يفقد زوجته بالموت فيحاول استنساخها من جديد لتموت أكثر من مرة!
فيلم (مرة أخرى! ).. يناقش فكرة موت أحبائنا .. وتمسكنا بعودتهم للحياة مرة أخري ولو عن طريق العلم باستنساخ أجسادهم على شاكلة “العنزة دوللي” الشهيرة.
يبدأ الفيلم بشكل شيق ..زوج “آدم سلوب” يخاطب زوجته وهو ممسكا بفازة قائلاً لها “داون” لقد مت محترقة تماماً وهذه الفازة بها رمادك وانا استنسختك من جديد .. تعود للخلف مذعورة من كلامه لتسقط من الدور الثاني لتموت من جديد ..
ويقفز المشهد من جديد للزوجة “داون” تعمل في تشكيل الزجاج بالصهر بالنار .. تخبرها صديقتها أن الجميل في هذا العمل هو أنه ( لا يمكن استنساخ نسخة طبق الأصل من عمل سابق). وبمشهد آخر يبدو “آدم” في الجامعة.. فهو دكتور يدرس لطلابه أن الاستنساخ هو تقدير لقيمة الحياة ولا يقلل منها.
في المعمل يحاول “آدم” إجراء التجارب على فأر .. ويعد العشاء لها بالمنزل.. وفجأة تأتي الشرطة لتخبره بفاجعة موت زوجته محروقة وهي تشكل الزجاج المنصهر .
صلاة بالكنيسة ..موعظة.. الأحزان دائماً تجمعنا .. والحزن ينشئ صبراً .. والصبر يكون الشخصية .. وهى بدورها تتمسك بالأمل والرجاء الذي لا يخزى أبداً .
الزوج “آدم” يضع رماد زوجته المحروقة بفازة .. ويذهب بها إلى الكنيسة لتأبينها .. يتحدث “آدم” باكياً: “أول مره رايتها كانت في معرض فني.. ورأيت وجهها ذو الابتسامة العذبة من بين فازتين.. ولهذا اشتريت هذه الفازة التي كانت تحجب رؤيتها عني ووضعت فيها رمادها .
تعزيه إحدى الحاضرات وتقول له : (ليس معنى انه لا يمكنك ان تلمسها انه لا يمكنك ان تشعر بها). يعزيه آخر: ( المفكر “كافكا” قال أن معنى الحياة هو أنها تتوقف).
في المعمل يظهر فأر آخر يبدو وكأن “آدم” نجح في استنساخه.. تخطر له فكرة تعكسها تقسيمات وجهه .. فتدفع المشاهد للتفكير فيها.. وهي على ما يبدو .. ماذا لو.. استنسخ زوجته..!
يعود للمنزل ليأخذ فرشاة شعرها ويعود للمعمل جرياً وكأنه وجد كنزاً يمكن أن يبدأ منه استنساخ زوجته ..في محاضرته يقول : مشكلة الاستنساخ تكمن في سرعة معدل النمو .يفترض فرضية علمية.. تجيبه طالبته “إيما إجابات تعبر عن ذكائها بالبحث العلمي .. فيقبل أن تكون مساعدته بالمعمل بعد أن كان قد رفض ذلك.. على باب المعمل يخبرها أن العمل الذي ستساعده فيه هو مبهم أو غير محدد أخلاقياً .. تجيبه ليس هناك مشكلة.. فالأخلاقيات كالزجاج المتكسر .. ولكنها بعد أن تراه يعمل على شعرة من فرشاة ..تفهم على الفور انه يحاول استنساخ زوجته .. تقول له هذا أمرا غير أخلاقي بالمرة .. وغير قانوني .. وانت ستفقد عملك..
ولكنها تعود وتقبل أن تساعده.. على الكمبيوتر تحدث عملية تخليق سريعة جداً من بويضة إلى إنسانة كاملة تخرج من نفس مكان خروج الفأر المستنسخ .يحملها كمجرد جسد لامرأة طاعنة في السن لسرعة معدل نمو التجربة .. يدفناها بالمحرقة.
في شركة التأمين يبحثون عقد “آدم” الذي أمَّن على زوجته بمليون دولار ثم ماتت بعدها بأسبوع محروقة .. وكأنما يشككك الفيلم في أنه ربما شخصاً مهووساً بإثبات نظريات علمية ضد الطبيعة.. وربما هو الذي رتب لكل هذا.
