كثير ما نتعرض لإخفاقات واحباطات في حياتنا تجعل الدنيا مظلمة سوداء، وتجيء لحظات يأس تقيدنا بسلاسل من الضيق والحزن بل وتلون ايامنا بلون قاتم شديد السواد وتتراقص الهموم وتعلن انتصارها علينا، ونحيا نترنح بين السواد الحالك وقيود الهزيمة، وهنا تكمن المشكلة في كيفية الخروج من براثن اليأس الشديد والاكتئاب والتي تدفع للانتحار فى بعض الحالات.
اوضح د . سمير عبد الفتاح استاذ علم النفس الاجتماعي جامعة عين شمس ان هناك نوعان من الاكتئاب اكتئاب ذهاني هو نوع من أنواع الاكتئاب الذي يحدث عندما يتضمن الاكتئاب الشديد نوع من الذهان .
الذهان قد يكون هلوسة (مثل رؤية أشياء أو سماع أصوات غير موجوده) أو وهم (هو الاحساس الشديد مثل الاحساس بالفشل أو التفاهه) والخروج عن الواقع ، وإن كان أكثر شيوعاً بين الطبقات الارستقراطية، لأن التعرض للصدمات النفسية والاجتماعية فيها أكثر، كما أن توافر متع وملذات الحياة في جو الثراء الفاحش يجعل الفرد يصل لحالة من الإشباع فيحاول البحث عن جديد، فيسلك طريق الإدمان، ثم يفاجئانه لايوجد جدوى من شئ، فيبدأ التأمل في وجوده وضآلة مكانه ، وهنا تبدأ أولي مراحل «الاكتئاب الذهاني»، حيث يفقد الإنسان قدرته علي التواصل مع الآخرين، ويصبح غير مسؤول عن رعاية ذاته، وتسيطر عليه مشاعر اليأس والإحباط والرغبة في الموت، وهو ما قد يدفعه لمحاولة الانتحار.
واضاف هناك نوع اخر من الاكتئاب هو يسمي (الاكتئاب الانفعالي) يصيب الأطفال من سن عامين وحتي ١٣ عاماً، وينتج عن المواقف التي يشعر فيها الطفل بالإحباط، ويترتب عليها شعوره بالحزن وخوفه من فقدان الأمن، وهي حالة مؤقتة لا تستمر مع الطفل، لكنها تؤثر علي حياته اليومية، وهناك نوع يسمى(اكتئاب المراهقة) وسببه إحساسه بعدم اهتمام الآخرين به، وعدم ثقتهم في أنه قادر علي إقامة علاقات سوية مع الآخرين، خاصة الجنس الآخر، وخطورة هذا النوع تكمن في أنه عبارة عن صورة المراهق عن نفسه فهو مرتبط بعودة الذات.
وعن اسباب الاكتئاب والاحباط قال د. سمير عدم وجود حوار بين افراد الاسرة وغياب الرقابة والاهتمام وقد اصبحت التكنولوجيا تمثل حائط منيع للتواصل بين افراد الاسرة وهو مايسمى بالغربة الذاتية، ومن الاسباب الاساسية لليأس التنشئة الاسرية التى لا تبنى على قواعد سليمة واساسية صحيحة والتي تكون بعيدة عن جو الالفة والموده، عدم الجلوس على مائدة الطعام وتجاذب اطراف الحديث ذلك كلة ينشئ نوع من الحياة الجافة المنعزلة عن افراد الاسرة وتصبح النفس هشة ، اى شئ يؤثر فيها.
وقال: “ولتنفادى ان نصل لمرحلة اليأس والاكتئاب يجب ان نتحلى بالايمان بالله فهو الذي يثبتنا ويقوينا على اى اخفاقات واحباطات في حياتنا يجب ان نخرج ما بداخلنا لأي شخص يكون مصدر ارتياح لنا نحاول اخراج نفسنا من اى حزن بممارسة شئ نحبة ويكون مصدر سهادة لنا أن نعطي الامل لأنفسنا وأن نطرد كل افكار سلبية ونحاول ان نعمق الافكار الايجابية داخلنا ويكون التفاؤل منهج حياتنا ولانترك الاحباطات متراكمة داخلنا تنخر في نفوسنا لتصل بنا الى الهاوية.”
وأكد د . سمير عبد الفتاح استاذ علم النفس الاجتماعي جامعة عين شمس أن الإننسان الشخص الوحيد الذى يستطيع اخراج نفسه من احباطات الحياة فمقاومتة وايمانة بالله وايمانة بقدراته وامكانياته اشياء تدفعة ليتخطى اي احباطات فى حياته.