عندي شجرة ياسمين هندي في الجنينة بأحبها قوي وكتير أخد الزهرة منها واستنشقها بعمق كده وأحس “الله. إيه الجمال ده؟؟” من كام يوم قامت ريح شديدة وفجأة بصيت لقيت ورقها كله تقريباً على الأرض. اتسحبت روحي كده بقهرة بس علطول حاجة جوايا فكرتني إني ياما ده حصل قبل كده ورجعت الشجرة اتكسيت تاني بورق جديد وزهر جميل. المهم؛ جذور الشجرة تفضل ثابتة مكانها وتتسقي علطول.
اللي بيصبرني على الليل إني متأكدة إن وراه نهار. الشمس طالعة طالعة. يمكن حد من اللي بيقرا بيمصمص شفايفه ويقول أصلها مش عارفة؛ ده الموت لسه خاطف حد من حبايبي. مين هيرجَّعُه تاني؟ شمس إيه اللي هتطلع وورق إيه اللي هيرجع؟ بس اللي عايزه أقوله والإيمان بيه ماليني هو إنه حتى الموت لينا فيه رجاء. لو عارفين مصدر الرجاء ومانح الحياة وثابتين فيه، حتى لو حد من حبايبنا مشي من أرضنا وغاب من حياتنا، احنا عارفين ومتأكدين إن ده فراق مؤقت وهنرجع نتقابل تاني في حتة فيها حياة دائمة وماحدش فيها هيرجع يختفي تاني للأبد. ده احنا حتى مش هنحتاج فيها لمواسم تروح وتيجي ولا هنستنى شمس بعد ليل، لإن مش هيكون في ليل أصلاً هناك “لأن الرب الإله يُنير عليهم .. إلى أبد الأبدين.” “وَسَيَمْسَحُ ٱللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ ، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ ، وَلَا يَكُونُ حُزْنٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ ، لِأَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلْأُولَى قَدْ مَضَتْ».” رؤيا ٤:٢١
ما تيجوا نتمسِّك بالرجاء ده.