يستنسخ “آدم” زوجته “داون” مرة ثانية كطفلة رضيعة ليتحكم بمعدلات نموها .. بوصلها بالحقن الجيني سريعاً لعمر طفلة بالسادسة .. يحاول أن يعلمها.. فتكون أشبه بدمية تردد الكلمات بلا تفكير ولا خبرات .. يراقبهما مسئول شركة التأمين من زجاج المنزل.
يكمل تعليمها .. يطورها بالعمر سريعاً إلى 15 عاماً ثم عمرها الحقيقي الذي ما كانت عليه.. تلميذته تقول له هل تحبها حقا؟ يقول جدا.. تنظر الى عينيه مستنكرة .. وتقول له فكر في الأمر .. لأن “داون” الآن هي بمثابة ابنتك التي تربيها .. بالمنزل يحتد على “داون” ويظهر ضيقه لعدم حبها لأي شيء يعمله لها حتى الفطائر التي كانت تحبها ..
@ على ما يبدو أنه اكتشف أنه استنسخ صفات وراثية لا تحمل من طباع وسمات صاحبتها الأصلية سوى الشكل ..
يحادث تلميذته “إيما” : (انها ليست زوجتي ولكنها حقاً بمثابة ابنتي) ..
أم “داون” تقلق علي “آدم” فتزوره فجأة لتري ابنتها من نافذة الدور الثاني فتهرب مذعورة على أنها رأت شبح .. “داون” تسأل “آدم” لماذا تهرم سريعا وهو لا .. يذكر لها السبب تخاف وتهرب للخلف منه فتسقط ميتة .. يضعها بالمحرقة من جديد.
يقول للطبيبة النفسية التي تتابعه لإخراجه من اكتئابه .. حلمت باستنساخ زوجتي .. ولكنها ليست هي .. تقول له (إن جيناتنا هي عامل صغير في تكويننا الذي يعتمد بالأكثر على خبراتنا.. والطريقة الوحيدة التي يمكن ان تحصل بها على نفس الزوجة هو أن تربيها بنفس الطريقة التي رباها بها والديها)
يذهب لوالديها لأخذ معلومات عن طفولتها .. يقول للأب أنه يمكنه استعادتها لو ربياها بنفس الطريقة فيصفعه الأب على وجهه..
يطلب من تلميذته تربية “داون” المستنسخة الجديدة.. لتكون الأم البديلة .. تقبل على مضض .. تجلبها إلى آدم وهي شابة كبيرة فترفض الحياة معه لأنها لا تعرفه .. يدخلها عنوة .. يحاول ان يأكلها نفس الاكل وأن يشجعها على نفس العمل.. ويطلب منها الزواج .. فترفض وتبكي
يطلب من “إيما” استعادتها فترفض .. وتسمعها “داون” فتذهب الى الحمام لتنتحر بالزجاج المكسور لصورتها مع آدم الذي علمها أنها لا يجب أن تلمسه لأنه قد يكون أداة قاتلة. يأخذونها للمحرقة مرة أخرى .. بفازة جديدة لرماد جديد ..
يذهب إلى “كاميل” أعز صديقة لزوجته بطفلة جديدة استنسخها لـ “داون” ويطلب منها تربيتها. تصفه بالشخص الغريب.. ثم تقبل الفكرة وتنبهه إلى أن بنود التربية التي وضعها لتكون مماثلة لحياة “داون” .. تفتقد لخبرات لا يعرفها .. لينتقل المشهد مباشرة لـ “داون” ترقص مع رجل أسمر البشرة.. ذلك الذي ذكر لها في يوم تأبين “داون” أنهما كانا على علاقة معاً .. وتحدث المفاجأة عندما تفضل “داون” البقاء مع الصديق الأسمر وترفض الذهاب لزوجها وتقول انها لا تنتمي اليه بأي صلة .
يحاول استنساخ “داون” أخرى بديلة للتي تركته .. تحذره تلميذته من استنساخ جديد والأولى لم تمت بعد ..فقد يتقابلا. ..
يجلس مع “إيما” تلميذته محاولاً أن يفهم سر اهتمامها بهذا المجال .. تقول له كنت أحب أبي جدا.. ومرض واحتاج لزراعة قلب بديل .. كان في نهاية قائمة من المنتظرين موت آخرين لكي يحصلوا على أعضائهم ويعيشوا هم ..كنت أصلي يومياً لحدوث مزيد من حوادث السيارات و الدراجات البخارية لكى يحصل أبي على هذا القلب ..
