توفيت طبيبة أمريكية سوداء، تدعى سوزان مور، في مدينة إنديانابوليس، عاصمة ولاية إنديانا الأمريكية، بفيروس كورونا بعد أسابيع من اتهامها طبيبًا بحرمانها من تلقي الرعاية الطبية المناسبة بسبب عرقها. بحسب موقع البي بي سي.
وقد توفيت الطبيبة مور، البالغة من العمر 52 عاما، يوم الأحد في مستشفى محلي مختلف عن ذلك الذي كان يعمل به الطبيب الذي اتهمته.
وكانت سوزان مور، قد قالت في مقطع فيديو مصور وهي على سريرها في مستشفى نورث الجامعي بولاية إنديانا إنها اضطرت إلى “استجداء” العلاج.
ونشرت في الرابع من ديسمبر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تصف كيف استهان الطبيب بآلامها، رغم أنها كانت تبكي وتعاني من صعوبة في التنفس، وقالت إنه كان أبيض البشرة.
وقالت: ” لم يفحص رئتي، لم يلمسني بأي طريقة، لم يجر أي فحص لجسدي، أخبرته أنك لا تستطيع أن تخبرني بما أشعر به”.
وأذكت تجربة مور ووفاتها غضبًا بشأن الفوارق التي يواجهها الأمريكيون السود فيما يتعلق تقديم الرعاية الصحية الأمريكية.
وبشكل عام فقد أظهرت أزمة كوفيد-19 ما يعانيه كل من هو ليس أبيض داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أُرسل في مايو الماضي أكياس جثامين بدلًا من معدات طبية ووقائية مركز صحي مجتمعي يعالج السكان الأصليين بالولايات المتحدة الأمريكية في منطقة سياتل، بعد أن طلب هذا المركز في دعوة عاجلة إمدادات طبية.
وبحسب بي بي سي، فقد أعرب المستشفى عن تعازيه، مضيفًا أنه يأخذ الاتهامات المتعلقة بالتمييز مأخذ الجد، لكنه لا يمكنه التعليق على مرضى بعينهم.
وقال بيان المستشفى : “بوصفنا مؤسسة تلتزم بالمساواة وتقليل الفوارق العرقية في الرعاية الصحية، فإننا نأخذ اتهامات التمييز مأخذ الجد ونحقق في كل ادعاء”. مضيفًا: “ندعم التزام وخبرة مقدمي الرعاية لدينا، وجودة الرعاية المقدمة لمرضانا يوميا”.
وتشير دراسات إلى أن ذوي البشرة السوداء أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا مقارنة بذوي البشرة البيضاء. إذ تشير دراسة إلى أن الأمريكيين السود أكثر عرضة بواقع ثلاث مرات على الأرجح للوفاة بالفيروس مقارنة بالأمريكيين من ذوي البشرة البيضاء.
وتجدر الإشارة إلى أن سوزان مور رحلت وخلفت وراءها إبنها، هنري، البالغ من العمر 19 عاما، ووالديها، وهما يعانيان من مرض الخرف، وفقا لصفحة “جو فاند مي”، التي أُطلقت بغية المساعدة في تغطية نفقات الأسرة، واستطاعت بالفعل جمع ما يزيد على 102 ألف دولار.
وجاءت نتيجة فحص مور إيجابية الإصابة بفيروس كورونا في 29 نوفمبر، ودخلت المستشفى مصابة بحمى شديدة مع سعال يصاحبه نزيف وصعوبة شديدة في التنفس، وبالرغم من كونها طبيبة إلا أنها عانت من أجل الحصول على رعاية.
وأوضحت سوزان مور أنها اضطرت إلى التماس الحصول على جرعات “ريمديسفير” المضاد للفيروس، وطلبت إجراء فحص لصدرها، ويُقال إن الطبيب أخبرها ذات مرة أنها غير مؤهلة للحصول على الدواء، وعليها العودة إلى المنزل.
وقالت مور في مقطع فيديو على فيسبوك: “جعلني أشعر كما لو كنت مدمنة مخدرات، كان يعلم أنني طبيبة، أنا لا أتعاطى المخدرات، كنت أتألم”.
وكتبت مور أنها طلبت محاميا طبيا، وطلبت نقلها إلى مكان آخر، وخرجت في النهاية من المستشفى، لكنها اضطرت إلى العودة بعد ساعات بسبب معاناتها من انخفاض ضغط الدم والحمى.
وقالت: “هكذا يُقتل السود. عندما ترسلهم إلى المنزل، وهم لا يعرفون كيف يكافحون من أجل أنفسهم”.
وتضمن منشورها تحديثا لاحقا أشار إلى أن كبير مسؤولي الفريق الطبي بالمستشفى قال إن الموظفين سيتلقون تدريبات مختلفة، بيد أن الوعد بتقديم اعتذار من الطبيب الذي اتهمته بالتمييز لم ينفذ.
وخلصت ورقة بحثية، نشرتها دورية “الصحة العامة” الأمريكية عام 2015، إلى أن “معظم مقدمي الرعاية الصحية لديهم تمييز ضمني إيجابي تجاه ذوي البشرة البيضاء، وسلبي تجاه ذوي البشرة السوداء”.