” ورفع المتواضعين ” ( لوقا ١ : ٥٢ )
نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى السماء حيث انتقلتِ يا أمنا بالنفس والجسد، ونأمل أن نحظى بنعيم السماء فنلقاكِ مع ابنكِ يسوع فنكرمكِ على الدوام ، آمين .
اليوم الحادي عشر : ” عمل الرُّوح القُدُس في العذراء مريـم ”
المجمع الفاتيكاني الثاني والعذراء مريـم :
آباء المجمع الفاتيكاني الثاني كرسوا وثيقة خاصّة بمريم العذراء ، وأوردوا ذكرها في الفصل الثامن والأخير من الدستور العقائدي في الكنيسة ، تحت عنوان : “الطوباوية مريم والدة الإله في سرّ المسيح والكنيسة ” (رقم ٦٩ – ٥٢) . وبذلك يظهر بجلاءٍ أكثر دورُ مريم ضمن تاريخ خلاص الشعب المؤمن، فالكنيسة المقدسة هي جسد المسيح السرّي، والمؤمنون متّحدون كلّهم معاً في عمل الروح القدس فيهم، ولا أي شخص يمكنه أن يصبح عضواً في الكنيسة ما لم تنسكب عليه قدرة الروح القدس .
على هذا الصعيد مريم العذراء هي عضو في الكنيسة ملأها الروح القدس وتجاوبت مع عمله ، فكانت لجميع المسيحيين قدوة ومثالاً في الإيمان والمحبّة ، كما يوضح المجمع في مختلف النقاط التي يتوسّع فيها عن دور مريم العذراء في تدبير الخلاص .
وبقول آباء المجمع : ” تحتلّ مريم مكاناً فريداً في القدوةً والمثال والأمومة : بإيمانها وطاعتها ولدَت على الأَرْضِ ابن الله ولم تفقد بتوليّتها ، وغَمَرَهْا الرُّوح القُدس بقدرةِ العليّ ( لوقا ١ : ٣٥ ) ، فأصبحت حوّاء جديدة (رقم ٦٣).