إنَّ مريم العذراء المُكرّمة على الأرض والمُمَجدة في السماء نفساً وجسداً، هي أيقونةٌ للكنيسة، وبدايةً لِكمالِها في الملكوت السماويّ .
فهي تسطع على الأرض إلى أن يأتي يوم الرب، كآية لرجاء أكيد، وعزاء وقوة لشعب الله المغترب في هذا العالم.
” سوفَ تُهَنِّئني بعدَ اليوم جميعُ الأجيال ، لأنَّ القديرَ صَنَعَ إليَّ أُموراً عَظيمة : قدوسٌ اسْمُه ورحمتُهُ من جيلٍ إلى جيلٍ للَّذينَ يتَّقونَهُ ( لوقا ١ : ٤٨ – ٥٠ ) .
إنَّ جميع الشعوب تُطوّب البتول الكلية القداسة في أرجاء المعمورة، ويتهافتون على إكرامها بحماسٍ حار وقلبٍ ورع.
فلنَتَضرَع بإلحاح إلى الأم التي أحاطت بصلواتها وعنايتها الرُسُل والجماعة الأولى للكنيسة والتي تسمو الأن في المجد على جميع الطوباويين والملائكة، لكي تَتَشفّع لنا لدى إبنها في شركة جميع القديسين.
لنهرع إليها بحب بنوي، وثقة عالية، ونتضرع إليها بقلبٍ منسحق لترشدنا على الدوام إلى الخير وإلى الكمال وفي آخر الأمر نحو الله ابينا وإبنها يسوع الفادي .
نطلب منها أنّ تبارك عائلاتنا وأعمالنا، وتنظر بحنان إلى وطننا والمسؤولين عن إدارته، وتسكب الخيرات على جميع الشعوب سواء الذين يتحلّون بإسم المسيح يسوع أو الذين لم يعرفوا مخلّصهم بعد.
ليكن إكرامنا لها متواصلاً ونابعاً من القلب ، لا في هذا الشهر فقط، بل في كلِّ أيام حياتِنا، وليكن اسمها مباركاً من جيلٍ إلى جيل، أبدَ الدهور.
يا سُلطانة السماء والأرض تضرعي لأجلِنا.