@ استوقفني جداً .. كيف أن الصلاة قد تستخدم لطلب الشر .. ولكنها بالنسبة لصاحبها هي طلب للخير .. وفي هذا .. ربما ينطبق القول (تطلبون ولا تأخذون .. لأنكم تطلبون ردياً) .. وكم من مرات يطلب المرء الأذى لغيره من أجل أمور حتى أبسط بكثير من طلب الحياة لنفسه أو أحبائه .. لمجرد إحساسه إنه أهين أو خُدع أو حتى رُفض من شخص آخر.
تستكمل “إيما” .. (إن فقدان من نحبه يغيرنا) ..
يذهب “آدم” لمنزل صديق “داون” .. ينبهه أنها بحاجة لمساعدتها لأنها تشيخ سريعاً .. يدخل يجدها تأكل اللحم وهو ضد مبدأهم من قبل كنباتيين .. يقول لها غاضباً لا يمكنك أكل اللحم .. إنه عملية قتل .. تجيبه أنه لا يمكنك قتل كائن ميت بالفعل ..
@ هي حكمة حقيقية.. وإن كانت برأيي لا تنطبق على قتل طير أو حيوان هو عائش بالفعل ..
يخبرها “آدم” انها ستموت قريباً لأن لديها متلازمة “وارنر” التي تجعل الناس تهرم سريعاً عن المعدل الطبيعي لبقية البشر..
@ هذه النقطة العلمية الحقيقية .. تدفعنا دفعاً للتأمل في القدرة الفائقة لله .. الذي يبرز قدرته في ابداعه لخلقه لدرجة سماحه لاختلال جين وحيد في أناس قليلة فتهرم شكلها ووظائفها الحيوية وهي في عمر صغير .. وسماحه في المقابل بإحياء جينات الشباب في أناس تكبر وتهرم في العمر .. تجسيداً لقوله (ويجدد كالنسر شبابكم).. وأن (كلمة من كلامه لا تسقط أبداً)..
يستكمل الفيلم بأن “داون” ترفض الذهاب مع “آدم” حتى ولو منحها عمراً جديداً وتفضل البقاء مع حبيبها الأسمر .. فيعرض عليهم المساعدة لوقف عملية شيخوختها .. ولكنه بالواقع قتلها بحقنة حتى يستنسخ أخري .. تكتشف “إيما” تلميذته ما فعله .. تعاتبه بعنف أنه لن ينجح أبداً حتى لو أعاد محاولة الاستنساخ ملايين المرات ..
تعبر له عن أن أملها كان أن يحبها بقدر حبه العظيم لزوجته .. ولا تجد استجابة ..
تعود للمعمل غاضبة ..وبنفس فكر الحب الخاطئ الذي كل همه الاستحواذ على من نحب .. تستنخ نسخة منه لنفسها .. تتركه بدار أيتام ليتربى وتعود لتتبناه بعد قليل بعد أن كبر ..
مسئول شركة التأمين يكشف لوالديها عن تأمينه عليها بمليون دولار قبل وفاتها .. تتذكر الام رؤيتها بالمنزل .. يذهبان هما والقس لآدم .. يعرفون الحقيقة .. تطلب الأم عمل نسخة من ابنتها .. يرفض القس قائلاً انها ماتت ومكانها الفردوس.. يبحث الأب والأم معا عن شعرة جديدة بكل مكان بالمنزل لاستنساخ ابنتهما بعد ان استنسخ آدم آخر شعرة بفرشاتها .. يذهب للمعمل بالشعرة الجديدة .. لاستنساخ زوجته من جديد.. ثم تحدث ثلاث مفاجئات بنهاية الفيلم !!!
الفيلم من انتاج هذا العام 2018 .. بطولة جوناثان سيلفرمان “آدم”، جنيفر فيننجن “داون”، سكوت تيلور كومتون “إيما”، ومن إخراج سكوت بيرلمان.
الفيلم شيق ويدعو للتفكير والتأمل في القضايا الشائكة كالاستنساخ .. وماذا لو عاد الانسان للحياة على الأرض مرة أخرى.. وهو سريع الانتقال من مشهد لآخر بلا ملل ليبقى ذكاء المشاهد مشتعلاً بالتخمين دائماً.. في ماذا يمكن أن يحدث في المشهد القادم .