احتفل متحف الفن القبطي، اليوم الأربعاء، بعيد رأس السنة القبطية “عيد النيروز” من خلال تنظيم فعالية بعنوان “كلمة سر”.
قالت جيهان عاطف مدير عام المتحف القبطي إن عام 284 م هو بداية التأريخ المسيحي في مصر وسمي بعام الشهداء، حيث تعرض المسيحيون المصريون لاضطهاد كبير من الرومان بأمر الإمبراطور دقلديانوس، والذي قتل في عصره 800 ألف شهيد، وصار العام علامة في التاريخ المصري وبداية لتأريخ السنة القبطية.
جاء ذلك في كلمتها خلال الاحتفالية التي نظمها المتحف صباح اليوم الأربعاء، وذلك احتفالا بعيد رأس السنة القبطي، حيث جاءت الاحتفالية بعنوان “كلمة سر”، تحت رعاية الدكتور خالد العناني وزير الآثار، وإلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف.
وتضمنت الاحتفالية معرضًا مؤقتًا لعدد من القطع الأثرية النادرة التي تحكي تاريخ الرمزيات المسيحية، ومعرضا آخر لصور الشهداء والقديسين من عمل طالبات كلية الفنون التطبيقية جامعة بنها، واللاتي شاركن بـ 9 لوحات ترصد مشاهد مختلفة من الاضطهاد المسيحي في مصر.
كما قدمت مدرسة كارميليت سان جوزيف فقرة فنية، عبارة عن عرض باليه للأطفال، تحت إشراف المدربة سارة سمير، وذلك على هامش الاحتفالية.
جدير بالذكر أن المبنى الحالي للمتحف القبطي تم افتتاحه عام 1910، ويرجع الفضل في إنشائه إلى مرقس باشا سميكة وكان أول مدير له، حيث يعد أكبر متحف في العالم لآثار مصر من المرحلة القبطية، ويبلغ عدد مقتنياته حوالي 16000 قطعة أثرية.
ويذكر أن عام 284 م هو بداية التأريخ المسيحي في مصر، وسمي العام بعام الشهداء، حيث تعرض المسيحيون المصريون لحركة اضطهاد ضخمة من الرومان بأمر الإمبراطور دقلديانوس، والذي قتل في عصره ما يقرب من 800 ألف شهيد، وقيل هم 300 ألف شهيد، وصار العام علامة في التاريخ المصري وبداية لتأريخ السنة القبطية. والنيروز اشتقاقًا من كلمة “ني يارؤ” ومعناها الأنهار، وهي توافق موسم الفيضان، وفيها يتم توزيع البلح والجوافة كعادة مسيحية ارتبطت بهذا العيد. وقدمت مدرسة كارميليت سان جوزيف عرض باليه أطفال تحت إشراف المدربة سارة سمير وذلك على هامش الاحتفالية. والمتحف القبطي يقع في مصر القديمة داخل حدود حصن بابلون والذي توجد بقاياه خلف مبنى المتحف؛ وقد بدأ تشييده أيام الفرس ولكن حدثت عليه العديد من الإضافات في عهد الإمبراطوريين الرومانيين أغسطس وتراجان ثم أضاف إليه من جاء بعدهم من أباطرة الرومان. لعب العالم الفرنسي (ماسبيرو) دورًا هامة في نشأة المتحف إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري. بعد ذلك طالب مرقس سميكة باشا عام 1893م بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون. وقد جاهد هذا الرجل طويلًا حتى تمكن من إقامة المبنى الحالي للمتحف الذي افتتح عام 1910 وعين هو أول مدير له. أما أول دليل للمتحف فتم نشره عام 1930. ويعد هذا المتحف أكبر متحف في العالم لآثار مصر من المرحلة القبطية وهو يضم الأقسام الآتية، وهي قسم الأحجار والرسوم الجصية، وقسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات، وقسم الأقمشة والمنسوجات، وقسم العاج والأيقونات، وقسم الأخشاب، وقسم المعادن، وقسم الفخار والزجاج. يبلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطي حوالي 16000 مقتنى وقد رتبت مقتنيات المتحف تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان ونذكر من أهم مقتينات المتحف، شاهد قبر من الحجر الجيري يظهر التداخل بين علامتي الصليب والعنخ نهاية القرن 4 م، قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية القرن 6م، نقش علي مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح القرن 7م، تاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد العنب القرن 7م، مسرجة من البرونز لها مقبض علي شكل الهلال والصليب القرن 13م، ويضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الاثاث الخشبية والأبواب المطعمة.
جدير بالملاحظة أنه يضم الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة، والألواح يمكن تمييزها، حيث قاموا بتركيبها في العصر الفاطمي أثناء القرن الحادي عشر والثاني عشر. والمجموعة تستقر في الجناح الجديد الذي يظهر مختلف الأنواع والطرز والموضوعات، مثل التصميمات الهندسية، لفائف نبات الاكانتس وأوراق العنب، وافريزات مزدانة بأرانب، طواويس، طيور، والأنشطة الريفية، مرورا بالتراث الهيللينستي والقبطي حتى الصيغ الفنية الإسلامية في مصر. ويضم المتحف القبطي مخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين وهو عبارة عن تحفة معماري.