صديقان في الدراسة الثانوية والجامعيّة وكانا في طريقهما إلى مستقبل يبشّر بالنجاح. درسا القانون ونالا الإجازة الخاصة بالمحاماة معًا، ثم أنصرف كل منهما إلى عمله وحصل الصديق الأول على ترقية بعد أعوام، وسقط الثاني فريسة الخمر والقمار وطرد من الوظيفة التي عيّن فيها.
وفي يوم ألقى الأمن القبض على هذا الأخير بمخالفته للنظام، وقدّم للمحاكمة أمام القضاء. ويا للمصادفة، لقد كان القاضي ذلك الزميل الذي نجح في حياته، وصديقه منذ أيام الدراسة.
كان المحامون المكلّفون بالدفاع والادّعاء يعلمون بتلك الصداقة التي تربط القاضي بالمتهم. ولذا كانوا يتساءَلون قائلين: تُرى كيف سيوفّق القاضي بين تطبيق القانون، واحترام الصداقة؟! هل سيحكم على صديقه، أم سيعفو عنه؟
ووقف الجميع أمام القاضى وتليت وقائع الدعوى، وتقدم المحامون بالادعاء والدفاع، وجاء دور القاضى الذى حكم على صديقه وزميله بأقصى عقوبة ماليّة، وهو يعلم أن القانون يعطيه الحق بتخفيف العقوبة إلى النصف.وبعد أن أصدر القاضي حكمه أخرج من جيبه المال الكافي لتسديد العقوبة نيابة عن صديقه، وحرره فورًا. هذا تمامًا ما فعله الله. حكم بالعقوبة على البشر الخطاة ولكنه قام هو نفسه بتحمل عقاب الخطية على الصليب . لأنه كلي الصلاح.