تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاري أسقف عام شبرا الجنوبية، نظمت “كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس” بأبو الفرج ندوة تثقيفية لإحياء الذكرى السابعة واﻷربعون لانتصارات أكتوبر المجيدة بإشراف وتنظيم القمص إبرام عبد السيد , راعي الكنيسة.
بحضورعدد من أبطال ورموز حرب أكتوبر منهم: اللواء مختار الفار, قائد وحدة العمليات الخاصة في حرب أكتوبر وأحد مؤسسي سلاح الصاعقة , اللواء أ.ح معتز الشرقاوي , صاحب أول أسير , أحد رجال الصاعقة , واللواء مجدي شحاته ضمن أبطال الكتيبة ٢٨٣ صاعقة , و الرائد سمير نوح , بطل المجموعة 39 قتال والبطل محروس رزق بطل المظلات و صائد الدبابات والأستاذ محمد الشافعي رئيس تحرير دار الهلال , المؤرخ العسكرى, زغلول وهبه الدفاع الجوي صواريخ الكتف السام 7….وعلى مدار ساعتين تحدث الحضورعن الدور الذي لعبه رجال العمليات الخاصة ما بعد النكسة حتى حرب أكتوبر وتهدف الندوة التثقيفية الى تعزيز الانتماء وتعريف الأجيال الجديدة من الشباب بالبطولات التي قدمها أبطال حرب 1973، فضلا عن رفع الوعي لدى الشباب وتحفيزهم لاتخاذ قدوة من هؤلاء الأبطال الذين ضحوا من أجل الوطن واسترداد أراضيها.
افتتحت الاحتفالية بإطلاق السلام الجمهوري وقدم فريق الكورال عدد من الترانيم منها احفظ بلادنا يارب وافتتحت الاحتفالية بكلمة الدكتور عادل النادي منسق الأمسية ضمن رجال القوات المسلحة, حيث قدم الشكر للكنيسة المصرية وأثنى على دورها الوطنى وإصرارها واهتمامها بتكريم رموز القوات المسلحة المصرية مؤكدًا أن حرب أكتوبر غيرت المفاهيم العسكرية على المستوى العالمي وأصبحت حرب 1973 تدرس في أكاديميات العالم.
بث روح الانتماء وحب
وتحدث القمص إبرآم عبد السيد , راعى كنيسة مارجرجس بأبي الفرج لـ”وطني”، قال إن هدف إحياء الذكرى التاريخية لحرب أكتوبر والانتصار العظيم هو لبث روح الانتماء وحب الوطن وجيش مصر لدى الأجيال الصغيرة من الشباب ، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في زيادة الوعي الوطني لديهم, فضلًا عن اعتزازي الأجيال الجديدة ببطولات أسلافه بجيشه القوي والقوات المسلحة انتمائه الوطني وتقديره لكل انجاز مصري، موضحًا أن انتصار أكتوبر منح الحرية وأعاد لنا أراضينا المسلوبة وأن الأجيال الجديدة والشباب يجب أن تعلم وتعى معنى روح أكتوبر وكيف حقق الجيش المصري هذه المعجزة بأيدي أبطالنا المخلصين، قادة وضباط وجنود ، موضحًا إن مثل هذه الندوات تهتم بتوعية الشباب لتكون خطوة مميزة، خاصة في مواجهة الأفكار المتطرفة, , مؤكدا على اهتمام الكنيسة المصرية بتكريم بعض رموز القوات المسلحة.
