الصناعة في مصر مرت بحقبات سياسية مختلفة أثرت تأثيرا مباشرا علي الحياة الاقتصادية والاجتماعية المصرية في ظل تحولات من رأسمالية حرة قبل الثورة إلي تحول اقتصادي موجه وتأميم لكل عناصر الإنتاج في مصر في عصر ساده المناخ الاشتراكي والشيوعية العالمية وفي ظل نظام عالمي انقسم الي معسكرين شرق وغرب ومحاولة إيجاد معسكر وسط (عدم الانحياز) أو (الحياد الإيجابي).
كل أشكال العملة السياسية قد انتهت الي قطب واحد وحوله عدة نجوم مرتبطين به بأشكال مختلفة إما تعاونا أو مصلحة مشتركة أو تابعا لمنفعة أو لمساعدة تأتي إليه أو شارد خارج دائرة الجذب السياسي للقطب الواحد ونجومه.
وهناك رأي بأن من هو ليس معنا فهو ضدنا وهكذا أصبحت الحياة السياسية الدولية في ظل نظام العولمة وتحت مسميات كثيرة للتعاون الدولي إلا أنها جميعا تصب لصالح القوي العظمي.
من هنا فإن مصر يجب أن تنتبه الي ما هو متوفر لها من مميزات وميزات نسبية في مجال الصناعة تأكدت ميزة مصر النسبية في صناعة الغزل والنسيج والتي لاقت خلال العقود الأخيرة إهمالا ما بعده إهمال ولم تسع أبدا لإحلال آلات حديثة أو لوضع سياسات زراعية للقطن تزيد من تميز مصر في إنتاجها لأقطان طويلة التيلة في العالم كله.
ومن الصناعات المهمة والتي لنا فيها ميزة نسبية
* صناعة الغزل والنسيج والصباغة والطباعة والتجهيز والملابس الجاهزة, هذه الصناعة تشمل فوق المليون ونصف عامل تقريبا أي أنها تقترب من 30% من القوي العاملة في مصر.
* صناعة الجلود ومنتجاتها وهي صناعة مصرية محترمة لها مركز وسمعة وسط أقرانها في العالم, ولعل الاهتمام بها جزء من اهتمام الدولة بصناعات مصرية ذات كثافة عمالية عالية مهنية وكان يؤهل لها في المدارس الصناعية بإعداد شباب ولكن اليوم اختفت تلك النوعية من المدارس!.
* الصناعات الغذائية والصناعات الزراعية وهي عديدة التي فيها ميزات نسبية كثيرة نفذت الحكومة برنامج تحديث الصناعة الذي انتهي تقريبا دون التأثير المباشر علي القاعدة العريضة من تلك الصناعات المصرية لأن الاهتمام كان يجب أن يصب في الثروة البشرية العاملة في تلك الصناعات دون الاكتفاء بمراكز التدريب التي أنشأتها وزارة الصناعة بقدرات محدودة حينما نقيس الأعداد المتدربة بحجم سوق العمل المصرية وإحتياجاتها من القوي البشرية.
فالاهتمام بالثروة البشرية في هذه الصناعات كانت تتطلب التعاون في مراكز التعليم علي المستوي الإعدادي والثانوي الصناعي في تلك التخصصات وكذلك التعاون مع الأقسام العلمية المتخصصة في جامعات حلوان, إسكندرية المنصورة وذلك باستكمال النواقص في هذه المراكز من معدات هذا متاح من خلال الاتفاقيات الأوربية المصرية وكذلك الاجتماع بالصناع الصغار في شبرا الخيمة والمحلة الكبري, وسمنود وكفر الدوار ودمنهور وأخميم في الصعيد.
كما أن هناك رغبة وأمنية أن نتوقف عن تصدير الأقطان طويلة التيلة خام وبداية تصنيع غزولها في مصر بعد تحديث آلات الغزل للحصول علي ميزة نسبية وقيمة مضافة للقطن المصري.