نقابل الكثيرين في حياتنا يعانون من مشاكل السمنة وغير مهتمين بالأمر كثيراً ، ولكن هناك من يعلن العصيان على ذاته ويقرر أن يتبع نظام غذائي يفقده الكثير من الكيلوجرامات في غضون أسابيع قليلة ، والسؤال هو كيف نفقد هذه الكيلوجرامات الزائدة بهذه السرعة ؟؟ هل فقد هذا الوزن الزائد بسرعة يمثل خطورة على الصحة أم أنه أمر طبيعي ومفيد ؟؟
هذا ما يجيب عنه ابانوب البرت – اخصائي التغذية العلاجية و الإكلينيكية – جامعة ستانفور قائلا : في بداية عملي كمتخصص تغذية علاجية و اكلينيكية جاء الي ذات يوم مريض يسألني عن طريقة فقد ١٠ كجم كل أسبوع ، لأنه يعاني من زيادة ٦٠ كجم فوق وزنه الطبيعي ، فهو يريد أن يفقد هذا الوزن الزائد في أقل من شهرين بأسرع طريقة ممكنة !! و انة لا يطيق الإنتظار لأوقات طويلة !!
ويلقي ابانوب ألبرت بعلامة تعجب أمام هذا الطلب لانه أشبة بالخيال العلمي !! فحتى عمليات السمنة المفرطة لا تحقق هذه النتيجة بهذه السرعة ، فلن يفقد الشخص كل هذا الوزن الذي اكتسبة في سنوات حياته كلها في مدة لا تزيد عن ٤٤ يوما فقط !! وأمام هذا التحدي العلمي طرحت على هذا الشاب الذي يبلغ من العمر ٢٨ عاما عدة أسئلة ، عرفت منها أنه يعاني أمراض السكري وإرتفاع في ضغط الدم ، وحالته الصحية سيئة لدرجة انه نقل على أثرها عدة مرات للمستشفى .
ويستطرد أبانوب ألبرت قائلا : بعد نقاش طويل مع هذا الشاب الذي لاحظت اضطرابه النفسي من خلال كلامه ورغبته الجامحة في أنقاص وزنه بسرعة رهيبة غير مكترث بأضرار هذة السرعة علي صحتة ، عرفت أن معاناته النفسية ليست نتيجة معاناته من الأمراض الجسدية ، ولكن جاءت نتيجة مشكلة عاطفية مر بها منذ فترة قصيرة ، أفقدته اتزانه وأثرت علي حياته بالكامل . من هنا أعلن غضبه ورفضه للحالة التي يوجد عليها ، وقرر إنقاص وزنه بأكبر سرعة ممكنة ليستعيد ثقته في نفسه، يريد أن يرى نفسه في عيون الآخرين شخص جميل و رائع ، ويتمتع بالحب والاحترام والقبول من الجميع ، أما بالنسبة لصحته الجسدية ومعاناته من الأمراض العضوية فهو غير مبالي بها ولم تكن هي الدافع الحقيقي وراء قرار إنقاص وزنه .
ويعلن أبانوب ألبرت الحقيقية قائلا: عزيزي القارئ أن عادة ما تكون الأهداف النفسية و الإجتماعية في مسألة فقد الوزن هي المسألة الأساسية و ليس الجزء الجسدي و الصحة العامة !! ففي “بعض الأحيان” يكون الهدف الأهم هو الصحة النفسية خصوصا علي المدي القريب لمساعدة المريض في تخطي أزمة نفسية قد تعرض لها أو حتي لازال بداخلها مثل ”
كلمات التنمر من الأشخاص المحيطين به ، علاقة عاطفية فاشلة ، معاناة الرفض في المقابلات الشخصية للعمل بسبب هيئته ، معاناته من العزلة بسبب خجلة من الخروج مع اصدقائه إلى الشواطئ العامة …. و غيرها الكثير من الأسباب النفسية ” . وفي بعض الأحيان يكون لنجوم السينما و المجتمع أثر كبير في هذا !! حيث أن التطلع لمظهرهم يكون حافز كبير في رغبة الأشخاص في تغير شكلهم بالكامل و كل هذا رائع ، ولكن يبقي السؤال طارحا نفسه ما هي المشكلة في شخص ما يريد فقد ٦٠ كجم من وزنه بأي طريقة في شهرين !؟ أليست تراكم الدهون مضرة !؟ فما الخطاب إذا من فقد الكثير منها في اسرع وقت !؟ و كيفية الوصول لفقد أكبر قدر من الدهون في أسرع و أقصر وقت ممكن ، دون حدوث أي أضرار جسمانية لهذا القرار و متي يجب فعل ذلك . هذا ما يجيب عنه أبانوب ألبرت في الجزء الثاني من الموضوع .
ومن الجدير بالذكر أن أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية والإكلينيكية – جامعة ستانفورد، ومحاضر التغذية الإكلينيكية بالأكاديمية الدولية للإدارة العربية ومحاضر التغذية العلاجية والرياضية بشركة روتابيوچين الدوائية و شركة ايجي فارما .