صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، خلال الاحتفال بمرور 70 عاما على نشر القوات الأولى لحفظ السلام، عن إطلاق مبادرة “العمل من أجل حفظ السلام” وأشار إلى أن حفظة السلام يواجهون صراعات أكثر تعقيداً من خصوم مُتعددين وعرقلة العملية السياسية والإرهاب والجريمة المنظمة غير الوطنية والتحدي الأكثر أهمية هو الفجوة بين الطموحات والواقع.
في إشارة إلى تجاوز توقعات حفظ السلام موارده بكثير، أضاف قائلاً : “العمل من أجل حفظ السلام يهدف إلى سد هذه الفجوة على ثلاثة محاور. أولا، من خلال إعادة تركيز حفظ السلام على توقعات أكثر واقعية؛ ثم جعل بعثاتنا أقوى وأكثر أماناً، وأخيرا، حشد مزيد من الدعم للحلول السياسية وتحسين تدريب ومعدات قواتنا.”
وأعرب جوتيريش عن سعادته لإقرار 146 حكومة، فضلاً عن أربع منظمات دولية وإقليمية، ما يعرف بإعلان الأمم المتحدة للالتزامات المشتركة بشأن عمليات حفظ السلام. وحث جميع الدول التي لم تنضم بعد إلى الإعلان، على القيام بذلك. ويحدد الإعلان التعهدات المهمة لنجاح عمليات حفظ السلام، مثل تعزيز أثرها السياسي والحماية التي توفرها.
وأكد الأمين العام أن الأمم المتحدة تعمل بالفعل على جعل مبادرة “العمل من أجل حفظ السلام” حقيقة واقعة، بما في ذلك من خلال إجراء مراجعات مستقلة لبعثات حفظ السلام لتحديد كيف يمكن لها تنفيذ ولاياتها بشكل أفضل، وتعزيز المساءلة، ومعالجة الثغرات في الأداء.
وعن إنجازات حفظ السلام، قال الأمين العام: إنجازات حفظ السلام تتجاوز حفظ السلام، فالخوذات الزرقاء – في إشارة إلى أفراد القوات – تحمي ملايين النازحين وتدعم توصيل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة. لقد رأيت هذا بنفسي، في زياراتي إلى مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وفي أوغندا، حيث التقيت باللاجئين من جنوب السودان، لقد تحدثت إلى أشخاص يدينون بحياتهم لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة.. إن وجودهم يبعث برسالة قوية من التضامن الدولي مع أكثر الفئات ضعفا.”
كما سلط جوتيريش الضوء على جهود تعزيز دور المرأة في حفظ السلام، قائلا “مزيد من النساء في عمليات حفظ السلام يعني المزيد من حفظ السلام الفعال.” وأشار كذلك إلى تسريع رد المنظمة الدولية على ادعاءات الاعتداء والاستغلال الجنسيين.
وتهدف مبادرة “العمل من أجل حفظ السلام” إلى تعزيز طموحين أساسيين لعمليات حفظ السلام، هما بذل مزيد من الجهد للدفع باتجاه الحلول السياسية، وأن تنشر قوات حفظ السلام لتهيئ الظروف لمغادرتها. ولهذا تعد العلاقة بين بعثات حفظ السلام والبلد المضيف أمراً حيويا.
يذكر أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أنجزت، على مدى السنوات السبعين الماضية، مهماتها بنجاح وغادرت عدداً من البلدان، منها تيمور الشرقية وكمبوديا وأنجولا وكرواتيا وسيراليون. كما انتهت مؤخرا بعثتا كوت ديفوار وليبريا.