هى سمة متأصلة فينا منذ الجذور من عهد قدماء المصريين، نعم نحب الضحك والمرح، ونبتكر أحلي دعابات، حتى فى أشد الأوقات ضيقا نهون على أنفسنا بالضحك والسخرية . هل كنت تعلم أن المصريين القدماء هم الرواد فى مجال الدعابة على مستوى العالم وعرفهم هيرودت في سرديته الشهيرة “هيرودوت يتحدث عن مصر” بأنهم شعب يحب المرح والدعابة؟
تقول الباحثة عزة عزت فى مقال منشور لها بمجلة ذاكرة مصر أن قدماء المصريين كانوا شعبًا خفيف الظل، ومسليًا لأقصى درجة، وأنهم أول من استخدموا روح الدعابة والسخرية للتعبير عن حياتهم. ونظرًا لعشق المصريين القدماء للفكاهة والضحك، فيقال إنهم اعتقدوا أن العالم خلق من الضحك، فحين أراد الإله الأكبر أن يخلق الدنيا أطلق ضحكة قوية فظهرت السماوات السبع، وضحكة أخرى فكان النور، والثالثة أوجدت الماء إلى أن وصلنا إلى الأخيرة خلق الروح.
كما وجدت الرسوم على جدران المقابر التى تسخر من الحياة الاجتماعية عند الإفراط فى الشراب، أو بسبب كسل الحراس، أو أثناء العمل بين عمال البناء، وكذلك فى المشاهد الخاصة بالحلاقة، وقد وصلت الفكاهة إلى قمتها فى عصر الملك إخناتون، نظرًا للحرية الشديدة فى التصوير.
في مقبرة “أوخ حتب” من آثار الدولة القديمة، نشهد رسمًا لأحد الخدم يشوي أوزة بالغ الرسام في حجمها، وجاء التعليق المصاحب على لسان الخادم يقول “من قديم الأزل وأنا أقوم بالشواء، أتوجد أوزة بهذا الحجم في الدنيا”
وفى احد مناظر الرحلة التي أرسلتها الملكة حتشبسوت عبر البحر الأحمر إلى بلاد بونت يصور الحمار الذي كانت تمتطيه (آتي) زوجة حاكم بونت ومكتوب اسفله : الحمار المسكين، الذي يحمل زوجته.
وفي موسوعة أقدم النكت في التاريخ فى إحدى البرديات المصرية القديمة التى يرجع تاريخها إلى عام 2600 قبل الميلاد، وتقول النكتة، إن رجلاً في مصر القديمة أراد التخلص من جاريه المزعجين اللذين يعملان في الحدادة والنجارة ويقع دكان أحدهما على يمينه والآخر على يساره، فأعطى كل منهما مبلغاً من المال لينتقلا من دكانهما، لكنه فوجئ في اليوم التالي بأن الحداد قد انتقل إلى دكان النجار وأن النجار قد انتقل إلى دكان الحداد.
وفى نكته أخرى ترجع الى القرن الرابع قبل الميلاد سأل الحلاق الفرعون: كيف تفضل يا مولاي أن أقص لك شعرك؟، فأجابه الفرعون: في صمت
الإله بس:
هو اله الضحك والموسيقي والمرح عند قدماء المصريين وكان يقام له احتفال مبهج فى شهر هاتور وكان الناس يرتدون فى الاحتفال اغطية رأس مزركشة وتقام مسابقات نحت على قشور ثمار القرع العسلي والتى يظهر بس على صورتها كما تقام فقرات ضاحكة احتفالا به وبزوجته الإلهة تاورت ربة الولادة وراعية المواليد
وكان بس وزوجته يرسمون على قوائم سرير نوم الملك ونجده مرسوما على سرير توت عنخ آمون بالمتحف المصرى لانه كان يعتقد أنه يمنح الحظ للمتزوجين حديثا ولم يكن ل بس معبد خاص كما لغيره لأنه كان شعبيا مكانه فى البيوت والقرى .