هناك قول مأثور في الصين يتداوله الصينيون دائما وهو”نأكل كل شيء بأرجل ما عدا الكراسي والطاولات”، وربما هذا ليس بعيدًا عن الحقيقة. حيث تعتبر دولة الصين من اشهر الدول المعروفة في العالم بتناول شعبها الأكلات الغريبة والمقززة في بعض الاحيان .
فالشعب الصيني يتناول الحشرات والديدان وأغرب الأطعمة التي لا يمكن تناولها في أي بلد أخر،وبعد انتشار فيروس الكورونا المستجد في أحد أسواق مدينة “ووهان” الصينية لبيع الحيوانات الحية،و تسجيله لأكثر من مليون و400 ألف إصابة بالفيروس ووفاة أكثر من 80 ألف انسان حتى الآن، اتجهت أصابع الاتهام إلى الأكلات الشعبيةالصينية، ورجح اغلب الأطباء أن الفيروس انتقل للإنسان بسبب تناول أحد الحيوانات أو الحشرات الغريبة هناك.
ولكن يظل هناك تساؤل عالق في الذهن وهو ما سبب أكل الصينيون الحيوانات البرية والاطعمة الغريبة، هل بسبب العادات والتقاليد، ام بسبب الكثافة السكانية ام هناك اسباب اخري، وهذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية.
– السبب المباشر في خلق تلك الثقافة والعادات هو المجاعات، التي كان بدايتها منذ عام 108 قبل الميلاد، واستمر تزايدها بنسب متفاوتة، كل سنة تقريبا، وكان حدوثها يخلّف أزمة عنيفة جدا في الموارد الغذائية، ومن هنا بدأوا في الاعتماد على أي شيء يصلح للأكل.
وخلال الأربعينيات من القرن العشرين، بعد وقوع الغزو الياباني، ثم الحرب الأهلية الصينية أصبح الوضع أكثر سوءا على معيشة الناس، ومع حالات القتل والتنكيل والتعذيب والفقر والجوع اعتمد الشعب على أكل أي كائن يقابلونه، وتم تسجيل حالات موت جماعي في مناطق متفرقة لعدم توفر الغذاء، وبسبب فشل بعض الصينيين في هضم أوراق الشجر، أكلوا الحشرات حية، وغدوا مطاردين للقطط وللكلاب في الأزقة والحواري لقتلها وأكلها.
– وبالطبع علينا ان نضع العادات والقوميات والاديان والثقافات المختلفة المتواجدة في الصين في الاعتبار،فهي تعد سبب آخر،فنحن نتحدث عن دوله بها حوالي 56 قوميه مختلفة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1,4 مليارنسمة.
– ورأي آخر جاء على لسان “شيو وي” وهي مناهضة لأكل لحوم الكلاب والقطط والحيوانات البرية وتتكلم اللغة العربية وتقوم بعمل فيديوهات لها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ترد فيها علي تساؤلات متابعيها عن عادات الصينيون وتقاليدهم، قائله في الصين لا يوجد اكل محرم ولكن معظم الاكلات تعتبر خيار يرضخ للرغبات الذاتية لكل شخص،وتابعت، بالنسبة لي انا من قوم مان وفي ثقافتنا محرم اكل لحم الكلاب،ويرجع سبب ذلك إلي ان كلب انقذ احد ملوكنا،منذ ذلك الحين امر الملك عدم ضرب الكلاب وقتلها واكل لحومهم ،بل والأكثر من ذلك أنه بعد موت الكلب يلزم دفنها بشكل جيد وضع فرع من اوراق النبات على قبرهم، للتعبير عن الاحترام.
ففي بعض الاماكن في الصين تشتهر بأكل الكلاب خاصة في محافظة “يولين” حيث يوجد بها ما يسمى بمهرجان لحم الكلاب، إلا انه على الجانب الآخر خرج العديد من الصينيين في مظاهره احتجاجيه ضد إقامه مثل هذه المهرجانات، مطالبين بضرورة الرفق بالحيوان رافضين اكل لحوم القطط والكلاب.