حقبة مهمة بتاريخ مصر
ومن جانبه أكد اللواء اركان حرب مختار الفار , قائد وحدة العمليات الخاصة في حرب أكتوبر واحد مؤسسي سلاح الصاعقة , اذا كان هناك بطولات فالبطولات للشهداء من رواد الصاعقة المصرية , مؤكدا انهم الابطال الحقيقين هم اركان حرب الاستنزاف , ذكرأن الاجيال الجديدة بحاجة لمثل هذه الندوات الثقافية لتجسد تلك الحقبة المهمة بتاريخ مصر, مشيرا إلى أن انتصارات اكتوبر روت قصة كفاح وإصرار على آفاق مستقبل شعب مصر بعد العبور واسترداد أرضنا , واستطرد العديد من القصص خلال حرب الاستنزاف : قبل حرب أكتوبر بفترة بسيطة كلف الرئيس السادات البطل مختار الفار بمهمة خاصة وخطيرة وهي تأسيس وإنشاء مجموعة لإعداد وتجهيز مسرح العمليات والتي أطلقوا عليها بعد الحرب الفرقة 999 لمقاومة الإرهاب ومهمتها مراقبة العدو في سيناء وزرع أفراد ذوي مهارة خاصة للاختلاط باليهود وداخل المعسكرات الإسرائيلية لمعرفة كل شيء عن تحركات جيش العدو في سيناء بالتفصيل , واستعد بتجهيز مجموعة للمواجهة واتجهوا للكهوف الموجودة بجبل عتاقة ولأول مرة يتم استخدام الجمال في حمل الأسلحة والذخيرة وتم تشوينها في الجبال وبدأت معركة مجموعة الوحوش مع كتيبة إسرائيلية فقام بتدمير وإبادة الكتيبة بالكامل واستشهد في هذه العملية النقيب شريف هزاع وأثناء الحرب قام البطل مختار الفار ومجموعته بالعبور في الساعات الأولي يوم 6 أكتوبرلسد منافذ مدافع العدو الإسرائيلي في المواقع الحصينة المواجهة للجيش الثالث الميدانى على طول المواجهة لتسهيل عبور قواته دون اعتراضها من مدافع العدو الثقيلة كما قام البطل بتدمير أكثر من 14دبابة إسرائيلية أثناء حرب أكتوبر.
شارك في 9 عمليات ضد العدو
اللواء أ.ح معتز الشرقاوي , صاحب أول أسير في وضح النهار خلال حرب الاستنزاف أحد رجال الصاعقة والذى بدأ حديثه بطرح سؤال للشباب اى جيل هى من وجهة نظركم أفضل وكانت الإجابة هى الجيل الحالي من الشباب هو الأفضل الذي خاض وواجه حروب الجيل الرابع والخامس والسادس والحروب الشرسة فى سيناء وما زال صامدا… اللواء معتز الشرقاوي , الذي شارك في 9 عمليات ضد العدو في حرب الاستنزاف منها عملية لسان بورتوفيق والتي جاء من خلالها بأول أسير اسرائيلي في وضح النهار وقام بعمل كمين هز اسرائيل لان القتيل قائد جبهة سيناء الجنرال “جافيتش” وما نفذه في التدريب والاستنزاف كرره في العبور وحضر مشهد رفع العلم المصري على نقطة “لسان بور توفيق” بيد اسرائيلية مرتعشة ومهزومة, قائلا: كان موقعي في “وادي لصان” و”وادي معين” و”الشيخ زويد” ضمن كتيبة صاعقة وفي يوم 11 يونيو عرفنا بالانسحاب واستطاع قائد الكتيبة الرائد سيد الشرقاوي ورئيس العمليات النقيب أحمد شوقي قيادة الكتيبة للانسحاب حتى قناة السويس دون التعرض للقوات الإسرائيلية وعبرنا القناة وكان في انتظارنا الرائد- في ذلك الوقت “حسن الششتاوى” وصدرت الأوامر بالتحرك في اتجاه بورسعيد وتمركزها في مدرسة بورسعيد الثانوية و مدرسة اشتوم وكلفنا بالمساعدة الصيادون في التقاط الشاردين من بعد بحيرة البردويل .
كمين جافتش
نفذ العديد من العمليات إلا أنه يأخذنا إلي محطة فارقة في حيته وهي كمين الجنرال الإسرائيلي جافيتش قائد جبهة سيناء الذي نفذه ليلة 15 ديسمبر 1969 صدرت له الأوامر بعمل كمين أثناء زيارة شخصية هامة لموقع إسرائيلي “عرف فيما بعد أنه الجنرال جافيتش قائد جبهة سيناء” وقام بعبور الضفة الشرقية ليلا ومعه 9 أفراد منهم ملازم حديث التخرج قدري نصر الله شيرازي وعند الوصول أعد الكمين علي الطريق الذي تستخدمه القوات الإسرائيلية للوصول إلي سيناء وظل بالموقع من منتصف الليل حتي ظهر اليوم التالي دون أن تراه طائرات الاستطلاع الإسرائيلية وفي هذه الأثناء كانت تقوم مجموعة علي الساتر الترابي بقيادة النقيب حمدي الشوربجي بإخباره بكل تحركات الجانب الإسرائيلي وفي تمام الثانية عشرة ظهرا أبلغه النقيب حمدي الشوربجي ان سيارة جيب إسرائيلية قادمة ضربها وفجرها وقتل القائد الإسرائيلي وسائقه وكان من غير المجدي أن يحضره معه وقد صار جثة فأخذ الكتافات وعليها الرتب والمحفظة وشنطة الوثائق كلها كأدلة وظل النقيب الشوربجي يوجه المجموعة حتي عادوا ونزلوا إلي القوارب وكانوا يمرون في طريقهم علي الكتيبة مشاة ك 36 فانطلقت صيحات “الله أكبر” جميلة تصاحبهم حتى عودتهم.
