطاقة وتعزيز جودة البيئة الداخلية وكفاءة استخدام المياه وتحقيق صحة أفضل وكفاءة أفضل للمواد ، والوصول إلى بيئة أفضل.
وخلال استعراضه لموضوع النانو فقد أشار المهندس محمد شحاتة إلى أنها كلمة يونانية بمعنى القزم ويستخدم بأنه البادئ لأي وحدة مثل الثانية والمتر ، مشيرًا إلى أن مقياس النانو هو بالنانومتر وهو جزء من المليارات من المتر أو 10 متر أوس -10 .
مشيرًا إلى أن تكنولوجيا النانو فى مجال العزل تفوق إمكانات المواد العازلة العادية من حيث الصلابة والخفة والمرونة والرفع مثل مادة الميرا والألواح العازلة الرفيعة والنوافذ الماصة للطاقة .
وفى إجابته عن تساؤل حول ما إذا كان تتوفر مواد نانو للعمارة فى مصر فقد أوضح شحاتة أنه يتوفر العديد منها وهناك الكثير منها تحت الدراسة ، مشيرا أنه ظهر منها مواد عازلة للمياه والحرارة ومانعة للصوت ومقاومة للحريق وتعمل على توفير الطاقة والكهرباء بمعدل 40% .