– وتابعت شيو وي، في الصين يعيش حوالي 120 مليون بوذي،وكما يعرف الجميع فالبوذية تحرم اكل جميع انواع اللحوم ،حتى “البيض” والسبب في هذا يرجع الى اعتقادهم في “الحركة المستمرة بعد الموت” او مفهوم الحياة في شكل كائن آخر ، والتي يتشارك بها جميع الكائنات مع البشر والحيوانات في الكون،فهم لا يأكلون اي من الحيوانات .
– وقالت :”اما في التبت فتختلف العادات الغذائية تماما ،فهم يأكلون لحوم البقر والخرفان والخنازير، بينما لا يأكلون لحوم الاسماك والطيور والحيوانات ذات الحوافر المستديرة مثل الحمار او الحصان او الغزال، والسبب هو عادات دفن الموتى “السمائي والدفن المائي” ويعتقدون ان الاسماك والطيور تأكل رفات المتوفين، لذلك لا يأكلونها.
– اما عن “لماذا يقوم الصينيين بأكل لحوم الحيوانات البريه الغريبة ؟!، فقالت شيو وي على ما اظن ان هذه التصرفات ايضا تتعلق بالثقافة الصينية، في نظر الصينيون يعتقدون ان هناك تواحد وانسجام بين البشرية والطبيعة، يؤمنون ان الاشياء الطبيعية تكون افضل واكثر فائدة، معتقدين أن اكل الحيوانات البريه يفيد الصحة و يقويها، وكذلك يقوي مناعة الجسم، اضافه الى ذلك فقد كانت الحيوانات البرية النادرة، تعتبر اطباق علية القوم في الصين،وأطباق خاصة لعائلات الاباطرة،في أسرة “تشينغ” الصينية منذ مئات السنوات،ماجعل اكل اللحوم البرية أصبح مع الوقت رمز للمكانة الاجتماعية ،وبدأ هذا المفهوم ينتشر بين الكثيرين حتى وصل لوقتنا الحالي.
وفي ضوء ذلك، تعرف على أبرز الأكلات الشعبية في الصين والتي يُتهم بعضها بنقل فيروس كورونا، ومنها على سبيل المثال:
– الضفادع: فهي من الأطعمة المنتشرة في الصين، تقدم مشوية أو مقلية مع الحساء، ويقبل الصينيون على تناولها اعتقاداً بأنها تمنحهم الشباب الأبدي والحيوية لكونها غنية بالبروتينات.
-الأخطبوط الحي: من أغربالأطعمة الشعبية في الصين ويقدم طبق الأخطبوط الحي مع الصوص الخاص ويتم تناوله حياً.
-الصراصير: من أكلات الشارع الشعبية في الصين ويتم تحميصها وتقدم مقرمشة.
-الفئران المشوية: بالرغم أن الفئران سبب الكثير من الأوبئة إلا أن هذا لا يمنع الصينيين من تناولها، بل تعد من الأطباق الشعبية الشهية.
-شوربة السلاحف: من الأطباق المشهورة في الصين وتقدم أجزاء السلحفاة مع الحساء.
-شوربة الخفافيش: من الأطعمة المنتشرة في الصين وهي عبارة عن خفافيش تضاف إليها التوابل المختلفة ويتم طهيها حية.
وبعد تفشي فيروس كورونا، وما تردد عن أسباب ظهوره، استثنيت القطط والكلاب التي تستخدم أقلية من الصينيين لحومها، للمرة الأولى، من قائمة رسمية للحيوانات القابلة للأكل، والتي ستشكل محور تشريع من السلطات الصينية.
وقد نشرت وزارة الزراعة والشؤون الريفية هذا النص الذي سيخضع للتداول حتى الثامن من مايو، وهو يحدد قائمة بالحيوانات التي يمكن تربيتها من أجل لحومها وفروها، أو لغايات طبية، ولا تضم القائمة الجديدة الكلاب والهررة “القطط”.
وقد قامت مدينة زوهاي، بإصدار أمرا يتماشى مع مقترح الحكومة، الذي يعتبر “الهررة والكلاب حيوانات للرفقة المنزلية وليست مخصصة للأكل”.وكانت شنجن أول مدينة صينية تحظر تناول لحوم الحيوانات الأليفة.وستطبق المدينتان الحظر اعتبارا من 1 مايو.