حول ارتداء قناع الحماية الصحية من فيروس كورونا داخل الكنيسة، قال المطران نيقولا أنطونيو مطران طنطا والمتحدث باسم كنيسة الروم الأرثوذكس .
إن هناك مَن يَدَّعون أن إرتداء قناع الحماية الصحية من فيرس كورونا أو عدم ارتدائه في الكنيسة يتوقف على إيمان الشخص. فمَن كان له الإيمان الكافي بأنه لن يصاب بالمرض، فلا حاجة له لارتداء القناع لأنه لن يصاب. أما قليل الإيمان الخائف فله أن يرتدي القناع لأنه سوف يصاب بالمرض.
وتساءل المطران نقولا هل في الكنيسة يُقَسَم المصلون إلى “هذا مُصلّي مؤمن” و”هذا مُصلّي غير مؤمن”. إن مَن يروج لهذا هو صاحب بدعة؛ لأنه مَن يحكم على المُصلين إن كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين سوى الله المطلع على خفايا قلوب البشر. إن مَن يروج لهذا يزرع الشقاق بين المصلين، ويعثر الأخ، أو الأخت، الذي، أو التي، في ضعف، ويلوث العلاقات الإنسانية.
لنسمع بولس الرسول القائل: “احْكُمُوا بِهذَا أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ”، “وَلَسْنَا نَجْعَلُ عَثْرَةً فِي شَيْءٍ لِئَلاَّ تُلاَمَ الْخِدْمَةُ”، “انْظُرُوا لِئَلاَّ يَصِيرَ سُلْطَانُكُمْ هذَا مَعْثَرَةً لِلضُّعَفَاءِ”.
وأضاف المتحدث باسم كنيسة الروم الأرثوذكس لـ”وطني”، أن ما يُصيب البشر من أمراض هو بسماح من الله من أجل التأديب والتهذيب، حتى الموت نفسه هو بسماح من الله. فالقديسين أنفسهم كثير منهم مَن كان مريضًا، ولا أحد يمكنه أن يشكك في إيمانهم، وكانوا يتلقون العلاج في المستشفيات. لنسمع بولس الرسول القائل: “لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا”. أو يكون ما يصيب البشر هو بسبب شرورهم، بتخليق الفيروسات في المعامل.
مَن يروجون لعدم إرتداء قناع الحماية الصحية في الكنيسة بحجة قوة الإيمان، إنهم يجربون الله بأن عليه أن يقي من المرض مَن يؤمن به. وكأن الله في حاجة إلى البشر ليكون إلهًا، وليس العكس بأن البشر في حاجة إلى الإله خالقهم. فالله نفسه في وصاياه للشعب الإسرائيلي يقول لهم: “لاَ تُجَرِّبُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ”، كما اسشهد يسوع بهذه الوصية في قوله للشيطان: “مَكْتُوبٌ أَيْضًا لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ”.