لم يكن أحد يتصور أن الكنيسة ستغلق أبوابها في يوم من الأيام .. هذا ما قاله القس بافلوس نبيل ، والذي تداول نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي ” فيسبوك ” مقاطع فيديوهات مصورة يظهر فيها وهو يتحدث مع دُمًى أو “عرائس” بطريقة مشوقة ويجذب من خلالها “الأطفال” المسؤول هو عن خدمتهم بكنيسة مارمينا والبابا كيرلس السادس ،والذي كان لنا معه هذا الحوار لمعرفة القصة كاملة ..
وفي حوارنا مع الكاهن المسؤول عن الخدمة عرفنا بنفسه قائلاً :”أسمي بافلوس نبيل أيوب .. كاهن كنيسة مارمينا والبابا كيرلس السادس .. بمنطقة ” أم زيغو ” بالعجمى محافظة الإسكندرية التابع لقطاع غرب الإسكندرية ، تحت رعاية سيدنا الأنبا إيلاريون الأسقف العام ، وتم رسامتي منذ سنة ونصف وخدمت مع أبونا “برنابا” ..
القصة بدأت منذ انتشار فيروس كورونا والقرار بغلق الكنائس واتباع الإجراءات الاحترازية لمكافحة وباء الكورونا ومنذ القرار لم أكن أعلم ما سأفعله في خدمتي مع الأطفال وأنا أرى كل الرسائل الموجه للكبار عبارة عن تعزية في أزمنة الوباء ورسائل يتقبلها الكبار ويعرف قدرها وأهميتها ، أما بالنسبة للأطفال فالأمر مختلف بشكل كبير ، ويجب خدمتهم بشكل جاذب وهذا ما كُنت أبحث عنه ، حتى جاءتني الفكرة وهي عبارة عن ” شو Show / ” أو عرض بسيط كمقطع فيديو يكون أبطاله عبارة عن عرائس تجذب اهتمام الطفل ويظل متابع تفاصيل الحديث ولا يمل من مشاهدته .
وبالفعل اقترحت الفكرة على أبونا “برنابا” والذي رحب بها وتحمس ليعرضها على سيدنا الأنبا ” إيلاريون ” والذي وافق عليها أيضاً ، وتحدث عن الفكرة أيضاَ مع تاسوني أريني وهي زوجتي والتي يقع عليها دور كبير معي ، فهي التي ترتدي العرائس في يديها وتحركها ، وهي جالسة أسفل المكتب معي لمدة طويلة أثناء التصوير .
لم أكن أعرف أن تحضير مادة تصلح للتصوير يأخذ وقت كبير ، فالحلقة الواحدة تأخذ منا قرابة الأسبوع لنعد حلقة واحدة نقدمها للأطفال ، واتذكر في البداية كنا نبث الفيديوا على موقع الفيسبوك “لايف” بشخصيتين هما “ظاظ” و”فلفل” ثم أنضم لهم أيضاً شخصية “موكا”.
تابع القس “بافلوس” قائلاً :” قبل الكهنوت كنت أخدم في كورال” قلب داود” لأني أحب الأطفال جداً ، وكنت أعرف خادم يُدعى “مايكل سامي” وعرضنا عليه أن يساعدنا في تعليم الأطفال الموسيقى مع العرائس ووافق، وظهر أيضاً معنا ً الفنان ” باسم بولس ” والذي شارك الأطفال تعليم فن الرسم ، ولمسنا فرحة الأطفال الكبيرة ونسبة الإقبال مع العرائس وتعليم مهارات والإقبال على الحلقات ، كل هذا أسعدنا بطريقة كبيرة ، وكنا في غاية السعادة ، وبالرغم من أننا نخدم فى منطقة بسيطة ، وجدنا المتابعة في كل مصر ، بل أنها بنعمة ربنا وصلت لكندا وأمريكا ، وتم عمل حلقة باللغة الإنجليزية لكنيسة بكندا .
https://www.youtube.com/watch?v=YMVOsM09SLI
ذكر القس “بافلوس” وجدنا من المناسب بعد أن سمح الرب بإنتشار الخدمة والتي كانت تقدم بشكل بسيط في بدايتها ، فقط عن طريق بث “لايف” على موقع الـ “فيسبوك” ، وجدنا لزوم الإهتمام بـ “كوالتي” الفيديوهات حتى تصبح مناسبة لأطفالنا بالخارج ، وهنا استعان بالشاب ” بيتر ثروت ” والذي يقوم بمساعدتنا في المونتاج والتصوير والصوت ، وقد خصصت غرفة في المنزل لعملية تصوير بالإستعانة بأشياء بسيطة مثل كشافات الكهرباء وأدوات بسيطة حتى نوصل الخدمة بشكل لائق .
https://www.youtube.com/watch?v=TL6FkoKSvyM
ولكننا لا نقوم بالتصوير بشكل مستمر لأنه مكلف ، فنقوم أحياناً بالتصوير عبر الـ”لايف” على الفيسبوك ، واحياناً على برنامج “زووم” .
وتحدث القس “بافلوس” عن أهمية الخدمة والإفتقاد ، حيث قال : “أنا شايف دلوقتي أن الإفتقاد أكثر من قبل ، لإننا كنا نعتقد الكنائس ستظل مفتوحة ، ولم نحسب حساب الوباء وكيفية الوصول لكل أطفال بالكنيسة ، وهو في المنزل ، والأطفال بطبيعتها تملك طاقة ، ولذلك فكرنا في فكرة “مهرجان اون لاين” والخدام يقومون على تجهيزه الآن ،وحالياً “ظاظا وفلفل” يقوموا بالأتصال بالأطفال في أعياد ميلادهم وبتهنئتهم .
وأنهى القس “بافلوس” حديثه قائلاً : ” أنه يرى المجهود المبزول من الخدام في فترة الوباء ، وكيفية الوصول لكل مخدوم ، بأي طريقة كانت ، فالخادم يجب عليه تقديم المسيح بصورة تفرح ، والخدام أيضاَ استطاعوا تقديم المحبة ، وأتذكر قول لأبونا “برنابا” عند وقت رسامتي ، قال لي :” لو مفيش محبة .. يبقى مفيش خدمة ” ، وأنا رأيت بعيني كمية الحب لخدام وخادمات الكنيسة والإهتمام بتوصيل المسيح لكل بيت ، فتوصل بـ “ظاظ” و”فلفل” أو توصل بخادم أو خادمة أو حتى طفل صغير .. ولكنها ستصل ستصل .. وأنا أؤمن أنها سوف تصل ، ونصلي جميعاً في النهاية حتى يرفع الرب عنا هذا الوباء .