هذا هو الأحد الذى يطلق عليه فى الصوم “أحد التجربة”.
انجيل هذا اليوم من (متى ٤: ١-١٣ ) يعلمنا كيف جرب إبليس الرب فى البرية بعدما صام أربعين يومًا وأربعين ليلة.
“ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ”.
تجرأ إبليس على الرب يسوع فجربه بالتشكيك فى كونه إلها “إن كنت أنت ابن الله …”. جربه فى الأساس الذى يحتاجه البشر وهو الخبز، ثم بالتشكيك فى وعود الله، ثم بعرض كل ممالك الارض عليه ان خر وسجد له أى إن اعترف به “إلها”.
فإن كان إبليس لم يستح من أن يجرب ابن الله، فهل نتوقع ان ننجو نحن من تجربته؟ وان كان قد جرب الرب بعدما صام، فهل نتوقع ان يرحمنا نحن فى ضعفنا البدنى ونحن فى الصوم؟ الإجابة هى بالتأكيد لا. ونحن بالقطع أضعف من إبليس وليس لنا قوة لمحاربته. لكن الرب غلب إبليس بكلام الحياة.
إذا كنا على يقين أننا لابد أن نجرَّب من إبليس، فلنزداد أيضا يقينا أننا يمكننا أن نغلبه بكلام الحياة وبقوة وقدرة رئيس الحياة. فلنطلب من الرب أن يعيننا وينقذنا من تجارب إبليس، فهو الوحيد القادر على قهره.