معركة رأس العش
وعن الدور الذي لعبه وعن معركة رأس العش يقول: في أحد الاجتماعات جاءت تعليمات بالتليفون لقائد الكتيبة موجزها “بورفؤاد ما تقعش في ايد الصهاينة” فنهض القائد وهو يتكلم بالتليفون ورد بقوة “تمام يا فندم.. لو بورفؤاد اتخذت تبقي تتاخد فوق جثثنا”.. وتحركنا وكان أحد أصحاب الفضل في نجاح العملية مهندساً بهيئة قناة السويس لا نعرف اسمه حتى الآن وهكذا استطاعت معركة رأس العش في أول يوليو وبعد أيام من هزيمة يونيو أن تظهر معدن الجيش المصري فقام 22 فرداً بتدمير 12 مدرعة ودبابة مما يثبت أننا لم ننل فرصتنا في حرب 67 وتكتلت علينا عوامل أخري سواء التخطيط الاسرائيلي الذي بدأ قبلها ب 6 سنوات أو التحرشات والتدخلات الأمريكية للشوشرة , ولكن رأس العش كان بداية الانتفاضة التي استمرت من خلال حرب الاستنزاف وحتي تحقيق نصر أكتوبر, وتحدث عن دوره ضمن المجموعة حيث كان في فصيلة في منتصف السرية وقام بضرب دبابتين وحصل علي أسير وحمله من ظهر الدبابة ونقله إلي القارب وتركه هناك ليعود ويكمل مهمته حيث وضع المتفجرات في الملجأ لينسفه بالكامل وتنتشر الأشلاء وقامت المجموعة بالتجول في النقطة الحصينة سابقا لما يزيد عن ساعة حتي صدر أمر الانسحاب ويلخص اللواء الشرقاوي الوضع قائلا “ذهبنا 140 وعدنا 141 .
200يوم خلف خطوط العدو
اللواء أركان حرب مجدى أحمد شحاتة، الذي كان ضمن أبطال الكتيبة ٢٨٣ صاعقة ، حيث قضى مع زملائه نحو ٢٠٠ يوم خلف خطوط العدو ، إلى أن عادوا والتقوا المشير”أحمد إسماعيل، الذي كرمهم على مجهودهم في الدفاع عن أرض الوطن وقال اللواء : إن حرب يونيو 1967م نشبت أثناء دراستي بالمرحلة الثانوية مما زادني إصرارًا على أن ألتحق بالكلية الحربية لأكون أحد المشاركين في معركة الكرامة وتحرير كل شبر في أرضنا الحبيبة، وقد وفقني الله سبحانه وتعالى في الإنضمام ضمن طلبة الكلية الحربية وتخرج منها برتبة الملازم في نوفمبر 1969م، وانضميت لوحدات الصاعقة فور تخرجي , قائلا: “كانت مهمتنا عمل كمائن خلف خطوط العدو وعرقلة تحركاته بالقرب من مطار أبو رديس بجنوب سيناء، خلال حرب 6 أكتوبر، ونفذنا عمليات خلف خطوط العدو أهمها عملية “السبت الحزين” التي أوقعت بالعدو خسائر فادحة خلال حرب الاستنزاف، حيث دمرنا دبابتين وخمس سيارات لنقل الجنود و قمنا بأسر مجنداً إسرائيلياً. واستطرد: وصلتنا تعليمات بضرورة نقل الكتيبة قبل إعلان ساعة الصفر إلى منطقة نائية بالقرب من الزعفرانة ومنطقة الكريمات لتلقي التدريبات هناك , مؤكدا أن مهمتنا كانت عمل كمين على الطريق السريع لحظة الوصول إلى المكان المحدد، ننتظر حتى مرور قوات العدو في نقطع عليهم الطريق والإشارة “هي الله أكبر” لكي نبدأ في “إسخان العدو بطلقاتنا”، أو ” الله أكبر مع ضرب دفعة في معدات العدو”، أبدا بإطلاق الإشارة للكتيبة تمطرنا العدو بسيل لا منتهى له من الأخيرة حتى نقضي عليهم , وبالفعل تحركنا في عدة محاور، كل محور منها عدة طائرات، وكنت ضمن المجموعة التي توجهت إلى “وادي سدرة” في “أبو رديس”، وبعد أن وصلت في أول طائرة انتظرت بقية الطائرات، وبعد طول انتظار لم تصل سوى طائرة واحدة فقط ، واستشهد جميع جنود المجموعة، لم يتبق منهم سوى “مجدي شحاتة” الذي ظل أكثر من ١٢ يوما في مطاردة مع العدو بحثا عن أي ناجٍ من الفرقة ينقذه من العدو ولكي تشاء الأقدار ان يحمل هذه الملحمة البطولية للأجيال القادمة , يروي: بعد استشهاد زملائي أصبحت وحيداً قررت التوجه إلى الشمال للانضمام إلى باقي القوات باتجاه “وادي بعبع.
اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم
قال الاستاذ محمد الشافعى رئيس تحرير دار الهلال والمؤرخ العسكرى, أنه يجب دراسة حرب أكتوبر والاستنزاف في المدارس دعمًا للحاضر وبناءً للمستقبل، وأن تسليط الضوء على الأبطال يعزز قيم الانتماء والوطنية لدى الشباب والأبناء وأضاف:أن المعجزة تحققت خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو عام 1970، حيث انطلقت صواريخ الدفاع الجوى المصرية لتفاجئ أحدث مقاتلات العدو التى تهاوت على جبهة القتال المصرية وانهار التفوق للعدو الجوى فوق جبهة قناة السويس ولتضع فى عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973, مشيرا إلى أن رجال الدفاع الجوي، سطروا في الثلاثين من يونيو عام 1970 بأحرف من نور صفحات مضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية بالإعلان عن اكتمال بناء حائط الصواريخ على امتداد جبهة قناة السويس وبدء تساقط طائرات العدو الجوى معلنةً بتر ذراعه الطولى.
شارك في أكثر من 35 عملية
ومن جانبه أكد الرائد سمير نوح , أحد أبطال المجموعة 39 في حرب أكتوبر: تأسست المجموعة 39 في أعقاب النكسة، وذلك بعد أن صنعت أمريكا صاروخا لصالح إسرائيل، سبب الكثير من المشكلات، بحيث إن كل سيارة كانت تمر من الإسماعيلية إلى بورسعيد أو أي موقع يتم ضربها، ووقتها كان الخبراء السوفييت يرغبون في الحصول على الصاروخ الذي طورته أمريكا لصالح إسرائيل لكي تستطيع معرفة مداه ووضعه, مؤكدا أنه لولا حرب الاستنزاف ما كانت حرب أكتوبر وقد قالها المشير حسين طنطاوي أنه لولا حرب الاستنزاف لما قامت حرب أكتوبر حيث ساعدت في جس نبض الجندي الإسرائيلي الجبان وكنا نعبر كثيرا وكان لنا أكثر من اسم في الجرائد مثل رجال الصاعقة يقتحمون القناة.. وهذا لإيهام العدو أننا عدة مجموعات وليست مجموعة واحدة ووصف موشى ديان المجموعة 39 بالأشباح , وأضاف: شاركت في أكثر من 35 عملية كما شاركت في جميع عمليات أكتوبر إلى أن استشهد الرفاعي قبل أذان الجمعة يوم 19 أكتوبر 1973 وكنت بجانبه على بعد 50 مترًا , شعورنا ونحن نعبر القناة وخط بارليف , كسرنا ذراع القوات الإسرائيلية كلها
صائد الدبابات
البطل الرقيب محروس رزق عطاالله… استطاع بمفرده تحطيم ١٣ دبابة اسرائيلية في قطاع الفرقة السابعة في حرب أكتوبر , وهو ثاني جندي في الجيش المصري في تحطيم عدد كبير من دبابات العدو ونال نتيجة بطولته نوط الجمهورية وعدد من الأوسمة وشهادات التقدير من ابطال سلاح المظلات في حرب أكتوبر 73 المجيدة من قوة الكتيبة 645 التابعة للواء 140 مظلات , وقال: إن ما يحدث فى سيناء اشرس مما واجهنا فى حرب اكتوبر فى مواجهة مع أشباح………… واختتمت الاحتفالية بتكريم عدد من أبطال ورموز حرب أكتوبر , حيث حرص القمص ابرام عبد السيد على تكريم الأبطال المشاركين فى الاحتفالية وتقديم شهادة شكر وتقدير.