منذ نياحة الأب الفاضل القمص سيداروس عبد المسيح – كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف النجار كولومبوس أوهايو – والذي انتقل من عالمنا يوم السابع من ديسمبر الجاري وأحباؤه وأولاده بالخدمة الكنسية يتذكرون ويروون مواقف له عديدة من حياته ، والتي أثرت فيهم بشكل كبير .
ترجع إحدي هذه الذكريات للقمص سيداروس عبد المسيح ، عندما كان لا يزال طفلاً ويحمل اسم “محروس” ، وكان يعاني من مرض “الكساح” ، والذي حرمه هذا المرض من أن يواكب أقرناءه اللعب بمرحلة الطفولة ، والتي يحكي عنها الأب الراحل في كتاب” قديس ملوى وشفيع البياضية ” والذي كتبه القمص سيداروس عبد المسيح وكان يحكي فيه عن جده ووالده الكاهنين وأيضًا ذكر بعض المواقف الخاصة به شخصيًا .
فيحكي أبونا سيداروس عبد المسيح عن مرحلة مرضه وهو طفل ويقول :” كم كانت فترة قاسية وأنا صغير وأرى بعيني الأطفال يلهون ويلعبون ، بينما لا أستطيع السير أو الحركة بسبب مرض “الكساح” ، وكنت فقط أراقب بعيني الأطفال وهم يلعبون من حولي ، وكنت أجلس بجوار جدي “الكفيف” وأستمتع بالحديث معه ، كان هذا كل ما أفعله”.
ويتابع ويقول :”طفت محمولاً على أذرع أمي ومربيتي المرحومة “سنيورة” على كل أطباء ملوي المنيا وأبو قرقاص دير مواس .. بلا جدوى ، ثم استسلمنا للوصفات الطبية البلدية كشرب لبن غير لبن البقر والجاموس – والدهن بجلد الثعبان – وكل طيور غير مستأنسة و النوم في حفرة بالأرض تحت لفح الشمس .. إلى آخر الوصفات التي ذكرها في الكتاب ، ولم تأت كلها بأي نتيجة أيضًا ” ، ويحكي قائلاً :”وأخيرًا ظنوا أن وراء مرضي هذا عمل سحري ، لأن رجلاً أذكره ويدعى المقدس شفا ، وآخر يسمى المقدس غبريال مر كل منهما على البيت وقالا :” معمول له عمل” ، وفك العمل يحتاج إلى حجاب ألبسه وماء أرتشفه ، وهنا خرجت من فم الطفل الصغير “محروس القمص عبد المسيح” مقولة لا أدري كيف صنع منظومتها..
حيث قال الطفل :” أفضل أن أعيش طول عمري مكسحاً ، ولا يشفيني الشيطان”.
وشجعني جدي ووالدي الكاهنان . وأبكم الأصوات التي كانت تنادي بـ المحاولة والتجربة ، وحينئذ صنع الله لي عجائب كثيرة شهد وقائعها الدكتور طوبيا أخنوخ الميري ، الذي رآني بعدها بأربعين سنة واقفاً على قدمي بعد صلاة القداس الذي خدمته بمدينة ملوي ، وهو يقول لي : أنا حضرت مؤتمر طب للأطفال بلندن وحكيت لهم هذه القصة ، ولم يصدقوا وكلفوني أنا والحالة نسافر إلى لندن لإعادة الكشف وعمل أبحاث ، ولكني لم أكن أعرف أين ألقاك بعد هذا العمر الطويل لأحاول الاتصال بك.
جدير بالذكر أن قداسة البابا تواضروس الثانى قدم خالص العزاء للأنبا سارافيم أسقف إيبارشية أوهايو وميتشجن وإنديانا ولمجمع كهنة الإيبارشية فى نياحة الأب الفاضل القمص سيداروس عبد المسيح ، كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف النجار بكولومبوس أوهايو ، ويلتمس عزاءً سمائيًا لأسرته المباركة ولكل محبيه وأبنائه ، طالبًا لنفسه البارة النياح والراحة والنصيب الصالح والميراث الأبدي مع جميع القديسين.
والأب الراحل شغل مسئولية وكيل مطرانية المنوفية ، ووكيل الكلية الإكليريكية بها قبل سفره للخدمة بأمريكا ، وهو سليل عائلة كهنوتية عريقة فى إيبارشية ملوى ، جده هو المتنيح القمص سيداروس أخنوخ (الملقب بسيداروس الكبير) كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس بالبياضية ، ووالده هو المتنيح القمص عبد المسيح سيداروس كاهن الكنيسة ذاتها ، وكذلك شقيقه الأصغر القمص سيداروس سيداروس عبد المسيح.
أخبار ذات صلة