كان كل واحد يسير في طريقه .وكانت الحياة تتحرك بمنتهى السرعة.كانت الأرض تمتلىء من خطوات البشر حتى تشعر ان الأرض ضاقت وما عادت تتسع البشر، حتى زار فيروس كرونا الأرض وفجأة صمت الجميع وأغلقت الدول على نفسها وانقطع الإتصال مع البشر بعضهم البعض.لتعلن السماء ان الله وحده هو المتحكم في مملكة البشر، ليشعر الإنسان أنه في حاجة إلى الله مهما كانت قوته وقدراته. وارتفع قلب الإنسان إلى الله كطفل يشكو له قسوة الطبيعة ، ولكن ما الذي حدث.؟هل غضب الله على البشر.؟ ام أننا امام إله يستعرض قوته وجبروته.؟ ام ان الله المحب لم تهمه خليقته فرفضها وتركها فريسة تعاني الموت في وحدتها.؟ ولكني اعرف الله المحب الحنون الذي يندم على الشر.
(فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ(خر 14:32 ) وفي الحقيقة ان الله ليس مثل الإنسان يندم ولكنه أراد ان ينقل إلينا مشاعره بأسلوب يتفق مع طبيعتنا البشرية فهو مثل أب يضطر ان يؤدب أولاده لئلا يهلكوا بسبب تمردهم . ورغم خطايا البشر فقد وعد قائلا ٢١فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: “لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.)(تك21:8 ).الله هو ابونا وهو الذي يعرف طبيعة خليقته فقد سمح بغلق الكنائس لكي يعرف الإنسان قيمة بيت الله وقيمة جسد الرب ودمه فالله يعلم ان الإنسان يعرف قيمة الشىء بعد ضياعه..الله سمح بأن تأخذ البشرية أوقات هدوء وكأن السماء قد ضجت من ضوضاء البشر فأراد الله ان يجبر البشر على حياة الهدوء بعد ان تاهوا وسط الزحام فصمت الجميع لكي يتكلم الله.