تعانى مدينة فوه الأثرية بكفرالشيخ من إهمال جسيم من قبل المسئولين رغم كونها تعد ثالث مدينة من حيث الآثار الإسلامية بعد القاهرة ورشيد والتي تضم 365 مسجدا بعدد أيام السنة و تاريخها يمتد لعصر الآسرات الفرعونية , كما تعد متحفا مفتوحا بشوارعها التي تحتوى على العديد من المنازل القديمة ذات الطابع المعمارى الإسلامي والآثار التاريخية من أيام محمد على ومنها مصنع الطرابيش ومصنع الكتان والتكية ووكالة ماجور وربع الخطابية وغيرها .
يقول أيمن صلاح رئيس مجلس إدارة مؤسسة تراث فوة أن المؤسسة استقبلت أكتر من 400 فوج سياحي منذ عام 2011 وتوقف نشاط المؤسسة بسبب البيروقراطية والتعليمات الأمنية لتأمين السياح القادمين إلى مدينة فوه . مشيرا إلى انه كان يعد برنامج سياحي لتعريف القادمين للمدينة بتاريخها العريق وماضيها المشرف، كما أنه يصحب السياح إلى القرى الريفية للاستمتاع بجو الريف وتناول الأطعمة الريفية كالفطير المشلتت والقشطة وابرمة الارز المعمر بالإضافة إلى ركوب الحمير والحنطور .
يطالب صلاح بدعم القطاع السياحي ومنح الرخص للمؤسسات السياحية والجمعيات لجلب السياح من الخارج لإثراء الحركة السياحية داخل مدينة فوه وكفرالشيخ بأكملها .
يعبر حسين عاشور رئيس قسم قياس الجودة بإدارة فوه التعليمية استياؤه من الإهمال الجسيم للأماكن السياحية داخل “فوه” بعد أن تحولت مناطق المساجد الأثرية إلى سوق للباعة الجائلين وكأنها رسالة موجهة للزوار بأن هذا هو حال آثارنا واهتمام المسئولين بها , بالإضافة إلى غسيل السيارات والموتوسيكلات والتكاتك أمام الآثار على كورنيش النيل .
يقول ياسر الكردي مدير منطقة آثار فوه إننا نعول على المؤتمر العالمي للمتاحف والذي سيعقد في القاهرة 2022 ونستعد له حاليا بعد أن تم اختيار آثار “فوه ” ضمن 3 مدن أثرية هي العلمين ورشيد وفوه وينعقد هذا المؤتمر كل 4 سنوات داخل دولة ما وتم اختيار مصر لعام 2022 وهي فرصة للترويج السياحي لمدينة فوه في حضور 4 الآف زائر .
يشير “الكردي” إلى أن ” فوه ” تعد ثالث مدينة من حيث الآثار الإسلامية بعد القاهرة ورشيد، فمن حيث الآثار الدينية تضم مجموعة من المساجد أشهرها القنائي وسيدى أبوالمكارم والأمير حسن نصرالله وهو كان مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي بالمذاهب الأربعة في العصر المملوكي ومسجد سيدي عبدالله البرلسي .
وعن الآثار التي تحمل الطابع التجاري ربع الخطابية فهو عبارة عن نزل لإقامة التجار ومعيشتهم حيث كانوا يفدون لمدينة فوه لتبادل التجارة في العصر العثماني ، ويلحق به وكالة حسين ماجور ولم يتبق منها إلا واجهتها كما توجد آثار تعود لعهد محمد على باشا .
تاريخ المدينة يؤكد مكاناتها التجارية المتميزة ليس فقط على المستوى المحلي وإنما على المستوى العالمي حيث كانت مآذن مساجدها تستخدم منارات للسفن القادمة بالبضائع من دول البحر المتوسط، و ما يدل على ذلك المنشآت التجارية الباقية حتى الآن مثل ربع الخطابية الذى كان يستخدم لإقامة التجار القادمين وبه أماكن للحفاظ على بضائعهم ومجموعة من الوكالات التي كانت تستخدم لعرض البضائع .