قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء : إننا نشهد اليوم ونسعد بافتتاح صرح عالميّ بكل المقاييس يتمثل في مدينة الدواء المصرية، الذي يعتبر بمثابة مشروع قومي عملاق يأتي تنفيذه في إطار رؤية متكاملة للدولة المصرية للاهتمام بتطوير قطاع الصحة وتحقيق نقلة نوعية حقيقية به، سعيا لتقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطن المصري، من خلال منظومة متكاملة بدأها الرئيس منذ أربع سنوات، عبر تنفيذ العديد من المبادرات المهمة للغاية، التي تعد حاليا من أهم المبادرات التي تم تنفيذها على مستوى العالم، بدءا من مبادرة “100 مليون صحة”، و”صحة المرأة”، و”صحة أطفالنا في المدارس”، والقضاء على قوائم الانتظار من خلال إجراء العمليات الجراحية للمرضى الذين كانوا بحاجة لتدخل جراحي، حتى تجاوز عدد التدخلات الجراحية 750 ألف جراحة، تم تقديمها للمواطنين بدون مقابل.
كما تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن المشروع الضخم الثاني الذي تتبناه الدولة في هذه الفترة، والمتمثل في التأمين الصحي الشامل، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهد منذ فترة وجيزة إطلاق باقي محافظات المرحلة الأولى من هذا المشروع من مدينة الإسماعيلية، وتشمل 5 محافظات، حيث عرضت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، حجم الاستثمارات الضخمة التي توجهها الدولة لهذا القطاع، الذي ننطلق فيه بكل قوة لتقديم أفضل رعاية صحية للمواطن المصري.
قال رئيس الوزراء: مع انطلاق المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” ستكون هناك انطلاقة أكبر لتطوير منظومة الوحدات الصحية والمراكز الطبية، والمستشفيات القائمة في المراكز بالمحافظات والريف المصري، ونتطلع لتقديم خدمة صحية أفضل، وأعلى مستوى من الرعاية الصحية لأكثر من 58 مليون مواطن يقطنون في الريف.
عبر رئيس الوزراء، عن أن افتتاح مدينة الدواء المصرية اليوم، يأتي في إطار استكمال الوجه الآخر للمنظومة الصحية وهو صناعة الدواء، مستشهدا بما ذكرته مجلة ” إيكونوميست” الاقتصادية في عددها الأخير الصادر بتاريخ 27 مارس الماضي، من أن قدرة أي دولة على تحقيق انتعاش اقتصادي لها يرتبط بقدرتها على إدارة منظومة الصحة بها، وأن يكون لديها بنية أساسية قوية لهذه المنظومة؛ فكلما كانت الدولة لديها القدرة على تنفيذ بنية أساسية قوية في مجال الصحة، وتستطيع تقديم رعاية صحية أفضل لمواطنيها، كانت فرص تحقيق التعافي الاقتصادي أكبر، ولذا فلقد أصبحت صناعة الدواء والمستلزمات الطبية في صدارة أولويات أجندة الحكومات في كل دول العالم.
لفت الدكتور مصطفى مدبولي، إلى نقطة مهمة وهي أن تأمين وتوافر مخزون استراتيجي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المستلزمات الطبية والأدوية بات قضية أمن قومي تشغل كافة دول العالم، وهذا ما اتضح جليا في أزمة جائحة كورونا، وما شهدناه من تراجع كثير من الصناعات والتجارة بنسب تتراوح ما بين 14 و15 %، في الوقت الذي شهدت فيه صادرات وواردات قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية ارتفاعا على مستوى العالم بنسبة تتخطى 16%، مؤكدا أن الدولة المصرية من جانبها لم تقف مكتوفة الأيدي بل تحركت منذ اللحظة الأولى لظهور هذه الجائحة، وتحركت في إطار منظومة متكاملة ترتكز على سبعة محاور رئيسية، حيث اتخذت الدولة العديد من الإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحة المواطن، إلى جانب برامج التوعية الإعلامية، بالتوازي مع دحض كل ما يثار من شائعات في هذا الشأن، وكان الشغل الشاغل للدولة في هذه الفترة هو تعزيز البنية التحتية لقطاع الصحة، والحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة، من خلال تقديم مجموعة من الحزم التمويلية، وتوجيه أكثر من 11 مليار جنيه كدعم إضافي لقطاع الصحة خلال العام الماضي، لمواجهة هذه الجائحة، التي لم يشهد العالم مثلها خلال تاريخه.
كما أشار رئيس الوزراء، إلى الحزمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم الاقتصاد المصري بقيمة 100 مليار جنيه لمواجهة كورونا، بالإضافة إلى الحزم التمويلية والخطط التنموية من شركاء التنمية، لافتا كذلك إلى حرص الدولة على إعادة أبنائنا من الخارج ممن كان لديهم الرغبة في العودة إلى مصر في ظل هذه الظروف الاستثنائية، والذين تجاوزت أعدادهم أكثر من 320 ألف مواطن.
أكد رئيس الوزراء أنه طبقاً للمعايير العالمية فإن مصر تعتبر من أوائل الدول التى اتخذت إجراءات سريعة جداً وفورية للتعامل مع جائحة كورونا، وهو ما مكَّن الدولة المصرية أن تُعد من أقل الدول تأثراً بهذه الجائحة، لافتا إلى أنه بحلول شهر مارس2020 تم البدء فى تطبيق العديد من الإجراءات الاحترازية والوقائية، فى الوقت الذى لم نكن ساعتها نشهد تسجيل أي حالات ايجابية للفيروس، مستشرفين فى ذات التوقيت ضغط الطلب على المستلزمات الطبية، وهو ما دعا الدولة إلى اتخاذ بعض التدابير، ومنها منع تصدير بعض المنتجات والخامات الطبية الاستراتيجية، سعياً لتأمين متطلبات واحتياجات السوق المحلي، وهو ما مكننا من عدم التأثر بصورة كبيرة من تداعيات هذه الأزمة .
جاء ذلك خلال كلمة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم في افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مدينة الدواء المصرية بمنطقة الخانكة في محافظة القليوبية، التي تعد من أكبر المدن من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين بالدولة.