على الرغم من نعومة أصابعهما وصغر سنهما، لم ينتظر كريم ومحمد التوأمان من يعطي لهما مصروفاً أو يسعى عليهما من أجل استكمال دراستهما.
فقد جاء التوأمان إلى الحياة معا، ويسيران في الحياة جنبًا إلى جنب بحثاً عن لقمة عيش شريفة و أموال تعينهما على الدراسة والدروس الخصوصية ومتطلبات الأسرة.
التقت “وطني” بالصغيرين صدفة، حيث استقلينا توك توك أثناء متابعة أحد المشاوير الصحفية، فقال كريم طالب في الصف الثالث الإعدادي:”أنا ومحمد أخويا التوأم نمتحن الفترة دي امتحانات نصف العام، نذهب إلى الامتحان في الصباح ونذاكر ونعمل على التوك توك بعد الامتحان حتى صلاة العشاء، ثم نذهب إلى الدروس الخصوصية، و نعود إلى منزلنا مساءً لاستذكار الدروس ليلاً.
أما كريم، فقال :”الشغل مش عيب و السعي وراء الرزق مش عيب”، وأكد أنهما متفوقان دراسيًا، قائلًا:”إحنا بنلعب برضو زي كل اللي في سننا بس شوية لعب والباقي قيادة للتوك توك والمذاكرة والدروس الخصوصية”.
صغيران يعلما أجيالًا من رواد المقاهي كيفية تحمل المسؤولية، لسنا داعمين لقيادة التوكتوك وغير مرحبين بفكرة الدروس الخصوصية، ولكن ندعم السعي الحلال وراء لقمة العيش دون التسول والتلصص في الشوارع وإيذاء الآخرين، فهما طفلين اختارا أن ينفعا نفسهما والمجتمع.