أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق أثار جنوب سيناء على أن هناك هضبة شهيرة بسيناء تقع بوادى حجاج وأطلق عليه هذه الإسم لمرور الحجاج المسيحيون القادمون من القدس للحج إلى دير سانت كاترين وقد بوركت هذه الهضبة بنقوش صخرية سجلها الحجاج المسيحيون أثناء عبورهم الطريق
ويضيف الدكتور ريحان أن هناك طريقان مشهوران للحج المسيحى بسيناء استعملا منذ القرن الرابع وحتى القرن التاسع عشر الميلادى وهما طريق شرقى وطريق غربى وكن الطريق الشرقى للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل سيناء ودير سانت كاترين ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليًا) إلى النقب ثم وادى الحسى إلى وادى وتير الذى تتوفر فيه المياه من بئر الحسى وبئر صويرا ويجاور وادى وتير أيضًا عين فرتاقة وبها جدول صغير يفيض بالماء طوال العام ثم يسير الطريق فى وادى غزالة إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية ثم يسير إلى سفح جبل جونة إلى وادى مارة ثم يدخل سفح جبل سيناء وطول هذا الطريق حوالى 200كم من أيلة إلى الجبل المقدس
ويشير الدكتور ريحان إلى أعمال مسح أثرى ودراسة لنقوش وادى حجاج قام بها ميخائيل ستون حين زيارته لسيناء عام 1979 وقد وجد بهذا الوادى نقوش أرمينية عددها 55 نقش أرّخها ما بين القرن السابع إلى العاشر الميلادى منها نقش لأحد المسيحيين يقول (أنا ذاهب حول موسى) يعنى جبل موسى وآخر يقول (أنا رأيت القدس) وأن وجود مثل هذا العدد من النقوش الأرمينية فى الطريق الشرقى بسيناء وعدم وجودها فى الطريق الغربى يدل على كم المسيحيين الأرمن القادمين إلى جبل سيناء من القدس
وعن سبب تزايد أعداد الحجاج الأرمن إلى دير سانت كاترين يوضح الدكتور ريحان أن الأرمن من مؤسسى الرهبنة بفلسطين وسيناء ومنهم الراهب الأرمنى إفثميوس منذ بداية القرن الخامس الميلادى أما صلتهم بدير سانت كاترين فبدأت مع لجوء منقطع أرمينى يدعى سرجيوس إلى سيناء عام 564م ويوجد مخطوطات أرمينية بالدير من أعمال حجاج أرمن، ومن خلال تأريخ النقوش الأرمينية بوادى حجاج دل على أن الأرمن قد استعملوا وادى حجاج من القرن السابع إلى الثالث عشر الميلادى