مساندة كبيرة حظى بها الطالب “جون منوت شول أجاك ” 16 عامًا بعد تداول فيديو التنمر الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر المقطع المتداول شابًا يُدعى سيد حسن وصديقًا له اعترضا طريق “جون منوت”، وحاولا الاستيلاء على حقيبته، وسط ضحك الشاب الثالث الذي يصور الفيديو، كما يظهر محاولة “حسن” تقليد لهجته في النطق بطريقة ساخرة.
وأثار مقطع الفيديو، الذي انتشر قبل أيام، غضب عدد واسع من المتابعين والنشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب السخرية من الفتى صاحب البشرة السمراء وتعرضه للمضايقة، وطالب بعضهم بالقبض على الشباب ومحاسبتهم، بعد اعتراض طريقه إلى مدرسة القديس “شارلس لوانقا” بالعباسية.
لم يكتف الشابين بالتنمر على الطفل الافريقي، بل قاما بنشر الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي وهم بجانب الشاب، الأمر الذي آثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي وطالبوا بضرورة محاسبة الشابين على تلك الواقعة المسيئة.
ومع انتشار الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بدأ الشابين الإدعاء أن الموضوع برمته عبارة عن «هزار» مع صديقهم السوداني.
وقال سيد حسن، صاحب فيديو واقعة التنمر على الطالب من الأصول الإفريقية إن هذا الشاب صاحبه وكان الفيديو على سبيل الدعابة لا أكثر، مؤكدا أنه جاره في المنطقة.
وعلق على الفيديو قائلا: «أهو يجدعان عشان الناس اللي قالت اني بضربو وبعذبه وده أساسا صاحبنا وإحنا فيديوهات مع بعض وده جاري، والصحافين اللي نشرو الفيديو أنتو متعرفوش حاجه ده صاحبي واحنا كنا بنهزر.”
فيما ألقت قوات الأمن المصرية، يوم الاثنين 18 نوفمبر، القبض على الثلاثة مراهقين المصريين، وأحيل المتهمون إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق، ، وذلك بعد أن قام الشباب في الفيديو بالسخرية والاستهزاء من الطالب جون مانوت، وبث الشباب الفيديو على موقعي «تيك توك» و«فيس بوك».
وفي تصريحات للطالب “جون” قال: أنه أثناء ذهابه للمدرسة في تمام السابعة صباحا، فوجئ بمجموعة من الشباب توقفه ومنعوه عنوة من أخذ حقيبته، وكان أحدهم يصوره بهاتفه الخاص، وظلوا يتندرون عليه طوال الفيديو المصور.
وتابع: “أنا مردتش عليهم لأني طالب في المدرسة، ولا بد أن أحترم المدرسة وأحترم البلد الموجود فيها، فهي في النهاية ليست بلدي”.
وأشار “جون”: في ناس بتشتمني وتقولي يا شوكولاته وبيحدفوا عليا حاجات وأكياس مياه، وبيفتشونى من غير حاجة”.
وعن ظروف اللجوء لمصر، بيّن “جون” أنه مولود بمصر منذ 16 عاما، فقد انتقلت أسرته من جنوب السودان لمصر بسبب الحرب التي نشبت بين جنوب وشمال السودان، وانتقلت لمصر بحثًا عن ظروف معيشية أفضل.
وتتكون أسرة “جون” من أب وأم و7 أخوات ذكور وبنت واحدة، يقيمون في عزبة مكاوي بمصر، ولا يعمل من الأسرة سوى الوالد فقط، فهو يعمل بفندق، والظروف المعيشية لهم صعبة جدًا.
فيما أكد والد الطالب السوداني “جون”، أمام نيابة حدائق القبة انه مستعد للتصالح مع المتهمين، وعلل ذلك بقوله: “مش عاوزين مشاكل.”
واعتبر الإعلامي المصري عمرو أديب، في برنامجه «الحكاية» عبر فضائية «إم بي سي مصر»، أن كشف الواقعة هو من أحد إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: «سعدت بالقبض عليهم حتى يكونوا عبرة للمجتمع. التنمر فعل مرفوض وإهانة الأطفال والتنمر عليهم يجب أن تتوقف».
وعلق المنتج المصري مدحت العدل، عبر حسابه على «تويتر»، بعد إلقاء القبض على الشباب الثلاثة، قائلاً: «المهم أن يأتوا بالطالب (ضحية التنمر) ليرى بنفسه عقابهم».
من جانبه، قال حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، إن ما تعرض له الطفل السوداني يدخل في إطار فرض السطوة، وهو ما يعاقب به قانون العقوبات المصري – في مادته 375 مكرر – بالسجن في مدة لا تقل عن سنة، وتصل إلى مدة ثلاث سنوات كحد أقصى، أو الغرامة التي تحدد وفقاً للقيد الوصفي للجريمة من قبل النيابة العامة. وتشير المادة القانونية إلى العقاب بالسجن لـ«كل من قام بنفسه، أو بواسطة الغير، باستعراض القوة أو التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما بقصد ترويعه أو التخويف بإلحاق أي أذى مادي أو معنوي به».
واستجابت إدارة منتدى شباب العالم، لمطالب بعض الإعلاميين بحضور الطالب السوداني “جون” صاحب واقعة التنمر, ووجهت دعوة له لحضور المنتدى القادم بمدينة شرم الشيخ، ولقاء الرئيس السيسي.
وقال الطالب الأفريقى “جون”: “أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى على استضافته لىّ بمنتدى شباب العالم، وسعيد بذلك جدًا، وأشعر بالفخر”.
وقال مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة “صناع الخير”: “الحمد الله يارب العالمين تواصل معايا إدارة منتدي شباب العالم الآن وأبلغوني بالموافقة علي حضور الشاب السوداني للمنتدى بحضور سيادة الرئيس”.
وأضاف زمزم: “والله حاجه تفرح القلب ورد فعل قوي من كل أجهزة الدولة شكرا لرجال الظل الذين يعملون في صمت، وشكرا للصديق محمود مملوك وموقع القاهرة ٢٤ اللي نشروا الفيديو بتاع تنمر الشباب المصريين بهذا الشاب الجنوب سوداني ونشرت بعدها بوست لإدارة المنتدي، واستجابوا علي الفور فكل التحية والاحترام لكم ولسرعة الاستجابة”.