يشارك سامح شكري وزير الخارجية في المنتدى الإقليمي الثالث للاتحاد من أجل المتوسط الذي انعقد في مدينة برشلونة يوم 8 أكتوبر الجاري، والذي استضافه “جوزيف بوريل” وزير الخارجية الإسباني وناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، تحت الرئاسة المشتركة لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية “فيديريكا موجيريني”.وذلك بعد مشاركة شكري في مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية فى إفريقيا.
وصرح المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم الخارجية، بأن المنتدى الإقليمي الثالث جمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد لتقييم أدائه منذ تأسيسه عام 2008، فضلاً عن مناقشة العمل المستقبلي للاتحاد في ظل التحديات والفرص الراهنة، كاشفاً بأن الوزير شكري القي كلمة أمام المنتدى تتناول رؤية مصر نحو سبل إثراء أفاق التعاون بين ضفتيّ المتوسط في ظل التطورات الإقليمية، بالإضافة إلى كيفية تعظيم دور الاتحاد من أجل تدعيم التعاون والتكامل الإقليمييّن.
ومن الجدير بالذكر أن “الاتحاد من أجل المتوسط” يحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة لإنشائه بمبادرة مصرية فرنسية مشتركة فى يوليو 2008 كمنظمة حكومية خلفاً لعملية برشلونة التي أطلقت عام ١٩٩٥. هذا، ويضم الاتحاد ٤٣ دولةً، من ضمنهم دول الاتحاد الأوروبي علاوةً على دول شرق وجنوب البحر المتوسط، وذلك بهدف تحقيق المصالح المتبادلة على كافة الأصعدة ومواجهة التحديات المشتركة في المنطقة الأورو-متوسطية، وبصفة خاصة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتغير المناخ، فضلاً عن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول جنوب المتوسط وتنشيط الحوار الثقافي والحضاري بين الدول الأعضاء.
وأردف المستشار أحمد حافظ، بأن عقد الوزير شكري عدداً من اللقاءات الثنائية مع نظرائه على هامش فعليات المنتدى، والتي تضمنت لقاء مع وزير الخارجية الإسباني لبحث سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات بالإضافة إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك
كما عقد وزير الخارجية سامح شكري، اجتماعاً تنسيقياً لوزراء الخارجية العرب المشاركين في المنتدى الإقليمي الثالث للاتحاد من أجل المتوسط الذي استضافته المدينة الإسبانية برشلونة، وذلك في ضوء أن مصر تُعد منسق المجموعة العربية في الاتحاد.
ووضح المستشار حافظ، بأن الاجتماع تناول، بالإضافة إلى الموضوعات والقضايا العديدة المُدرجة على جدول أعمال ذلك المنتدى الوزاري، التشاور بشأن سُبل تفعيل دور المجموعة العربية في إطار جهود وأنشطة “الاتحاد من أجل المتوسط” على كافة الأصعدة. هذا، فضلاً عن العمل على الدفع قدماً بتنشيط التعاون فيما بين الدول العربية من جهة، وبين تلك المجموعة العربية ودول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.
وعلى هامش مشاركته ايضا في أعمال المنتدى الإقليمي الثالث للاتحاد من اجل المتوسط بمدينة برشلونة الإسبانية، التقى شكري مع وزير خارجية مالطا “كارميلو أبيلا”، حيث تناول اللقاء سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلديّن في كافة المجالات والتشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واعرب شكريً عن اهتمام مصر بإتمام الزيارة المرتقبة لوزير خارجية مالطا إلى القاهرة، لما ستمثله من فرصة لتعزيز قدرة الدولتين على التعامل مع التحديات المشتركة في منطقة المتوسط، بما في ذلك الأوضاع في ليبيا، فضلاً عن قضايا مكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية.
وأضاف المستشار حافظ أن الوزير شكري أكد خلال اللقاء على التطلُّع لاستمرار التعاون والتنسيق مع مالطا في كافة المجالات على ضوء الثقافة المتوسطية الواحدة التي تجمع بين البلديّن الصديقيّن والروابط التاريخية، حيث أكد شكري على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بما يعود بفائدة على الجانبيّن.
كما تناول وزير الخارجية جهود مصر في التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، بما أسفر عن الحيلولة دون خروج أي قوارب تقل مهاجرين من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016. وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية، تباحث الوزيران حول مستجدات الأوضاع في المنطقة، وخاصة في ليبيا، حيث استعرض شكري الجهود التي تبذلها مصر لتحقيق الاستقرار هناك، مشيراً إلى ضرورة دعم جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل دائم للازمة الليبية بما يحقق الاستقرار السياسي والأمني هناك. كما حرص شكري على الاستماع إلى تقييم نظيره المالطي للمُستجدات في ليبيا على ضوء تأثرها المباشر بحكم قرب الجوار الجغرافي.
كما عقد شكري، أيضا مباحثات ثنائية مع وزير خارجية إسبانيا “جوزيب بوريل”، لبحث سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلديّن في كافة المجالات بالإضافة إلى عددٍ من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وذلك على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الإقليمي الثالث للاتحاد من أجل التوسط.
واشاد شكري بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين مصر وإسبانيا، مؤكداًً على تطلعنا لاستمرار التنسيق والتعاون بين البلدين في المحافل الدولية والإقليمية، خاصة الاتحاد الأوروبي، وحرصنا على الارتقاء بالتعاون فى مختلف المجالات الثنائية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري، فضلاً عن توافد مزيد من السياحة الإسبانية الي مصر التي شهدت زيادة بنسبة 56% عام 2017.
ومن ناحية أخرى، كشف المتحدث باسم الخارجية أن الوزير الإسباني حرص على الاستماع لرؤية مصر حول عددٍ من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلي رأسها الأوضاع في ليبيا، حيث أشار الوزير شكري إلى أهمية المعالجة الشاملة للأزمة الليبية، وكذلك الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب.
كما التقى شكرى مع المفوض الأوروبى لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع “يوهانس هان” ، حيث تناول اللقاء مسارات وأطر التعاون والحوار القائمة بين مصر والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن عددٍ من القضايا الدولية والإقليمية.
وأكد شكرى خلال اللقاء على تقدير مصر للتطورات الإيجابية في العلاقات الثنائية والتعاون المؤسسي مع الاتحاد الأوروبي، وانعقاد مختلف اللجان الفرعية المنبثقة عن اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية خلال عامي 2017 و2018، والاستعدادات الجارية لعقد مجلس المشاركة بين الجانبين قبل نهاية العام الجاري. كما تطرق اللقاء إلى التنسيق المستمر لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن الجهود المصرية اتصالاً بملف الهجرة.