رحل عن عالمنا اليوم، رجل الأعمال المصري أنسي ساويرس، بعد صراع مع المرض، وقد تم تشييع الجنازة من كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالجونة.
ترأس صلاة الجناز نيافة الأنبا إيلاريون أسقف البحر الأحمر – موفدًا من البابا تواضروس الثاني –.
صرحت يسرية لوزة زوجة الفقيد لـ”وطني”، بأن “أنسي” كان قد عاش رحلة مع المرض منذ عدة أعوام ، تقاعد على إثرها، وتطلب الأمر إجراء عدة فحوص طبية خارج مصر ، وقد رافقته “لوزة” في رحلة مرضه حتى وفاته اليوم.
وقد أجرت يسرية لوزة حوارًا في وقت سابق مع جريدة وطني ، تحدثت فيه عن قصة حياتهما معًا، وقالت:
ان “انسي” من مواليد ٣٠ أغسطس سنة ١٩٣٠، وقد تمت خطبتهما في يناير1953، أما الزفاف فقد تم بشهر أغسطس من نفس العام. وكانت يسرية تبلغ من العمر 17 عامًا حينها.
والد يسرية كان يمتهن المحاماة بمحافظة أسيوط، وكان والد أنسي نجيب ساويرس يمتهن المحاماة أيضًا ولكن بمحافظة سوهاج. كان “نجيب” والد “أنسي” نابغة في المحاماة وقد ظل يمارسها حتى عمر الـ75، وتقاعد إلى أن وافته المنية في الـ85 من عمره.
استطاع نجيب ساويرس والد “أنسي” تكوين ثروة لا بأس بها من المحاماة ولم يعمل بالتجارة قط. سمى “أنسي” ابنه الأكبر “نجيب” على اسم والده.
كان لـ”أنسي” أخوين ” تقلدا مهنة المحاماة، وشقيقة تدعى “سميحة”، بينما تخرج “أنسي” من كلية الزراعة جامعة القاهرة وكانت أول أنشطته العمل بالمجال الزراعي مع الفلاحين، ثم تطرق لمجال حفر الآبار ومحطات مياه، وبدأ العمل في المقاولات، ثم انتقل إلى القاهرة، وبدأ نشاطه التجاري بالمقاولات.
أسس “أنسي” مجموعة أوراسكوم، وبدأ حياته في سوق المال والأعمال عبر شركة المقاولات، و كان نشاطها يتمثل في تمهيد الطرق وحفر ترع الري، إلا أنه تم تأميمها جزئيا عام 1961، ثم كليا وبقي “أنسي” على رأسها خمسة سنوات قبل أن يهاجر إلى ليبيا سنة 1966، وعمل هناك أيضاً في المقاولات قبل أن يعود إلى مصر في منتصف السبعينات.
وأسس في عام 1976، شركة «أوراسكوم للمقاولات العامة والتجارة»، والتي أصبحت فيما بعد تسمى أوراسكوم للصناعات الإنشائية، وتوسع نشاط شركته في الثمانينات والتسعينات، ليشمل السياحة والفنادق وخدمات الكمبيوتر وخدمات الهاتف المحمول، ولتصبح المجموعة من أضخم الشركات المصرية.
أنجبت يسرية من “أنسي” ثلاثة أبناء كبيرهم نجيب ساويرس رجل الأعمال الشهير، و”ناصف” و”سميح” وهم رجال أعمال ناجين أيضًا، وقد أكدت أنهما اهتما بأن يعلما أولادهما مخافة الله وحب الله وحب الخير للناس، كما ربتهم على الصدق، والتفاني والإخلاص في العمل .
تزوج يسرية وأنسي في محافظة سوهاج عام 1953، ثم انتقلا إلى القاهرة عام ١٩٥٦، وكان أهم ما تميز به زواجهما قدرتهما على التحمل والتجانس مع المشاكل، وقد شهدا أيامًا صعبة جدا خاصة بعد التأميمات؛ وإليها يرجع الفضل الأكبر في تربية الأولاد بعدما سافروا إلى ليبيا سنة ١٩٦٦.
