* 300 مشارك من مصر والمملكة العربية السعودية والكويت
* ”مصر البشر.. مصر القمر.. مصر الحجر” ثلاثة محاور بمسابقة مصر الجميلة
“مصر البشر.. مصر الحجر.. مصر القمر “حول هذه المحاور الثلاثة أطلق المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ شهور مسابقة للتصوير الفوتوغرافي تحت شعار “مصر الجميلة”, بمناسبة احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, بعدد من المناسبات عام 2018 (مرور مائة عام علي تأسيس مدارس الأحد, واليوبيل الذهبي لظهور السيدة العذراء بكنيستها بالزيتون, واليوبيل الذهبي لإنشاء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية), واختص التسابق بلقطات فوتوغرافية تظهر جمال مصر الإنسان, ومصر بمعالمها الجغرافية والتاريخية المميزة, ومصر بطبيعتها الخلابة في ربوعها المختلفة, وجري التسابق علي 3 مستويات (مسابقة المصورين المحترفين لمن تجاوز 18 عاما, والمسابقة المفتوحة لجميع الأعمار, والمسابقة الطلابية وهي خاصة بطلاب الجامعات), وكانت المسابقة متاحة لجميع المصريين المقيمين داخل مصر وخارجها, وتكونت لجنة التحكيم من المصور رمسيس مرزوق, والمصور أيمن لطفي, والمصور أيمن نصار.
وفي حفل مبهج أقيم بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية يوم الثلاثاء الماضي أعلن البابا تواضروس الثاني نتيجة المسابقة.
وترأس البابا تواضروس الثاني الاحتفالية, بحضور الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج, وأصحاب النيافة الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة, والأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد, والأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان, والأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية, والأنبا إكليمندس الأسقف العام لكنائس الهجانة وألماظة وشرق مدينة نصر, ولفيف من الآباء الكهنة.
بدأت مراسم الاحتفالية بالسلام الجمهوري, وقدمت الإعلامية دينا عبدالكريم فقرات الحفل الذي بدأ بتقديم فريق ”كورال ديفيد” باقة من الترانيم الروحية والألحان القبطية, ثم ألقت الفنانة سارة فؤاد منسقة مسابقة مصر الجميلة وعضوة نقابة المهن السينمائية كلمة قالت فيها: إن المسابقة تعد ترجمة لتوجه الكنيسة لبناء أداة للتواصل والتفاهم من خلال لغة بصرية وفنية تظهر صورة مصر الجميلة أمام العالم كله.. وخلال كلمتها قدمت الشكر لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, والقس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, وأعضاء لجنة التحكيم.
وأكد الفنان رمسيس مرزوق رئيس لجنة التحكيم المسابقة – في كلمته التي ألقاها نيابة عن لجنة التحكيم علي أن تبني الكنيسة للمسابقة أمر جميل ورائع ويظهرنا أمام العالم كله بصورة حضارية حقيقية, ومصر تميزت عبر تاريخها بالفنون بمختلف أشكالها وأن المسابقة شهدت مشاركة العديد من الأعمال المميزة.
“دور الكنيسة الوطني”
الكنيسة المصرية كنيسة وطنية.. بهذه الكلمات بدأت الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج كلمتها أثناء الاحتفالية, وقالت: إن الكنيسة المصرية تحمل الله في قلبها وتضع الوطن أمام أعينها, ففي كل موقف نجد الكنيسة المصرية تقف مواقف وطنية, ويتجلي ذلك في تبني الكنيسة لهذه المسابقة التي ضمت متسابقين من داخل مصر وخارجها, وطالبت الوزيرة من قداسة البابا أن تأخذ الصورة الفائزة بجائزة المركز الأول في مسابقة مصر الجميلة لتضعها علي موقع الوزارة الإلكتروني.
وأضافت: أن مصر تمتلك قيادة سياسية واعية وحكيمة وتعمل بجدية ولا تفرق بين شخص وآخر, وهناك حكومة تعمل بجد من أجل تخطي الأزمات, وأن الشعب المصري يمتلك الوعي والرغبة في العمل, وبالرغم من تلك المحاور الثلاثة, إلا أن جميع المصريين يعلمون أن الله هو الذي يحمي مصر, وأننا لن نجد أي بلد آخر مثل بلادنا مصر الفن احتياج بشري منذ الخليقة.
