على الرغم من الحالة الحرجة الذى نمر بها الان في مواجهة انتشار وباء كورونا الذي يجتاح العالم الان دون هوادة فان تعامل الحكومةالمصرية مع الازمة عكس نضج ووعي في نظرتها للمرأة العاملة ممااضفي ارتياحا نفسيا او كما لو كان بارقة نور وسط ظلام نفسي محيط.
فبمجرد أن اعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي تعليق الدراسة بالمدارس لمدة اسبوعين كإجراء احترازي تجاه انتشار وباء كورونا ، انتابالامهات العاملات صراعا ضاريا بين ارتياحهن لتعليق الدراسة حرصاعلي صحة اطفالهن وبين موقفهن في العمل خاصة وان دور الحضانةايضا اغلقت ، فكيف لأم تترك طفلها دون العاشرة او الثانية عشروحده في للمنزل لتخرج الى عملها ؟!
هذه الصورة معروفة لك عزيزي القارئ ولكن ما اود أن اسجله هنا هي المواقف المترتبة عليها سواء من الأمهات او من نواب مجلس الشعب أو من الحكومة لما لكل ذلك من مدلولات ايجابية في الرؤية المجتمعية والرسمية تجاه المراة
أولاً: لجوء الأمهات العاملات الي عمل هشتاج المجلس القومي للمراة يطالبنه باجازة للأم العاملة التى لديها أطفال صغار.. وأنا شخصياً تلقيت العديد من الرسائل الالكترونية تطالبني بمخاطبة المجلس القومي للمراة بذلك وقمت بمراسلتهم بالفعل، وهنا لأول مرة نجد المرأة المصرية تشعر بأن لها مجلس يستطيع أن يساندها ويؤازها بهذه الثقة والقوة.
ثانياً: مطالبات سريعة من أعضاء وعضوات بمجلس الشعب لمنح تلك الأم العاملة إجازة لنفس مدة المدارس مستندين على النص الدستورى الذي يلزم الدولة بتمكين المرأة من التوفيق بين أسرتها وعملها.
ثالثاً: استجابة سريعة من مديري ورؤساء بعض جهات العمل من إعطاء الأم العاملة الفرصة بالعمل من المنزل باستخدام الانترنت اذ تسمح طبيعة عملهن بذلك وكانت جريدة وطني واليوم السابع سباقة في ذلك .
رابعاً: استجابة مجلس الوزراء بمنح تلك الأم العاملة في القطاع الحكومي وقطاع الأعمال ولديها أطفال دون سن ال١٢ إجازة استثنائية موازية لنفس فترة تعليق الدراسة بالمدارس .
خامساً: لو كانت مطالبات مجلس الشعب صدرت من نائبات فقط لكان الأمر طبيعياً، وإن أشار أيضا لأهمية تمثيلها في البرلمان لمثل هذه الأبعاد الاجتماعية التى تكون النائبة أكثر حساسية لها، ولكن الأروع أن النواب الرجال أيضا طالبوا بذلك وهذا ما كنا نصبوا إليه بأن يكون الرجل نصيراً للمرأة وقضاياها لأنها في جوهرها قضية مجتمع بأكمله .
سادساً: إن دل كل هذا على شئ فإنما يدل على أن الجهود المبذولة عبر عقود طويلة لرد مكانة المرأة المصرية اللائقة بها، عندما كللت بإرادة سياسية داعمة وصادقة اثمرت ثماراً جيدة.
الشعور بالرضا والامتنان لكل ذلك نابعاً من ترجمته كإنعكاس لرؤية إيجابية صحيحة تجاه المرأة المصرية وأن ماتحصل عليه من منطلق دورها كأم لا يمثل إمتيازاً شخصياً وإنما لذلك الدور الاجتماعي الخطير الذي تقوم به في تربية ورعاية جيل جديد يقدم للمجتمع، فالأم هي الحصن الأول للنشئ، وفي الأزمات يظهر جلياً أن دورها لا يمكن استبداله مع آخرين .
وأخيراً، تحية لكل أم مصرية في عيد الأم ودمتي درعاً لأسرتك ولوطنك..
نادية برسوم
Nadia [email protected]