وعن إنجازات “أنسي” قالت “يسرية”: عملنا سويا على إنشاء وتأسيس جمعية حماية البيئة من التلوث عام1984م لتحسين المستويات المعيشية لجامعي القمامة، خاصة في مجالات الصحة وزيادة الدخل والتعليم والبيئة مع التركيز على المرأة والطفل بشكل خاص، وتم منح جمعية حماية البيئة من التلوث جائزة دبي الدولية لأفضل الممارسات في تحسين بيئة المعيشة، وتم اختيارها من أفضل 100جمعية في العالم.
ومن خلال شراكات المؤسسة مع مختلف الجهات والمؤسسات الدولية والمحلية التي تشاركهم نفس الرؤية والأهداف نحو تعزيز التنمية والقضاء على الفقر، وخلق الفرص الحقيقية لتحسين جودة حياة مختلف فئات الشعب المصري وتلبية تطلعاتهم إلى حياة تتسم بالعدل والكرامة والإنسانية، استطاعا أن يقدما برامج أكثر نجاحًا واستدامة، فخلقا الآلاف من فرص العمل وعملا على توفير فرص التعليم عالي الجودة في مختلف المراحل الدراسية وتقديم المنح الدراسية لآلاف الطلاب المصريين من ذوي الاستحقاق والجدارة ودعم التعليم الفني والمهني من خلال مؤسساتنا التعليمية لرائدة.
مساندة “أنسي” لزوجته في إتمام تعليمها
أوضحت “يسرية”، أن “أنسي” كان له الفضل في دعمها لاستكمال الشهادة الجامعية بعد الزواج، ودخلت الجامعة المصرية للتجارة وتخرجت عام1969 ، وحصلت على العديد من الدورات الصحفية.
تقدمت بطلب في المجلس الثقافي البريطاني للحصول علي شهادةGCE التي حصلت عليها, وظللت 11عامًا في دراسة الدورات التدريبية بـHarvard Kennedy و*في عام1969 حصلت علي بكالوريوس التجارة- جامعة القاهرة
*وعام1979 علي دبلومة إدارة أعمال من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
*وعام 1982 ماجستير إدارة أعمال من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ردود الأفعال حول وفاة “أنسي ساويرس”
تصدر اسم رجل الأعمال القبطي أنسي ساويرس، محركات البحث على شبكة الانترنت، بعد إعلان نبأ وفاته ، وقد نعى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رجل الأعمال المصري أنسي ساويرس، كذلك شارك الأنبا إيلاريون أسقف البحر الأحمر في صلوات الجنازة وتقديم التعزية للأسرة باسم قداسته، حيث قال :”يعز علينا رحيل رجل الأعمال والأرخن الفاضل أنسي ساويرس، الذي تنيح اليوم عن عمر يناهز ٩١ عامًا، تاركًا وراءه إرثًا زاخرًا من العمل والتعمير والتنمية والإسهامات الكبرى مع الوطن والكنيسة، نطلب لنفسه البارة النياح والراحة، ولأعضاء الأسرة الأعزاء تعزيات الروح القدس”.
وقد نعت الطائفةُ الإنجيليةُ بمصر، وعلى رأسها الدكتور القس أندريه زكي، رجل الأعمال المصري أنسي ساويرس، حيث قال:”فقدت مصر اليومَ رمزًا للشخصية المصرية المخلصة لوطنها، جسَّد معاني الكفاح الحقيقي لبناء نموذج مؤسسي عظيم ومتميز لرجل الأعمال الوطني، والذي لعب دورًا حقيقيًّا في دعم وتمثيل الاقتصاد المصري إقليميًّا وعالميًّا”.
حوار سابق للسيدة يسرية لوزة ساويرس مع “وطني”
يسرية لوزا رفيقة درب المصري الأصيل أنسي ساويرس تتحدث إلي وطني