أكد خبراء أسواق المال المشاركين في اللقاء الذي نظمته هيئة الرقابة المالية بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الهيئة، على أهمية جذب الشركات والمؤسسات الكبرى العالمية لسوق المال المصري، والإستفادة والتعلم من الأخطاء التي ترتكب في الأسواق المالية الأخرى، والعمل على نشر فكر التنمية المستدامة بين العاملين بالشركات الاستثمارية، مع الإهتمام بالخدمات الرقمية التي أصبحت عصب القطاع المالى.
أكد الدكتور محمد عمران رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية على أن مصر تواجة تحديات كبيرة منها الإستدامة المالية، وجذب المزيد من الاستثمارات والشركات إلى الأسواق المالية والبورصة، مشيرآ إلى أنه منذ شهرين كان لدينا جدول أعمال للوصول إلى نموذج يُحرك سوق المال المصري ودفعه إلى آفاق أرحب، والعمل على تشجيع القطاع الخاص ، مشددآ على أن زيادة النشاط فى البورصة يحتاج إلى المزيد من المشروعات الكبرى، وأن هناك إهتمام لجذب الشركات والمؤسسات المالية للبورصة، وأن مصر لها منهجآ عظيمآ فيما يخص سوق سوق الأعمال، مشيرآ إلى أن الأسواق المالية كانت الأفضل خلال الخمس سنوات الأخيرة حيث دخلت عدة شركات بالبورصة بداية من الشركة المصرية للإتصالات منذ سنوات عديدة .
وتحدث بول أندراوس الأمين العام لمنظمة IOSCO حول أهمية خلق فرص جديد فى ظل التنافسية العالمية الكبيرة في مجال التكنولوجيا المالية من خلال حاضنات الأعمال ومسرعات الإبتكار .
منوهاً إلى أهمية الإستفادة والتعلم من الأخطاء التي ترتكب في الأسواق المالية الأخرى، نُوصى بالنظر إلى الشباب فأنه شئ مفيد أن نستفيد من قدراتهم والعمل على جذب المؤسسات المالية الكبرى .
وقال كريم عوض الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار المجموعة المالية هيرميس: مازلنا نجد صعوبة في جذب الشركات إلى سوق رأس المال، منوهاً إلى تجربة شركة أرامكو وكيف إنها بدأت في طرح أسهمها سواء للأفراد أو المؤسسات بشكل يتسم بالشفافية، منوهاً أنه يجب فصل الإدارة عن حملة الأسهم في حالة الشركات العائلية، هناك حوالي 40 مليون شركة صغيرة ومنتناهية الصغر، تحتاج إلى نظم رقمية بسيطة تتناسب مع حجم نشاطهم، نحتاج في بنوك الاستثمار لأن ندخل منافسين في مجال الإقراض مع البنوك، منوهاً إلى أهمية نشر فكر التنمية المستدامة بين العاملين بالشركات، وأضاف: إن هناك خدمات كثيرة تؤثر في عمليات التمويل، وأن التقدم يحتاج إلى دعم الشركات الرقمية متناهية الصغر وأن يكون هناك استثمار خاص بهم، مشيرآ إلى أنه خلال العامان القادمان سيكون لهذه الشركات الصغيرة اسهامات أكبر في الاقتصاد المصري، مشددآ علي ضرورة دخول هذه الشركات في التنافسية مع البنوك حيث أنها منافس جيد، وألا يشترط لدخول هذه الشركات في المنافسة أن تكون شركات كبيرة مثل شركة “هيرمس”.
وشدد “عوض” علي أهمية إستخدام الكريدت كارت، حيث أشار إلي أن العديد من دول جنوب إفريقيا مثل دولة كينيا وغيرها يستخدمونه بشكل كبير في معاملاتهم النقدية، مشيرأً إلى أن مصر يوجد بها العديد من الاستثمارات في القطاع المصرفي.
أوضح وليم ميجيسون أستاذ المالية بعدد من الجامعات الأأمريكية أن نظام الخصخصة بدأ العمل بها منذ 30 عامآ، ومنذ عام 2002 عملت بها الولايات المتحدة، وأن هناك عددآ من التجارب في مجال الخصخصة التي خاضتها الدول المتقدمة وأدت إلى بعض التغييرات في السياسات الاقتصادية لتلك الدول، منوهاً إلى أن الحكومة المصرية إذا أرادت أن تتقدم فعليها أن تلجأ إلى الخصخصة شريطة الإرتكاز على مبدأ المساهمة والمشاركة في الأسهم الأمر الذي يدعو إلي الشفافية وفتح الباب أمام القطاع الخاص للمشاركة الفعلية في البورصة، مشيرآ إلى أن البحوث أثبتت أن الشركات التي تخضع للخصخصة تزيد كفائتها وربحيتها أيضآ.
وقال “ميجيسون”: “أنصح بوجود رؤية جديد وعميقة للخصخصة في مصر تساعد على المزيد من النمو، وأن معظم الشركات والمستثمرين يتم قيادتهم بواسطة النظم المالية الدولية، ويستطيعون توفير مصادر عديدة للتمويل، مما يؤدي إلى نمو حجم الأعمال ، منوهاً أن التفاعلات المالية في الولايات المتحدة كبيرة للغاية بفضل إتساع حجم المؤسسات المالية الخاصة، وأن 2% على المستوى العالمي يستخدمون نظام الكاش”.
وأشار رياض نوار مدير الخدمات الاستشارية في الشرق الأوسط وأفريقيا، بمؤسسة التمويل الدولية إلى أن التنمية المالية الشاملة فى العصر الحديث لا تتجزء عن التكنولوجيا الرقمية، وقال : لأبد أن يكون هناك خدمات رقمية أكثر تخدم القطاع المالي، ومازلنا نتحدث على الأشخاص الذين لا يستخدمون “الكريديت كارت” ، رغم إنتشار تكنولوجيات مثل الموبايل، نحتاج للأن نتحرك بشكل أسرع، لقد عملت في البنك الدولى وهذا ساعدني كثيراً في التعرف على الأمور المالية في أسوق آسيا وأفريقيا، لأبد أن نركز على الشركات متناهية الصغر، مطلوب إضفاء السمة المالية الرقمية على السوق المصري والتوسع في إستخدام “الكريديت كارت” ، منوهة إلى أهمية مشاركة المعلومات بما يعود على النمو المنشود في الأسواق المالية، منوهاً أن شركات القطاع الخاص الأمريكي إذ لم يلتزم بمتطلبات الرقابة المالية فإنها لا تستطيع أن تتقدم بتحقيق ما تنشده .