نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن موقع هاآرتس الإسرائيلي، ماكتبه عالم الآثار فيليب بوهستروم عالم الآثار عن اكتشاف وتركيب عرش هيرودس انتيباس.
وتجري حاليًا –وفقًا للعديد من وكالات الأنباء – إعادة بناء القصر الذي يقع على قمة الجرف المطل على البحر الميت.
وقد تم اكتشاف حجرة العرش في قلعة مكاور بالقرب البحر الميت بالأردن.
سُمّيت قلعة مكاور في المصادر اليونانية والرومانية باسم مكاريوس Machaerus (باليونانية Μαχαιροῦς والتي يقرأها البعض مشيروس). وبحسب فلافيوس يوسفيوس فإن الأميرة سالومة ابنة هيروديا رقصت هناك أمام الملك هيرودس أنتيباس
ويقوم علماء الآثار بعملية إعادة بناء جزئي للموقع الملكي في القصر الذي بناه هيرودس الكبير والد هيرودس أنتيباس – على ما يبدو كإضافة لمقر إقامة في الأصل الملك المكابي ألكسندر جانيوس حوالي 90 ق.م.
وقال عالم الآثار: “أقيمت قلعة مكاور على بعد 32 كم جنوب غربي مأدبا (الواقعة وسط المملكة الأردنية) منذ أكثر من 2000 عام على جرف يطل على البحر الميت – وفي الأيام الصافية للمعبد في القدس، تشير الكتابات الحاخامية إلى أن دخان القرابين يمكن رؤيته وهو يتصاعد من مذابح الهيكل في القدس على طول الطريق (مشنا 3 ، تاميد 3.8)
وأضاف قائلًا: “المصدر الرئيسي للمعلومات عن السلالة الهيرودية هو المؤرخ الروماني اليهودي فلافيوس يوسفيوس، الذي عاش في القرن الأول الميلادي. وفقا له، كان هيرودس يهوديًا، على الأقل اسميا، لأن شعوبهم – الأدوميين – قد أجبرت على الختان من قبل حاكم المكابيين يوحنا هيركانوس الأول في حوالي 125 قبل الميلاد”.
وبحسب العالم فيليب بوهستروم: “لقد ضاع التاريخ الحقيقي للهيروديين، لكن يوسفيوس يخبرنا أن ملك المكابيين ألكسندر جانيوس عين أنتيباترا لحكم إدوم، والذي يعتبر مؤسس السلالة الهيرودية.”
وقد حكم انتيباترا اليهودية (المنطقة التي كان تخضع حكم مملكة يهوذا والتي منها اصطلح كلمة “يهودي”) بعد نهاية الحكم المكابي بدخول الرومان بلاد الشام بقيادة بومبي.
وقد تقاسم ابني أنتيباترا الحكم من بعده، الذي كان هيرود الأكبر أحدهم، حيث عينهم ماركوس أنطونيوس لحكم المنطقة. وقد انفرد هيرودس الكبير بالحكم بعدما قُتِل أخيه. وهو الذي ذُكِر في الأصحاح الثاني من إنجيل متى، عندما زاره المجوس بحثًا عن السيد المسيح. وإلى جانب ذلك فإن هيرودس الكبير اشتهر بإعادة بناء هيكل سليمان، وهو البناء الذي تم تدميره عام 70م.
وقد خلف هيرودس الكبير أخيه هيرودس انتيباس، وهو الذي ورد اسمه في الكتاب المقدس قاتلًا للقديس يوحنا المعمدان، وقد ظن أن السيد المسيح هو يوحنا المعمدان عندما سمع عنه (مر6: 16-28) وكأحد القضاة الذين مثل أمامهم السيد المسيح (لو 23: 7-12)
وبدأ التحقيق الأثري في ساحة القلعة في عام 1980، بحسب سبوتنيك. وظلت منطقة عرش سلالة هيرودس غير متكشفة. ثم كشفت الحفريات الأخيرة التي قام بها فريق فرنسيسكاني مجري بقيادة البروفيسور جيز فوروس عن أسس العرش الهيرودي.
“مستوى الأرضية الأصلي مفقود، ومع ذلك، يشتبه علماء الآثار في أن العرش أسس على منصة مرتفعة يمكن الوصول إليها عن طريق السلالم وهو موجود في الأردن، يقع على قمة الجرف المطل على البحر الميت”.
في العام الماضي، قام علماء الآثار بتفكيك الجدار الحديث أمام العرش التي تم ترميمه حديثا، وحفروا قاعة العرش حتى الصخر، كما يقول فوروس، وكانوا يعملون على ترميم مكانة العرش.
يقول فوروس: “خلال أعمال التنقيب التي أجريناها، صححنا العديد من عمليات إعادة البناء الخاطئة من الحفريات الأثرية السابقة”.
ويصف عالم الآثار بورات الموقع بأنه: “موقع أثري لا مثيل له”، مشبها إياه بموقع مدينة بومبي الأثرية الإيطالية التي حفظتها الحمم البركانية الناجمة عن ثوران بركان فيزوف سنة 79 بعد الميلاد. ويؤدي درج عريض إلى أعلى جانب القبر إلى الردهة الرئيسية للقصر، وتوجد ثلاث طبقات من الأقواس الداعمة فوق الردهة منذ أن قرر هيرودوس دفن قصره، لكنه كان لا يزال بحاجة للوصول إليه عندما كان لا يزال على قيد الحياة”.
ويقول: “تحتوي الردهة نفسها على لوحات جدارية مخططة بألوانها الأصلية: الكستنائي والأخضر والأسود، مما يوفر أنماطا تحاكي الألواح الرخامية بما يتماشى مع الطراز الملكي في مملكة يهودا”.
وأضاف: “في أسفل الدرج على الجانب الآخر من القبر يقع المسرح الذي يتسع لحوالي 300 مقعد، والمقصورة الخاصة وغرفة الزيارة الملكية المطلة عليه، حيث قام هيرودوس باستضافة ماركوس أجريبا، الرجل الثاني في قيادة قيصر أوغسطس في العام 15 ق.م.”
ويشير بورات إلى أن هذه الزيارة كانت “مهمة للغاية لهيرودوس” مما دفع حاكم يهودا إلى إعادة تزيين غرفة الزيارة لتشمل سلسلة من الرسوم التي تحاكي النوافذ المفتوحة”.
يقول بورات: “ومع هذا، فقد اتبع هيرودوس التقليد اليهودي الذي كان يحرم تصوير الحيوانات والبشر، ولكن هنا كان كل شيء ممكنا”.