“البابا .. وقيمة الفن”
في كلمته، قال قداسة البابا تواضروس الثاني: في البداية نرجو من الله أن يكون العام الجديد عاما مليئا بالبركات, وأن المسابقة قام بكل أعمالها المركز الإعلامي للكنيسة إيمانا بأن الفن هو احتياج طبيعي لكل إنسان, والله عندما خلق الإنسان أعطاه القدرة علي الكلام, والأفكار طريقة نقلها من جيل إلي جيل هو الكلام, ولكن تبقي المشاعر تجد صعوبة في طريقة نقلها من إنسان إلي إنسان, فلذلك أعطي الله للإنسان الفن لكي تنتقل المشاعر من خلاله. وهكذا نحن تعرفنا علي الفراعنة عن طريق الفن, فكل المشاعر تنتقل عن طريق الفن مثل الحب والفرح والحزن, والاهتمام والتجاهل.
وتحدث قداسته عن قيمة الفن قائلا: إن كلمة الأرض باللغة الإنجليزية تعني “Earth ” وتأمل قداسته في حروف تلك الكلمة موضحا أن كلمة فن “ART ” تقع في منتصف هذه الكلمة وتعني أن الفن هو محور الحياة. وأوضح أن الفن يملئ الكنيسة, فهناك فن الأيقونة وفن الألحان, وفن اليوتا. فالفن في الكنيسة هو أحد الوسائل التي تنقل المشاعر.
وأضاف قداسته كما يوجد فن يسمي فن الانتماء وهذا الفن ضرب في مقتل عندما ظهرت العولمة وغرق العالم كله في العولمة, فبدأت تذوب هويتنا جميعا في تلك العولمة.
ونادي قداسته بأهمية زرع الانتماء مرة أخري بداخلنا جميعا ويجب أن يشغلنا زرع الانتماء جميعا.
وأشار إلي أن المسابقة جاءت لتغرس الانتماء لدي الشباب, وهي تضم ثلاثة محاور لتدل علي أن مصر بها طبيعة خلابة, مشيرا إلي أن فن التصوير الفوتوغرافي فن جذاب, وأن المسابقة التي أطلقتها الكنيسة كانت تهدف إلي كيف نربي عيوننا علي رؤية الجمال, ومنها كان فرع المسابقة الأول مصر البشر, والفرع الثاني مصر الحجر وهي تعني بالآثار المصرية والفرع الثالث هو مصر القمر وهذا الفرع يركز علي الطبيعة الجميلة التي تتمتع بها مصر, وفي ختام كلمته شكر قداسته المركز الإعلامي الذي تبني هذه المسابقة.
“الأيزو.. للمركز الإعلامي”
وخلال الاحتفالية تسلم البابا تواضروس شهادة “الأيزو 9001 ”التي تمنحها هيئة الاعتماد والجودة” sentirior,” نيابة عن المركز الإعلامي للكنيسة الأرثوذكسية, كما قدم المركز الإعلامي للكنيسة الأرثوذكسية هدية تذكارية للبابا تواضروس الثاني بمناسبة عيد تجليسه, قدمها لنيافته الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة, وقدمت رئيسة قناة نايل تي في هدية تذكارية لقداسته.
“ثلاثة أفلام تسجيلية”
تضمنت الاحتفالية عرض ثلاثة أفلام تسجيلية, جاء الفيلم الأول بعنوان” مصر الجميلة ” والذي تضمن مراحل المسابقة ومعايير التحكيم, والفيلم الثاني بعنوان كنيسة وطنية وقام بعرض مواقف الكنيسة الأرثوذكسية الوطنية علي مدار السنوات الماضية, والفيلم الثالث عرض إنجازات المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
“إعلان النتائج.. وتكريم الفائزين”
وفي نهاية الحفل كرم قداسة البابا تواضروس الثاني المشاركين في مسابقة مصر الجميلة, والتي شارك فيها 300 مشارك من مصر والمملكة العربية السعودية والكويت, وجاءت الجوائز كالآتي: الفائز بالمركز الأول جائزة قيمتها 15 ألف جنيه, وحصل الفائز بالمركز الثاني علي جائزة قيمتها 10 آلاف جنيه, فيما حصل صاحب المركز الثالث علي جائزة قدرها 5 آلاف جنيه, إلي جانب 5 جوائز تشجيعية كل جائزة قيمتها 3 آلاف جنيه, و10 جوائز تشجيعية كل جائزة قيمتها ألف جنيه.
فحصل علي المركز الأول في فرع مصر الإنسان للهواة المتسابقة علا محمد علي, فيما حصل علي المركز الثاني مايكل رسمي لبيب, وجاء في المركز الثالث محمود عبدالحميد, وحصل علي المركز الأول لفئة الهواة مصر القمر المتسابق أنس كمال عبدالجواد, وجاء في المركز الثاني أحمد صلاح الدين محمد.
وفي فئة المحترفين فرع مصر الإنسان أحرز المركز الأول أحمد حامد أحمد, وحصل علي المركز الثاني كريم سليمان عبدالسلام, وحصل علي المركز الثالث كريم سعادة.
وفي فئة المحترفين أيضا فرع مصر الحجر أحرز المركز الأول إيهاب أسامة, فيما حصل علي المركز الثاني أيمن جمال الدين جمعة, وحصل علي المركز الثالث محمد حزين أحمد.
وفي فرع مصر القمر للمحترفين, حصل علي المركز الأول أحمد عماد حمدي محمد, فيما حصل علي المركز الثاني وليد أحمد المليجي, وأحرز المركز الثالث عمرو إسماعيل صبري مقلد.
وفي نهاية الاحتفالية افتتح قداسة البابا تواضروس الثاني معرض الصور الفوتوغرافية الفائزة بالمسابقة.
“وطني تلتقي الفائزين”
علي هامش الاحتفال التقت وطني بعض المصورين المشاركين بالمسابقة:
** علا محمد علي الفائزة المركز الأول في محور مصر الإنسان, قالت: في البداية لم أكن أتشجع للتقديم إلي المسابقة نظرا للأعداد الكبيرة التي تقدمت, ولكن بعد تشجيع أحد أصدقائي تقدمت, وقمت باختيار صورة عم إبراهيم وهو من منطقة كوم الدكة للتقدم بها. ولم أكن أتوقع أن أحصد أي مركز وكانت مفاجأة لي عند إعلان النتيجة, واختتمت كلامها قائلة: إني سعيدة جدا بوجودي داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وأتوجه بجزيل الشكر لقداسة البابا تواضروس علي هذه الفرصة.
** الفائز محمد حزين أحمد – الفائز بالمركز الثالث في محور مصر الحجر – قال: عرفت بالمسابقة عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك وقدمت صورة كنت التقطتها بأسوان منذ فترة, وأشاد أحمد بتنظيم المسابقة, وأنه يود أن تكون جميع المسابقات علي نفس المستوي المشرف لتلك المسابقة العظيمة.
** وتحدث الفائز محمد يوتا عن المسابقة: عرفت بالمسابقة عن طريق منسقة المسابقة الفنانة سارة فؤاد, وقدمت في المسابقة بأربع صور فوتوغرافية, وحصدت جوائز تشجيعية عن الصور, كما أنني قدمت هدية تذكارية لقداسة البابا عبارة عن صورة فوتوغرافية كنت التقطتها لقداسته أثناء حوار تليفزيوني له مع قناة النيل الدولية.
وفي تصريح للأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد لـوطني وجه نيافته التحية لقداسة البابا لإطلاق المسابقة التي أظهرت بالفعل وجه مصر الجميلة, موضحا أنه أستوقفته صورة لمصلين مسلمين وبينهم شخص يرتدي” تيشرت” به رسمة هلال يحتضن الصليب، مؤكدا أن مثل هذه المسابقات تبرز مدي تماسك المصريين.
وعن أهمية المسابقة قالت النائبة ماريان عازر: إن هذه المسابقة لها أهمية بالغة في تلك الفترة, فهناك الكثير من الشباب لم يشعر بالانتماء وجاءت المسابقة لتغرس الانتماء بثلاثة محاور محور البشر الذين هم ثروة مصر منذ القدم, فعلينا أن نفتخر بالتراث المصري القديم الذي ورثناه من أجدادنا, والمحور الثاني وهو الحجر ونحن نمتلك ثروة غير عادية من الحجر, والمحور الثالث وهو القمر وهو يدل علي طبيعة مصر الفريدة فمصر تمتلك طبيعة خلابة منفردة تستحق أن نلقي الضوء عليها ، وأبرز نقطة في تلك المسابقة أنها كانت مفتوحة أمام الجميع فهي تبعث رسالة أن الكنيسة تفتح ذراعيها أمام الجميع, وتؤكد علي دور الكنيسة الوطني.